دعاء المساعيد

الأسرة هي أساس المجتمع، وهي التي تهيئ الفرد ليكون شخصاً فعالاً في مجتمعه، ولكن لو كان الأساس مهزوزاً وغير مستقر سيؤثر بالتأكيد على الأبناء وعلى مستقبلهم.

وتقول الاستشارية النفسية عين الحياة جويدة لـ"الوطن": إن المشكلات الزوجية التي تحدث أمام الأبناء هي أكبر خطر؛ لأن الأطفال بطبعهم ينتبهون ويتأثرون سريعاً بالأشياء التي يرونها ويشعرون بها، وخصوصاً إذا كانت متعلقة بالوالدين.



وأضافت: "الطفل الذي ينشأ في وسط المشكلات العائلية يصبح عنيداً وعصبياً وصعب التعامل معه، حتى في الدراسة يصبح مشتت الذهن وغير منتبه في دراسته، وذلك قد يؤدي إلى تأخره الدراسي ويؤثر ذلك كثيراً على حياته المستقبلية".

وتابعت: "الأم التي تهين الأب أمام الأبناء تؤثر بذلك على علاقتهم مع والدهم، فمن الممكن ألا يحترموه ولا يعترفوا بوجود أب في هذه الأسرة، وهذا شيء خطِر جداً أيضاً، فوجود الأب مهم في الأسرة، ويجب أن تكون له مكانة أمام أبنائه لكي يثقوا به، والعكس أيضاً فهناك رجال يقومون بإهانة الأم أمام الأبناء بشتمها والتقليل من شأنها، فتصبح شخصيتها أمام أبنائها ضعيفة، وينظرون إليها نظرة الضعف وعدم الاحترام ولدينا حالات كثيرة من هذه المشكلات في العيادة".

وقالت جويدة إن هذه المشكلات أثرت على مستقبل بعض هؤلاء الأبناء، ومنهم من يلجأ لرفقاء السوء ويصبح مدمناً على المخدرات أو يتجه إلى طريق غير سوي، ويمكن أن يستمر الأمر معهم إلى مرحلة طويلة جداً إذا ما لم يتم علاجهم".

وأضافت: "عندي في العيادة مثال لشاب مدمن منذ 19 سنة والسبب يعود إلى مشكلات الأهل، وفي المقابل هناك البعض من الأبناء يكمل حياته بعيداً عن الأهل ويعتبرهم مثالاً سيئاً في حياته".

وأكدت جويدة أيضا أن الأسرة المستقرة المتفاهمة هي بيئة ممتازة لتربية الأبناء وأن الأزواج المتفاهمين يتقرب منهم أبناؤهم ويأخذون منهم النصيحة والمشورة، حتى في كثير من الأحيان من الممكن أن يصبحوا هم وأبناؤهم أصدقاء، فالعائلة المستقرة تساعد في بناء مستقبل مزدهر للأبناء".