انطلاقاً من نظرتها المستقبلية الشاملة لازدهار مملكة البحرين والعمل على تطبيق مبادئ التعايش السلمي، وللحفاظ على النسيج الاجتماعي البحريني متماسكاً سليماً، أدركت وزارة الداخلية البحرينية في وقت مبكر أهمية حماية الشباب البحريني والناشئة، وتحصينهم من خلال التوعية في مجال العنف والإدمان، معتبرةً هذا الأمر مسؤولية وطنية اجتماعية مشتركة من قبل كافة الأطراف المساهمة بطبيعة الحال في بناء أو التأثير على مستقبلهم، ومن أجل تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية ورغبة من وزارة الداخلية في كسر الحواجز بينها كجهة تنفيذية للقانون وبين هذه الفئة العمرية -والتي يمكن حصرها في نطاق الطلبة.

ورغبة من وزارة الداخلية البحرينية في تعزيز قدرات هؤلاء الطلاب على اتخاذ القرارات الصحيحة التي من شأنها الإسهام في الحفاظ على حياتهم وصحتهم وكذلك على استقرارهم وانسجامهم مجتمعياً، دشنت في العام 2011 برنامج معاً لمكافحة العنف والإدمان، الذي يعود في نسخته الأصلية لعام 1983 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد منظمة «D.A.R.E. ،»Drug Abuse Resistance Education» الأمريكية، غير أن البحرين من بين أكثر من 60 دولة عملت على تطبيقه، بـ9 لغات مختلفة، كانت الأولى عربياً في تبنيه، وفي إكسابه صبغتها الخاصة بما يشتمل على ثوابت الهوية العربية الإسلامية والثقافة الاجتماعية البحرينية من خلال تعريبه وبحرنته.

ومن منطلق الفئة المستهدفة في البرنامج، فقد دأبت وزارة الداخلية على التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتوجيه البرنامج إلى الطلبة بعد اجتيازها الدورة بنجاح، وقد أثمر هذا التنسيق باستفادة حوالي 27652 طالباً وطالبة من البرنامج موزعين على 55 مدرسة.

* اختلاج النبض:

عندما نبحث عن مبعث هذا الجهد الضخم الذي بذلته وزارة الداخلية من أجل إرساء قيم التعايش السلمي والتماسك المجتمعي، ومن أجل الحفاظ على بناء المجتمع البحريني وصيانته من الداخل وفي وقت مبكرة من عمر مواطنيه، تبرز خلف هذا كله صورة معالي وزير الداخلية الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي حظى بجائزة شخصية العام 2018 من قبل المنظمة الدولية لمكافحة العنف والإدمان DARE، نظراً لتحقيق مملكة البحرين بجهوده المخلصة كافة معايير المنظمة، فضلاً عن الجهد الدؤوب المبذول في تطويع البرنامج وتطوير ليتلاءم مع خصوصية المجتمع البحريني ومتطلباته ليكون أجدى في التأثير على الشباب والناشئة وتحصينهم من العنف والإدمان. لهذا فإن كلمات الثناء والشكر والتقدير تنثني احتراماً لحجم الجهد المبذول وأثره، وتتدافع الكلمات واحدة تلو الأخرى لتهنئة معاليه بهذه الجائزة المستحقة.