* مواجهة إيران لدول "التعاون" والولايات المتحدة عسكرياً.. مستحيلة

* المقاومة الأحوازية أعلنت مسؤوليتها عن حادثة الهجوم على الحرس الثوري

* الهجوم الدامي كشف هشاشة وضعف الإمكانيات الأمنية والاحترازية الإيرانية

* معالجة إعلامية إيرانية فاشلة.. وتناقضات لدى تصريحات المسؤولين

* الإعلام الإيراني حاول التغطية على نجاح المقاومة الوطنية واختراقها العسكري

* تضليل إعلامي إيراني لتبرير عمليات عسكرية إرهابية قادمة في العراق وسوريا

* تهديد النظام الإيراني بالرد العنيف وتوجيه ضربات إلى الولايات المتحدة وإسرائيل

* لجنة الخميني الإغاثية الحكومية أكدت أن نصف الشعب الإيراني يقبع تحت خط الفقر

* إمكانيات الحرس الثوري الإيراني العسكرية بعيدة عما يروج له الإعلام الإيراني المضلل

* محللون يؤكدون أن حادثة الهجوم هزت هيبة وصورة النظام الإيراني وقوته العسكرية

* عزل النظام الإيراني سيأتي على يد الشعب

«انقلب السحر على الساحر»، لربما هذه المقولة تختصر حادثة الهجوم على العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني، مما أدى إلى مقتل أكثر من 29 شخصاً معظمهم من أفراد الحرس بمدينة الأحواز العربية الأصل المختطفة من قبل النظام الإيراني الجائر، وإصابة أكثر من 60 شخصاً، والذي جاء تزامناً مع ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، حيث أعلنت منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية مسؤوليتها عن الهجوم.وإيران عراب الفوضى الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والداعم لتصدير الإرهاب في العالم العربي والمتفاخرة دائماً بأنها قوة إقليمية في المنطقة لا يستهان بها والمروجة في إعلامها المضلل دائماً إلى الصناعة العسكرية الإيرانية ومدى إمكانياتها الهائلة في هذا المجال حيث يعمد الإعلام الإيراني دائماً إلى التسويق أن إيران ستكون القوة العسكرية الأولى في المنطقة بالمستقبل القريب من حيث الصناعات العسكرية وما تمتلكه من قدرات عسكرية تنافس فيها أكبر الدول، وأنه سيكون من الحماقة يوماً المواجهة العسكرية معها، كما تزعم دائماً امتلاكها القوة العسكرية، وأنه في حال استخدام هذه القوة فإن بإمكانها إنهاء وجود أي نظام ودولة أو قوة عسكرية وردع أي هجمة عسكرية تستهدف نظامها القائم الحالي في ظرف ساعات، كشفت حادثة الهجوم الدامي هشاشتها وضعف إمكانياتها الأمنية والاحترازية.إيران التي تفاجأت بإمكانية الوصول إلى قوتها العسكرية وضربها في عقر دارها وأمام الملايين في العالم الذين كانوا يتابعون على الهواء مباشرة وقائع الاحتفال بذكرى الحرب العراقية الإيرانية، تخبطت كثيراً في المعالجة الإعلامية لهذه الحادثة، حيث زعمت في البداية -في محاولة للتغطية على إمكانيات المقاومة الأحوازية الإيرانية وعدم الاعتراف بنجاحها في العملية القائمة واختراق الداخل العسكري الإيراني وكنوع من أنواع ممارسة التضليل الإعلامي حتى تقوم وتتصرف بمعالجة الداخل الأحوازي بعيداً عن أنظار منظمات حقوق الإنسان والوسائل الإعلامية- بأن الهجوم وقع على يد إرهابيين من جماعات داعش في العراق وسوريا، ويبدو أن هذا التصريح يأتي كمحاولة تعكس مدى التخبط الذي حصل بين صفوف القيادات الإيرانية والتناقض في مسألة كشف المتسبب الحقيقي عن الحادثة، خوفاً من أن يكون نجاح عملية الهجوم التي تمت حافزاً للمعارضين الإيرانيين في بقية المناطق الإيرانية، فالكل يدرك أن داعش بالأصل تنظيم إرهابي مدعوم من النظام الإيراني، وأن العديد من أفراد داعش قد تلقوا التدريبات والتمويلات اللازمة على أرض إيران نفسها، كما أن هناك تحليلاً آخر من الممكن أن نفضي إليه وهو أن النظام الإيراني أراد رمي الكرة في ملعب الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا كنوع من التبرير والإجراء الوقائي الذي يغطي أسباب العمليات الإرهابية القادمة المخطط تنفيذها هناك تجاه شعب العراق وسوريا الأحرار، فالكل يدرك أن الهجمات العسكرية الإيرانية تطال في النهاية المواطنين العرب في محاولة لإنهاء مخطط التغيير الديموغرافي في المنطقة وهوية هذه الدول العربية هناك، إلا أن قيام منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية بالإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم الحاصل يبدو أنه دفع أبواق الإعلام الإيراني في نهاية المطاف إلى الاعتراف بالجهة الحقيقية التي تقف وراء هذا الهجوم وهي منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، غير أن «التنـــاقض الفاخر» قد عاد أيضاً لدى تصريحات المسؤولين الإيرانيين، حيث قاموا في البداية بادعـــــاء أن الهجوم جاء من قبل إرهابيين تم تدريبهم وتسليحهم ودعمهم من قبل جهات أجنبية من بينها عدة دول عربية وخليجية، ثم خص النظام الإيراني اتهاماته نحو السعودية والإمارات وأنه يدعم منظمة المقاومة هذه، ثم عاد ليتهم أمريكا بأنها تقف وراء هذا الهجوم والتبرير أن ذلك يأتي بعد توعد أمريكا بفرض العقوبات الاقتصادية، وأخيراً هدد النظام الإيـــــراني بتوجيه ضربة عسكرية نحو الدولة غير الشــــــرعية إسرائيل كرد على دعمها وتمويلها لحادثة الهجوم، ثم عاد للتوعد بالرد الحاسم والانتــــــقام المميت في الوقت والزمن المناسب على الجهات المتسببة والداعمة لهذه الحادثة، وذلك، للدفاع على حد زعمه، عن حياة المواطنين الإيرانيين الذين هم بالأصل مطحونون تحت خط الفقر والعزلة والحياة الديكتاتورية غير العادلة.

