فجعت البحرين صباح يوم الأربعاء 11 نوفمبر 2020 بخبر حزين لم يكن في البال أو الحسبان، خبر أوجع القلوب والنفوس لكل بحريني بلا استثناء، رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وطيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وجزاه عما قدم لشعبه والأمة العربية والإسلامية خير الجزاء، لقد كان رحمه الله حس البحرين النابض بالحياة، و رمز التاريخ الماضي والحاضر الذي بنى نهضتها وأرسى قواعدها وأساساتها الصلبة والتي نرى ثمارها اليوم من خلال هذا الازدهار والتقدم والنمو الذي يلفت انتباه الأوساط والمحافل الدولية.

لقد حظيت بشرف العمل مع سموه عن قرب في جميع المناصب الوزارية التي تقلدتها وبالأخص عندما كنت وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء في عام 2005، حيث كنت أتشرف كل يوم – مع عدد قليل من المسؤولين – باستقبال سموه كل صباح وحضور مجلسه العامر، وخلال هذه المدة تعلمت الكثير عن حكمة سموه في كيفية التعامل مع مجمل أمور الدولة، وكنت أجتمع مع سموه بشكل شبه يومي، وخصوصاً اجتماعي به قبل اجتماع مجلس الوزراء كي أطلعه على جدول الأعمال الذي سيتم طرحه، وكان سموه رحمه الله يشجعني دائماً لتطوير العمل وإدخال التكنولوجيا لتحسين جودة العمل ومتابعات قرارات مجلس الوزراء.

كان سموه رجل دولة من الطراز الأول، كان يحب وطنه البحرين حباً جماً، وكان قريباً ومحبوباً من المواطنين ولديه موهبة استثنائية في تذكر الأسماء والعائلات البحرينية والخليجية، وكان كريماً في مساعدة المحتاجين، وكان في كل جلسة لمجلس الوزراء يوجه الوزراء بتلبية احتياجات المواطنين والتواصل مع النواب وكان همه الشاغل خدمة الوطن والمواطنين.

إن الحديث عن مناقب الفقيد لن تكفيها الأقلام والصفحات، وإن القلب ليحزن والعين لتدمع على فراقه، رحم الله الأمير الوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، اللهم تغمد هذا الرجل العظيم بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أدم عمله بصلاح ذريته من بعده وبكل عمل صالح كان يتقرب فيه إليك، عظم الله أجر القيادة الرشيدة وعائلة الفقيد الغالي والعائلة المالكة وأجرنا جميعاً في فقده.

* رئيس هيئة الطاقة المستدامة