لاتزال المشاريع الإسكانية الجديدة في البحرين تتخذ أسماء المناطق التي تمتد بمحاذاتها، أو على أطرافها، حتى ولو كانت تلك الأسماء غير عربية، ولا ندري مسؤولية من؟ هل هي مسؤولية وزارة الإسكان أو وزارة البلديات؟ ونتمنى أن يعاد النظر في قضية تعريب أسماء المناطق القديمة، وأن تطلق أسماء جديدة على المشاريع الإسكانية الحديثة، وذلك مثلما أطلق على المشاريع الإسكانية الجديدة في بعض مناطق البحرين، مثل المشاريع الإسكانية التي شيدت في البسيتين مثل مشروع «الساية» الإسكاني، ومشروع «بندر السيف» الإسكاني، وهي أسماء جميلة.
عند تشييد مشاريع إسكانية جديدة في بعض المناطق، يخلق ذلك في نفوس البعض شعوراً بالرغبة في الاستحواذ على تلك المناطق وكأنها مناطق محصورة في ذلك البعض، وليس لأحد الحق أن يمتلك فيها بيتاً واحداً، وقد شاهدنا مثل هذه الاحتجاجات حين قامت وزارة الإسكان بتخصيص بعض الوحدات لغير المنتمين إلى هذه المناطق، وقد وصلت إلى مرحلة التخريب، كما قاد هذه الاحتجاجات بعض أعضاء المجالس البلدية وبعض النواب السابقين، وعلى هذا الأساس استمرت سياسة تمديد المناطق المغلقة والمحصورة في فئة معينة، في الوقت الذي تخصص مناطق أخرى لغير أهلها، وذلك مثلما حدث في المشاريع الإسكانية الثلاثة الحديثة في البسيتين، وفي الحد وفي قلالي.
إن من مساوئ حكر المناطق وفي نفس الوقت مدها هو توليد شعور الاستبداد لدى البعض، وكذلك تفضيل مواطنين على آخرين، وذلك حين استفاد أهالي بعض المناطق من المشاريع الإسكانية وخاصة مشاريع امتدادات القرى بوزارة الإسكان آنذاك، وهذا المشروع كلف الدولة الكثير حين قامت بتعويض أصحاب الأراضي بمبالغ مالية كبيرة، مع تخصيص أراض لهم في مناطق أخرى، ثم يتم توزيع هذه الأراضي على أهالي المناطق، وإقامة مشاريع إسكانية لهم، تحت مسمى امتدادات القرى، أي تمتد القرية حتى تدخل على المدينة المحاذية، مع استمرار اسم هذه القرية أياً كان اسمها، وهكذا تستمر العملية، ولاتزال العملية مستمرة، وذلك حين نسمع تصريحات عن مشاريع بأسماء مناطق، مثل مشروع «توبلي» الإسكاني، حتى أصبحت «توبلي» أكبر مساحة من المنامة، ومن المحرق مجتمعة بمدنها وقراها، وكذلك مشروع «سترة»، ومشروع «جنوسان».
إن التاريخ اليوم يبدل، ونكرر ونقول إنه يبدل، وها هي مدونات كانت على مواقع «الإنترنت»، يتم نشرها في إحدى الصحف المحلية، وذلك حين يتم تأويل الأسماء من خلال قصص وروايات حتى تسلخ البحرين من هويتها، وذلك حين تركت التسميات غير العربية تتمدد حتى شملت مشاريع لا تنتمي إلى المنطقة بتاتاً، كونها منطقة حديثة وغير مأهولة، ولا توجد فيها آثار مبان، وحتى لو كان ذلك، فالمشاريع الإسكانية الجديدة هي التي تحدد أصل هذه المنطقة، حين تحمل أسماء جديدة وجميلة، وبالتالي يتم السيطرة على رغبة الاستحواذ باسم أن هذا المشروع يحمل اسم المنطقة، ومن ناحية أخرى تفتح هذه المناطق المغلقة التي لها آثار سلبية من الناحية الأمنية، والتي قد تستغل من بعض المجموعات الإرهابية، وقد شاهدنا عدداً من هذا التسجيلات لهذه المجموعات الإرهابية التي تقوم بالتدريب وسط هذه المناطق، وذلك عندما صارت هذه المناطق غير آمنة لدخول رجال الأمن، وما استمرار الأعمال الإرهابية عند مداخل هذه المناطق إلا نتيجة عدم التنبه لخطورة غلق المناطق، ومع الأسف يزيد هذا الإغلاق ويمتد بامتداد المشاريع الإسكانية في الأراضي المحاذية لها، ويستمر الاسم نفسه.