بعد أيام قليلة تستضيف مملكتنا الغالية حدثاً هو الأهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وهو القمة العربية الثالثة والثلاثون، وقد بدأت الاستعدادات لها قبل يومين بحضور الوفود إلى مملكة البحرين وبدء الاجتماعات التحضيرية وصولاً إلى اجتماع القادة العرب على طاولة الصخير العامرة والجامعة.

وتضع قضية غزة نفسها في بؤرة الحوارات والمناقشات التي ستُجرى على طاولة القمة، حيث إننا نعيش هذه الأحداث منذ فترة تجاوزت الأشهر السبعة دون الوصول إلى نهاية تعيد لمنطقتنا الاستقرار والسلام، فمازالت ماكينة الحرب تحصد أرواح إخوتنا في الأرض المحتلة في كل دقيقة دون توقف ودون رحمة.

وأجد في هذه القمة واجتماع القادة العرب التضامن العربي في المقام الأول لبحث قضية غزة العربية الإنسانية والمصيرية للمنطقة بأجمعها، وحضورهم إلى مملكة البحرين، المكان الأمثل لبحث هذا الحدث الشائك، لأن البحرين هي بلد التسامح والسلام الذي يعرفه العالم كله، وقائدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، المعروف برؤاه المستنيرة في ضرورة إحلال التعايش السلمي -ليس في المنطقة فقط- وإنما في كل بقاع أرض الله.

وهناك العديد من المبادرات التي طُرحت من قبل جلالة الملك المعظم حفظه الله في سبيل تحقيق ذلك الهدف الأسمى ومن أبرزها كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، والذي يؤكد أن مملكة البحرين كانت المكان الأنسب لعقد القمة الثالثة والثلاثين وتزامنها مع أحداث غزة.

كذلك رأينا الخلل الذي أصاب معايير حقوق الإنسان في العالم منذ بداية العدوان الغاشم على إخوتنا في فلسطين، ومواقف دول الغرب التي طالما صدعتنا بإنسانيتها الزائفة لنكتشف أنها دورس تُعطى لنا ولا تطبّق عليهم، وهنا أذكر مبادرة جلالة الملك المعظم رعاه الله، بشأن المحكمة العربية لحقوق الإنسان والتي تؤكد الأيام أنها باتت أمراً حتمياً وأنها كانت فكرة سابقة لزمانها.

وللأسف فإنني لا أستطيع رصد كافة المبادرات والأفكار والرؤى الملكية السامية التي حفلت بها السنين الماضية، والتي تصلح لكل زمان ومكان، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن صاحبها ذو رؤية استشرافية بعيدة، وأنه يرى المستقبل ومشكلاته ويضع له الحلول النهائية لكل تلك المشاكل.

هناك العديد من الملفات التي ستشهدها اجتماعات القمة العربية ومن بينها الشراكة الاقتصادية، ومشكلات المناخ، وأثره على الغذاء، والطلب على الطاقة، وأثر كل ذلك على استقرار العالم ورخاء الشعوب، لذلك ستكون القمة حافلة وحاشدة لكل القضايا في أسبوع عمل واحد، في مملكة البحرين ونحن على ثقة بأننا على قدر الحدث بقيادة جلالة الملك المعظم قائد القمة الذي وضع التضامن العربي في المقام الأول.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة "ديلي تربيون" الإنجليزية