انسجاماً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، تذكرت الجملة الشهيرة التي كنت أسمعها في صغري "رجل بيده جريدة.. رجل مثقف بلا شك".

ولأن هذه العبارة كانت تستفزني وذلك بنسبة فعل قراءة الجريدة والثقافة إلى الرجال عنوة دون النساء أو الفتيات. فكنت كلما سنحت لي الفرصة أستلَّ صحيفة خالي الذي كان مدمناً قراءتها كل صباح، مهدداً من يقترب منها بالعقاب الكبير، فأفتح الصحيفة برفق لأكتشف أنني لا أفقه منها شيئاً سوى أنني أشاهد الصور باللونين الأبيض والأسود ورائحة الحبر تملأ أنفاسي.

أما اليوم فقد غزت الصحافة الإلكترونية والمتمثلة ببرامج التواصل الاجتماعي عالمنا الصغير وأصبح لكل فرد منّا منبره الخاص، ونُفِيَت صفة المثقف عن رجل الصحيفة أو الجريدة حيث باتت برامج التواصل الاجتماعي مصدراً متعدداً للمعلومات وجزءاً لا يتجزأ من مفردات يومنا كله وليس فقط في مراحل الصباح الأولى، فكلما سنحت لنا الفرصة تناولنا هاتفنا لنُمعن النظر بأخبار من هنا وهناك بغض النظر عن الظروف العائمين بها.

ولكن لا ننكر أنه وللأسف نجد كُثْراً ممن يسيئون هذا المنبر معللين استخدامه بحجة "حرية التعبير وحرية الرأي وحرية الكلمة" ضاربين عرض الحائط بالضوابط والقوانين التي ما إن انتهكت حتى أودت بالقائمين عليها وبمن تبعها. لذا فمن الضروري أن تقوم الجهات المعنية بأخذ كافة التدابير خاصة إذا كانت التجاوزات تهدد السلم الأهلية. ووضع حد لقانون "الترند" والذي تفوق على مصطلح "سبق صحفي" هذا السبق الصادق الذي كان يكلف القائمين عليه حتى حياتهم بعكس أصحاب "الترندات" المستعدين لأن يعملوا المنكر في سبيل أن ترتفع حصيلة المشاهدات والتفاعلات.

فَنَعَم.. لكافة القوانين التي تنص عليها حكومة البحرين للحد من تفشي آفة "الترندات" المُهلكة.