لعلي توقفت عن الكتابة بسبب انشغالي باستكمال دراساتي العليا للدكتوراه، ولكن أعادتني إليها مدينة عيسى، نعم، مدينة عيسى، عندنا كنت في طريقي في صباح الثلاثاء، لفتتني لوحات إعلانية، تتحدث عن مرور 50 عاماً على افتتاح مدينة عيسى، عندها شعرت بنوع من الفخر، وقرأت بالصحف، وشبكات التواصل الاجتماعي أيضاً بأن محافظة الجنوبية تجهز حفلاً كبيراً يليق بها، بلا شعور، وجدت قلمي يخط على الورق ويكتب حباً بمدينة عيسى.

مدينة عيسى تُعتبر أول مدينة نموذجية في منطقة الخليج العربي منذ أن تأسست في عام 1967، والتي سُميت نسبةً للمغفور له الحاكم السابق للبحرين، صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.

مدينة عيسى هي المدينة التي تجمع جميع أطياف المجتمع، المدينة التي فعلاً قيل إنها عظيمة، عظيمة بتمسكها بعاداتها القديمة التي ربما اندثرت وانتهت في بعض مناطق البحرين، مدينة عيسى عشت بها طفولتي وأعيش فيها شبابي، لعبت في فرجانها، ودرست بمدارسها، في المدينة لانزال على عاداتنا، لا تخلو سفرة «الغدا» بمنازلنا «بنقصه» بيت الجيران، ولا تخلو سفرة بيت الجيران «من نقصتنا»، مثل ما نقول بلهجتنا البحرينية «كل واحد يشيل نقصه لبيت الثاني»، مدينة عيسى لاتزال كما هي، «عيايز الفريج» يتجمعون على شاي الضحى وقهوة العصر، كما أن أبواب بيوت مدينة عيسى لاتزال مفتوحة للبعيد قبل القريب، و«اعيال الفريج» عقب العصر يلعبون ألعابنا الشعبية، «الصييدة» و«الخشيشة» و«السكينة».

كما أن مدينة عيسى تضم العديد من المواقع التي لها شأنها في المجتمع، وعلامات دلالية فيها، حيث إن الإستاد الوطني ومدينة خليفة الرياضية يقعان في المدينة بالإضافة إلى وزارتي شؤون الإعلام والتربية والتعليم والجهاز المركزي للمعلومات وجامعة البحرين والعديد من المؤسسات.

واليوم مدينة عيسى تستعد للبس الذهب في عام الذهب، مدينة عيسى تحتفل بعد أيّام بيوبيلها الذهبي، لذلك، أتقدم بجزيل الشكر لسمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة محافظ الجنوبية لاهتمامه بها حيث يعتبر هذا الحفل من الاحتفالات التي سوف ترسخ بالذاكرة.