‬الأطفال‭ ‬المعاقون‭ ‬عقلياً ‬الأكثر‭ ‬عرضة من الأصحاء

التنمر يزداد عند الذكور ويبدأ في المرحلة المتوسطة

هدى عبدالحميد



أكدت الأخصائية الاجتماعية والإرشاد الأسري سكينة هلال، أن مشكلة التنمر المدرسي ظاهرة منتشرة بين طلاب المدارس ويظهر تأثيرها السلبي تربوياً واجتماعياً على الطفل المتعرض للتنمر، مشيرة إلى أن ‬هذه المشكلة تلامس الأطفال أصحاب الاحتياجات الخاصة من فئة صعوبات التعلم أو الإعاقات الحركية أو متلازمة داون على الصعيد الخاص والإعاقات الأخرى على وجه العموم، كما أن ‬الأطفال‭ ‬المعاقين‭ ‬عقلياً ‬الأكثر‭ ‬عرضة من‭ ‬العاديين‭ ‬والمعاقين‭ ‬سمعياً وبصرياً.

وأضافت في تصريح لـ«الوطن»: «يعرف التنمر على أنه سلوك سلبي متعدد الجوانب من الطالب إلى الطالب الآخر وذلك عن طريق إلحاق الأذى به على شكل كلمات مثل التهديد والتوبيخ والشتم والإغاظة، أو تكون على شكل إيذاء جسدي من خلال الضرب أو الدفع، كما قد تمتد وتكون على شكل جنسي وذلك عن طريق اللمس واللمز والتحريك».

ولفتت هلال إلى أن التنمر قد يظهر من شخص يظهر القوة على أفراد أضعف منه قوة أو لديهم قصور أو مشاكل جسدية أو متلازمات تقلل من قدرة على التعامل مع الشخص المتنمر، موضحة أن العديد من الدراسات أكدت انتشار هذه الظاهرة بالمدارس وتزداد عند الذكور مقارنة الإناث وتبدأ في مرحلة المتوسط وتشتد إلى مرحلة الثانوية.

وتطرقت إلى أسباب هذه الظاهرة كما قد تعود عند الطلاب، بسبب التعلم الاجتماعي كالتقليل من خلال الأسرة أو المجتمع، أو سلوكياً وتكون من خلال سلوك متعلم من خلال الملاحظة لسلوك الوالدين مع بعضهم البعض أو ممارسة العدوان بين الإخوة، كما قد يكون سلوكاً بيولوجياً وذلك من خلال خلل فسيولوجي في النظام العصبي لجسم الإنسان يؤدي إلى خلل في الشحنات الكهروعصبية.

وأكدت دراسات Pacer Center، أن الأطفال المعاقين أكثر عرضة للتنمر وأن هناك علاقة بين التنمر وإعاقات النمو تتراوح ما بين الضعف أو الثلاثة أضعاف مقارنة بأقرانهم من العاديين، مبينة أن إحدى هذه الدراسات أشارت إلى أن 60% من الأطفال المعاقين يتعرضون للتنمر بانتظام مقابل 25% من أقرانهم العاديين بالمدرسة.

وقالت: «كما أظهرت دراسات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تعرضوا للتنمر من فئة الإعاقات الحركية والعقلية والبصرية فئة الأطفال الكفيفين، أن الأطفال‭ ‬المعاقين‭ ‬عقلياً ‬ضحايا‭ ‬التنمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العاديين‭ ‬والمعاقين‭ ‬سمعياً». ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وشددت على ضرورة الوقاية من وجود هذه الظاهر ومساعدة الأطفال على التخلص منها والابتعاد عنها، من خلال تثقيف الطفل من التنمر ليميز بين التنمر والسلوكيات الأخرى، كما يجب التحدث مع الطفل بشكل متكرر عن أضرار التنمر وكيفية حماية نفسه ومن حوله ومن يحتاج إلى الدعم من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب المساعدة على تكوين شخصية الطفل ومساندته في تكوين شخصية قوية متفتحة ليكون قدوة لمن حوله ويكمن ذلك من خلال تقديم يد العون لمن يحتاج إلى المساعدة.

وبينت أن أغلب سلوكيات الطفل تكون مكتسبة من خلال الأسرة والبيئة من حوله، إذ يجب التخلص من المشاكل والأسباب التي تولد العدوان في نفسية الطفل، لينشأ الطفل في بيئة سليمة وصحية بعيداً عن كل ما يشوش العقل والتفكير السليم، داعية إلى الاستماع إلى الطفل إذا احتاج إلى الحديث والصدق معه، لينعم الطفل في بيئة صحية.