الكثير من المسؤولين يجدون أن النظام الإيراني مجرد ظاهرة صوتية ودولة كارتونية ستتهاوى قريباً من الداخل، فالشعب الإيراني لن يستمر في صمته ورضوخه أمام ما يقوم به النظام الإيراني الجائر تجاهه، والذي أوصل هذا الشعب المنكوب -وحسب تصـــريح رئيس لجنة الخميني الإغاثية الحكومية في إيران بتاريخ 24 ديسمبر 2017- إلى خط الفقر، حيث يوجد 40 مليون إيراني يعيشون تحت خــــط الفقر من أصل 80 مليوناً هـــــو مجمــــوع السكان، أي أن نصف الشعب الإيراني اليوم يعيش تحت خط الفقر، مــــــما ينذر بقيـــــــام ربيـــــع إيراني مدمر في القريب العاجـــل، خاصة أمـــــــام إعلان النظام الإيراني أن الإعانات النقدية المقدمة للفقراء والدعم لـ34 ملــــــيون إيراني سيتم إلغاؤه أمام تدهور الاقتـــــصاد الإيرانــــــي، وأن الشعب الإيـــراني قد يتــــــحد مع منظمات المقاومة الداخلــــــية في سبيل إســــقاط النظام الإيــراني الحالي وإيجـــــاد تغيير فعلي.

