جميل جداً أن تحظى خلال تجارب حياتك ومحطاتك الإدارية المختلفة بتجربة مغايرة عن التجارب السابقة، تختلف في مضمونها أسلوبها وجوهرها عما سبقها، لما تمثله لك من مشاهد حية تتكلم عن عطائك الحياتي، وإخلاصك وتفانيك في العمل بما يوصلك إلى الضغط على الظروف وتخطي الصعاب للوصول للنجاح المطلوب.. هو ما آمنت به في أيام حياتي الماضية.. والقادمة الجميلة بإذن الله..
مع بداية عام 2015 كانت الانطلاقة والاختبار الصعب في «مؤسستي الصغيرة» وحلمي الجميل الذي عشقته منذ الصغر، فكانت لي الفرصة للعمل في قطاع خيري يخدم البحرين والعالم أجمع، بداية 2015 تسلمت قيادة مسؤولية كبيرة في مؤسسة رائعة تقدم الخير للعالم كله، مؤسسة تمثل عطاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، رئيسها الفخري، ويرأسها القريب منها ومن برامجها بروحه الجميلة وابتسامته المعبرة، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمنائها، لم يكن الأمر في بدايته كما يتصوره البعض بالأمر السهل الذي من الممكن أن تمسك بزمامه من أجل أن تفخر «بمكانتك الشرفية»، بل هي «أمانة» كلفني بها المولى تعالى أولًا، ثم صاحب الروح الإيجابية سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة، حتى أجدد صفحات العطاء لموظفي «إدارة خدمات العملاء»، بالمؤسسة الخيرية الملكية، لذا قررت منذ اللحظة الأولى أن تكون الإدارة «مؤسسة صغيرة» في أنظمتها وتواصلها وإبداعها، وأن نحقق التميز برؤية تحقق الأهداف المنشودة وتطلعات من أسسها ورعاها ودعم برامجها.
وبحمد الله وتوفيقه، تكللت تلك الجهود والرؤى بالنجاح والفوز، فكانت «إدارة خدمات العملاء» الإدارة المتميزة على مستوى المؤسسة في الجائزة السنوية التي تنظم سنوياً لاختيار الإدارة المتميزة، وفقنا بحمد الله وتشرفنا بالتكريم من قبل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في حفل المؤسسة السنوي، ولعلني خلال هذه الوقفة القصيرة أسرد الخطوط المنتقاة من اللوحة الجميلة التي رسمها فريقنا الجميل من أجل أن يصل إلى «الفوز».
* قررنا أن نضع رؤية على المدى القصير نسعى لتحقيقها لعام 2015.. بأن نكون أفضل إدارة في إجراءاتها وضوابط عملها.. فساهم كل فرد في الإدارة بأن يقدم مختلف الخدمات للمستفيدين بصدر رحب وأسلوب إداري عال وجودة متفوقة.
* اتفقنا بأن نتكلم معًا بأسلوب «نحن» وليس «أنا».. فنجاحنا ورؤيتنا واحدة في كل إجراء نقوم به.. الجميع يحمل نفس الرؤية ونفس الطموح ويتكلم بنفس الخطاب.. وهي من الأسس الناجحة للمؤسسات المتفوقة.
* كل فرد يسد فراغ غيره ويكمل النقص ويساند عند ضغوطات العمل.
* مشاركة الجميع في أي نجاح نحققه، ويدنا في يد جميع موظفي المؤسسة، من أجل أن نرسم الصورة الذهنية الإيجابية، حتى تكون المؤسسة الأولى في عملها الخيري.
* أطلقنا العنان للمبادرات القائمة على «الأهداف الممنهجة»، منذ بداية العام، وبحمد الله وبدعم الإدارة العليا استطعنا تحقيق نسبة عظمى منها مع نهاية العام.
* العمل الفريقي والإحساس بجمال العمل كان السمة الغالبة على أعمال الإدارة في تنفيذ برامجها، سعيًا نحو إعطاء كل عنصر حقه في البروز وتفجير الطاقات، وتوريث الخبرات الإدارية لكل أعمال الإدارة والفرق التنفيذية بما يؤهل لتبوأ المناصب القيادية في المستقبل.
* الإبداع وتنمية مهارات التعامل مع الآخرين، كانت قيم الأسلوب الإداري المتبع لموظفي الإدارة من خلال اللقاء الشهري التواصلي الذي يتيح فرصة إبراز الكفاءات وطرح الأفكار وتطوير العمل.
* إثراء روح المنافسة وتقديم الخير بين الموظفين وتعميق مفاهيم الإخلاص وتجديد النية، فالعمل الذي يقومه كل فرد يحقق المكسب الدنيوي والأجر في الآخرة.
* التقدير المتواصل للإنجازات وتنويع «باقات الشكر»، وبث رائحتها الزكية بين الفينة والأخرى، وفي وقت يعني الكثير للطرف الآخر.
* قيمة الفرح بفوز الآخرين والعمل من أجل المبدأ الذي كتبناه منذ البداية.. سمة أخرى زرعناها حتى ننجز بسعادة وفرح بابتسامة غيرنا.
وعندما نسرد خطوط لوحتنا الجميلة.. فإن المقام يطول.. والقصة قد لا تنتهي في وقتها.. لأن عمل الخير في مؤسسة الخير والعطاء مستمر.. بكفاءات تحمل في أطياف قلبها الحُب والحنان والإخلاص حتى تفوز برضا الرحمن.. وتكتب اسم البحرين في سجل الدول العالمية التي تقدم رسالة الخيرية في كل بقعة تمد يدها إليها. فشكراً لكل الجهود.. وشكراً لكل أفراد أسرتي الصغيرة «إدارة خدمات العملاء» على كل بصمة بصمناها معاً لتحقيق الفوز.. وشكراً لمؤسستنا وأمينها العام الدكتور مصطفى السيد ولكل موظف مد يده معنا لتحقيق النجاح وإبراز اسم المؤسسة عالياً.