في وقت يسود فيه سوق الكتب الفوضى الشاملة لأسباب عديدة، كعدم توافر شركات توزيع وطنية أو عابرة للحدود، مع غياب تطبيق قوانين الملكية الفكرية وصعوبتها في بعض الدول، وضياع حقوق المؤلفين والناشرين بسبب أعمال القرصنة اللامسؤولة، يأتي الإعلام الرقمي الجديد، بما يحمله من مزايا وخصائص تكفل لمستخدميه حقوقهم الفكرية، فيقدم للكتاب اليوم النشر الإلكتروني، على مختلف المنصات الرقمية السوشالية، الأمر الذي يحمل العديد من المميزات عالية الجودة، فقط إن تم إنجازه وفق الأصول والمعايير القياسية العالمية للنشر الرقمي الإلكتروني. فكان من البديهي في عالم الاإلام الجديد اليوم الاستعانه بهذا التقدم التكنولوجي والتقني ومجاراته من خلال الانتقال إلى الإصدارات الرقمية والتدوين على منصات السوشال ميديا «الإعلام الاجتماعي». ومن المميزات والمزايا التي يوفرها لنا عالم الرقمية والتدوين الإلكتروني اليوم وصول المقال الإلكتروني إلى أكبر قاعدة جماهيرية في العالم خلال دقائق قليلة من نشره، مما يكسب الكاتب أو المدون شهرة غير مسبوقه أو مشهودة له، كما كان ينشر على المنصة الإعلامية التقليدية. كما يتوفر النص المنشور رقمياً على محركات البحث على الإنترنت، فتزداد نسبة الاستفادة منه حيث يتوفر في كل وقت ومكان وزمان. وتمكن المنصات السوشالية والمدونات الرقمية والمواقع الاجتماعية إمكانية التواصل الحي والمباشر بين الكاتب وجمهوره والرد على تعليقاتهم واستفساراتهم على مدار الساعة. وخلافاً لوسائل النشر في الإعلام التقليدي، فالإعلام الرقمي يحفظ عدداً لا محدود ومتوفر على مدار الوقت في «الأرشيف الإلكتروني».
الجدير بالذكر، أن النشرالرقمي الإلكتروني يربط الجمهور بعالم التقنية والإعلام الاجتماعي، وبالتالي يدرك مدى أهميته وإمكانيته في توصيل الكلمه واحتواء مختلف الآراء وتبادلها، مما يزيد من ثقافة الفرد والمجتمع ويبني له علاقة لا نهاية لها مع مختلف الثقافات والأشخاص وأيضاً الجهات المختلفة في الدولة والعالم بأسره. أما الأمر الآخر المهم للغاية فيكمن في أنه في حال إعداد النسخ الإلكترونية وفق المعايير القياسية المعتمدة، فإنها محصنة ضد القرصنة، والشركات والشبكات الاجتماعية التي تنشر هذه النسخ، حيث تقدم ضمانات قانونية بالخصوص مع الالتزام بالتعويض. ما يجدر الإشارة إليه أيضاً أنه مع اكتساح النشر الرقمي وتميزه عند الكاتب اليوم وتميز الكاتب به، إلا أننا لا نقلل من أهمية النشر التقليدي في الصحف والمجالات، بل يدعمها من خلال نشره رقمياً لما ينشر ويكتب على الورق، فالنشر الإلكتروني كجزء مهم من الإعلام الرقمي الجديد، مكمل للإعلام التقليدي بكافه أشكاله وأنواعه وصوره بل ومستثمر له بما يتواكب مع تقنيات وتكنولوجيا العصر الحديث.