* ما أجمل نتاج تلك البصمات المؤثرة التي نثرتها يوما ما في بيداء الحياة.. وما أروع أن تكون لأبناء صنعوا النجاح بسواعدهم الفتية، وأضحوا علامات مضيئة في مجتمعاتهم.. سعدت أيما سعادة بفوز خالد محمود عبدالرحمن بجائزتين عن عملين متميزين في مجال رواد التسويق في المملكة العربية السعودية.. خالد شخصية مبدعة تحفز على عمل الخير، وهو من الطاقات الشبابية الملهمة التي كنت أراها في يوم من الأيام تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع.. يتميز بصفات قيادية فريدة.. أهما التحدي والعطاء والطموح والقدرة على التأثير الذي أوصله إلى مكانة نعتز بها.. وفقك الله وبارك فيك وكثر من أمثالك.

* يستغرب البعض عندما تقرر بالبدء في مشروع ما في فترة زمنية قصيرة وقبل حلول موعده بأسابيع قليلة.. معتقدين أن ذلك من التخبط الإداري أو التفكير العشوائي الذي لا يؤتي بخير.. فالأمر عكس ذلك بكثير.. فمن اكتسب خبرة ناضجة في محيط عمله، استطاع أن ينجح نجاحا باهرا في تنفيذ مشروع ما في فترة زمنية وجيزة.. لأن الإيمان بالفكرة والعمل من أجلها أقصر طرق النجاح، بوجود طاقات منتجة تنجز عملها في وقت قصير وبأيسر الطرق، وبقيادة تقود الركب بإخلاص وتفان وتتكيف مع مقتضيات العمل.

* لا تتردد أبدا في محاكاة تلك المشاعر الفياضة التي لا تقبل أن تبتعد عن فيض حنانك قيد أنملة.. لا تتردد بأن تكون معها في كل لحظة.. في كل موقف حياتي في أوضاع الحياة المختلفة.. لأنها بكل بساطة قررت أن تمتزج معك في كيان واحد.. ولا ترضى أن تفسد فرحتك في أي مقام.. ولا تقبل أن يكسر قلبك كائن من كان.. تلك المشاعر.. هي الأمل والحب والحياة التي تعيشها.. بل هي السعادة التي تعيشها لتسير في ركب الحياة بلا ضير ولا سآمة.. اسأل المولى الكريم أن تكون بقربك في كل حين.. وأن ترشدك إلى تلك المساحات الحلوة التي تعشق السير فيها من أجل أن تتنفس هواء المحبة والراحة.. حفظها المولى ورعاها وألبسها لباس الصحة والعافية.

* في بعض الأحيان تضطر للرد على غيرك بردود غير مستحبة للطرف الآخر بحسب «الموقف ذاته» لأسباب تتعلق بطريقة تعامل الآخرين معك.. وعندما تراجع نفسك تجد أنك أخطأت في تقدير الحكم، وفي الكلمات التي تفوهت بها.. ربما ليست كلمات جارحة، بقدر ما هي كلمات لا تتناسب وطبيعة المكان والشخوص.. وعلى كل حال تبقى الحياة مدرسة للتجارب نتعلم منها في قادم الأيام.

* في بعض الأحيان يصدر الناس أحكاماً على الآخرين وفق مواقف محددة، في الوقت الذي لم تسعفهم الظروف لمخالطتهم والتعرف على طبائعهم عن كثب.. تلك الأحكام المتسرعة غير المنصفة إنما هي نتاج تبعات حياتية ماضية ونفوس غير راضية عن الطرف الآخر لأسباب ما.. نحتاج أن نكون أكثر إنصافاً لتلك المواقف.

* هناك مساحات خالية كثيرة في حياتنا، لم نستطع حتى اللحظة أن نملأها بصالح الأعمال ونسخرها في طاعة الرحمن.. فما تزال تلك الأوقات مجرد أوراق مبعثرة لا نستطيع أن نرتبها في كتاب حياتنا.. مثل تلك المساحات ما هي إلا فراغ نفسي وروحاني تركناه يستفحل حتى أضحى مرضاً عضالاً أثر على عطاء الحياة.. حري بنا أن نعالجه قبل أن يستفحل ويحدث ما لا يحمد عقباه.

* أن تحظى ببيئة مشجعة ومحفزة على الإبداع وفيها عراقيل تعيق تقدمك، خير لك من تلك البيئة المريضة التي تخمد فيك نشوة العطاء وتزرع فيك السلبية المقيتة.. لن تحصل في كل المحطات على ما تريده بسهولة، لأن نجاحك يرتبط بقدرتك على الصبر والتحمل والعطاء غير المرتبط بأجور الدنيا..

* لمحته وهو يجمل ويهيء نخلة مسجدنا، وهو حافي القدمين، مخلص في عمله، يبتسم بكل أريحية.. إنه بوحسين الطيب الذي يمتهن مهنة زمن الطيبين.. زمن يعمل فيه المرء بإتقان ويتحمل فيه المخاطر.. من أجل لقمة العيش.. زمن لا يتكرر أبداً في فصول حياتنا المثقلة بأعباء الهموم.. درس بليغ لكل من يعمل في مبان فارهة ويجلس على المقاعد المريحة.. وفي نهاية المطاف.. تراه ينتقد.. يتأخر عن عمله.. يتذمر.. يضيع أوقات العمل في أمور لا علاقة لها بالعمل.. لا بد أن نؤمن بأن لذة العمل إنما في مهنة تحبها ولو كانت قاسية.. تبتسم فيها أمام غيرك وأنت تكدح.. فتبصم في نفس غيرك صورة جميلة تظل محفورة في الأذهان إلى الأبد.. الله يعطيك الصحة والعافية يا بوحسين ويجزيك الجزاء الأوفى.

* يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: «إنكم سعداء ولكن لا تدرون، سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها، سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها، سعداء إن سددتم آذانكم عن صوت الديك ولم تطلبوا المستحيل فتحاول سد فمه عنكم، سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم.. لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنا ولا نبصرها إلا غارقة في ظلام الماضي، أو متشحبة بضباب المستقبل؟».

* سد أذنك عن كل من يريد أن يؤخر تقدمك في الحياة وبالأخص في مجال عملك في الخير.. وأطلق عنان تفكيرك في مجالات أكثر إبداعاً وعطاءً من تلك التي تركتك وحيداً بلا حراك.. وامسح من قاموسك كل اسم أصر أن يكون بعيداً عن مساحات نتاجك.. لأنه باختصار يريد أن يرى نفسه فقط.. ويبصر تقدمه لوحده.. لا مع الآخرين.. أنت اليوم أقوى من أي زمان مضى.. لأنك وصلت إلى مرحلة نضج علمتك عناوين النفوس ووتيرة دقات قلوبهم.. لذا كن على حذر أن تتأثر ولو للحظة واحدة.. فإنما الأيام تعلمك الكثير.. فاستفد منها قدر المستطاع.

* ومضة أمل:

سأظل أكتب رسائل المحبة إليكم.. فأنتم عنوان نجاحي.