كما أن إيران التي تتوعد ليل نهار بالانتقام، من المحال أن تلجأ للمواجهة العسكرية المباشرة مع من قامت باتهامهم أنهم وراء تدبير حادثة الهجوم، وأنها ستقوم بتوجيه ضربات عسكرية لهم، فكثير من المحللين يجدون أن إيران ستلجأ للمزيد من البطش وممارسة الانتقام تجاه العرب في الأحواز والعراق وسوريا واليمن وتحريك الخلايا النائمة في دول الخليج العربي وبالذات في البحرين والسعودية والكويت، وهذا أقصى إمكانياتها بالأصل، إلى جانب تشديد القبضة الأمنية على مختلف المناطق الإيرانية التي يتواجد بها معارضون إيرانيون ونشطاء الحقوق المدنية، حيث هرعت طهران إلى فرض العديد من نقاط التفتيش الأمنية في شوارع الأحواز والقيام بالعديد من حملات الاعتقالات والمداهمات للنشطاء الحقوقيين.اللافت للنظر أن الحرس الثوري الإيراني الذي قام بعمليات إجرامية مروعة وجرائم حرب في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان والعديد من الدول العربية والذي يتفاخر الإعلام الإيراني دائماً بقوته وإمكانياته وبطشه، ها هو الشعب الإيراني يأخذ حقه منه وعلى أرض الأحواز المختطفة تاريخياً من هذا النظام الجائر. الحرس الثوري الذي يعتبر فرعاً من فروع القوات المسلحة الإيرانية والذي تأسس عام 1979 بأمر من الخميني والذي قام خلال حرب الناقلات في الخليج العربي بممارسة العديد من الاعتداءات على ناقلات النفط الخليجية بدعم وتآمر مع النظام القطري الذي قام بالاعتداء على فشت الديبل البحرينية وتدمير نظام الإنذار المبكر عليها الذي يكشف الاعتداءات الإيرانية كما أن فيلق القدس الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني والذي قام بجرائم حرب مروعة في العراق وسوريا يتبع الحرس الثوري، هذا التنظيم الإرهابي، كما هو مدرج على قائمة الإرهاب الدولي، الإعلام الإيراني المضلل دائماً ما يروج على أنه قوة عسكرية ضخمة، أثبتت الضربة الأحوازية -التي أفقدته القدرة على التعامل في وقتها- أن المعارضة الإيرانية، التي لها حراكها حول العالم اليوم ولاتزال تنشد تغيير العالم وعزل طهران، بإمكانها مجابهته واختراقه، وأن إمكانياته العسكرية على أرض الواقع ليست كما يروج عنه.إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية التي هي من أصول عربية في إيران والتي تسعى لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط والتي تتصدر اليوم مشهد المقاومة الإيرانية في إيران، هي وغيرها من منظمات المعارضة للنظام الإيراني تجد أن إيران دولة ديكتاتورية تمارس أبشع أنواع الظلم والإهانة لشعبها الذي تقوم بتجريده من كافة حقوقه وسرقه نفطه وأمواله في سبيل تأسيس قوى عسكرية تعمل على تنفيذ مخطط المد الصفوي في الدول العربية، حيث تتجه موازنات النظام الإيراني الضخمة نحو الجيش، ترى على حسب تصريح أحد أعضائها، أن الحرس الثوري الإيراني تسبب في الكثير من المشاكل للدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، من خلال دعم الإرهاب والتطرف، ومن ثم فإن لدى الأحوازي الحق في الدفاع أرضه ودياره وعن النفس، ضد السلوكيات البربرية الإيرانية التي تسببت في تدمير الأرض والبيئة والمواطن الأحوازي من خلال سياسة فقر مدقع والبطالة والتغيير الديموغرافي وسوء البيئة، وغير ذلك من سوء المعاملة الإنسانية ضد الشعب العربي الأحوازي، كما أن الظلم الذي يتعرض له الشعب الإيراني والعقوبات الاقتصادية القادمة إلى الطريق على النظام الإيراني والتي ستستهدف المواطن الإيراني وتفضيل صرف الموازنات الفلكية في الاهتمام بتطوير القدرات العسكرية لدى النظام الإيراني عوضاً عن نجدة هذا الشعب، قد تخلف المزيـــــد من الحوادث المماثلة، خاصة وأن الشعب الإيراني يعاني من تبعات الأزمات الاقتـــــصادية المستمرة في إيران، ولم يعد هناك خيار غــــــير الانتفاضة، ومن المتوقع أن يتحد الشعب الإيراني معها قريباً وينضم لصفوفها في سبيل نيل حقوقه المسلوبة.ولا يمكن إنكار -كذلك- أن الضربة التي جاءت في عقر دار النظام الإيــــراني والتي مست بالحرس الثوري الإيراني وكما أشار العديد من المحللين، هزت هيبة وصورة النظام الإيراني وقوته العسكرية التي لطالما تفاخر بها، كما هزت الثقة بمدى إمكانياته وقدراته العسكرية بالأصل في حال الاشتباك معه.

ورغم ادعاءات النظام الإيراني أن المقاومة الأحوازية تستهدف شركات النفط والغاز وذلك بهدف المساس بالاقتصاد الإيراني بشكل مباشر، إلا أن المقاومة الأحوازية تؤكد يوماً بعد يوم أن حراكها يأتي في سبيل تخليص الشعب الإيراني من معاناته القائمة من سنين طويلة وتحريره من بطش ميليشيات النظام الإيراني الإرهابية، وإحداث تغيير في النظام الإيراني يعود بالنفع على الشعب الإيراني الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة مقارنة بشعوب دول العالم، والأهم احترام المواطن الإيراني ومعاملته وفق مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق السجناء والمواطنة.ولن يكون التحدي القائم مع النظام الإيراني على المستوى الداخلي فحسب، ففي 30 مارس الماضي دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المجتمع الدولي لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية على إيران، وذلك تفادياً لأي مواجهة عسكرية في المنطقة، كما أنه في مايو 2017 قد تنبأ بوجود معركة داخلية في إيران، حيث توعد النظام الإيراني أمام مخططه التوسعي بالمنطقة بأن المعركة ستنقل بالأصل إلى الداخل الإيراني، حيث أكد خلال مقابلة مع الإعلامي داوود الشريان على القناة السعودية الأولى «لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سنعمل لتكون المعركة عندهم في إيران».

فإيران التي تعمل جاهدة لتقوية إمكانياتها العسكرية في سبيل تنفيذ مخططاتها التوسعية ستواجه في المستقبل القريب معارك على المستوى الداخلي والخارجي، بيد أن الكل متفق على أن الشعب الإيراني المظلوم بإمكانه إحداث التغيير السريع، وأن عزل طهران وتوجيه ضربات داخلية إليها سيكون على يد منظمات مقاومته التي تنشد إسقاط النظام الإيراني وتغييره، وأن التحدي القادم بالأصل سيكون تحدي استمرار هذا النظام الفوضوي.