أيمن شكل


على الرغم من استمرار الدراسة خلال شهر رمضان، إلا أن الأطفال يستغلون الشهر في قضاء المزيد من الوقت في اللعب والسهر متجاوزين الميعاد المحدد للنوم، وهو ما يجعل لكل عائلة طريقتها في التعامل مع هذه الأوضاع الاستثنائية للشهر الكريم، ويبقى الإنترنت هو كلمة السر في فرض الأمر الواقع والنوم.

المحامية عبير العنزي لديها طفلتان الكبرى تبلغ من العمر تسع سنوات والصغرى أقل منها بعام واحد فقط، ولأنهما في مدرسة خاصة ويداومان، فكان حتماً السيطرة على الأوضاع في رمضان ووضع حد للسهر، حيث أوضحت العنزي أن الفتاتين بدأتا في محاولات تجاوز موعد النوم المحدد لهما، بحجة انتظار السحور، خاصة وأنهما يلاحظان تجاوز الوالدين للوقت المعتاد في باقي أشهر السنة.

لكن عبير تتبع خطة بسيطة لكنها ناجعة وفعالة، فبمجرد إغلاق جهاز الواي فاي للإنترنت، يبدأ البيت كله في اتخاذ «وضع الطيران»، وقالت: «اكتشفت أن سر السهر هو الإنترنت والهواتف، فقررت استخدام هذا السلاح لفرض حظر عند الساعة العاشرة على أقصى تقدير وغلق الجهاز، وهو ما يضطر الطفلتان للخلود إلى النوم، حتى أنني وزوجي والخادمة، نبدأ في دخول مرحلة النوم لعدم وجود «واي فاي»، وأنصح كل عائلة باستخدام هذه الخطة لأنها أثبتت فاعليتها».


ويعايش المخرج محمود الشيخ تجربة مغايرة، فطفلته التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام، لا فرق لديها بين رمضان وغيره من الأشهر، فهي تستيقظ وتنام وقتما تحب ووصفها بـ «الحكومة المصغرة» التي فرضت سلطاتها على البيت.

وقال الشيخ: «ليست لدي مشكلة سهر الأطفال في رمضان لأن كل يوم عندي حفلة بدأت منذ ولادة أول إنتاج «حقيقي وغير درامي»، لكن هذا السهر والبكاء واللعب هم أفضل مشاهد درامية أعيشها في تلك الأيام، وخاصة مع شهر رمضان، حيث أسهر للفجر وأنتهز الفرصة للعب مع طفلتي، ثم أدعو الله أن تنام بعد ذلك لكي أستريح قليلاً».

وأكد المخرج الشاب أن «جيل كورونا لا يعرف اليوم الكثير من الأنشطة التي عاشها آباؤهم في الطفولة، وولدوا ليجدوا كمامات على أوجه والديهم، ومجبرين على اتباع إجراءات ربما ستؤثر على حياتهم في المستقبل، متمنياً أن تنحسر الأزمة قبل أن تترك آثاراً مجتمعية غير معروفة في المستقبل».

من جانب آخر يتبع هشام الغامدي أسلوباً يعتبر مزيجاً بين الاستفادة الدينية وإحلال السكون قبل مرحلة النوم، حيث يجلس مع أطفاله بعد صلاة التروايح ليقرأوا جميعهم جزءاً من القرآن الكريم، والذي يضفي عليهم سكينة وهدوء ينتهي عادة بالرغبة في الخلود إلى السرير.

وأكد الغامدي أن «شهر رمضان يظل عند الأطفال شهراً مميزاً لما فيه من برامج وفعاليات، لكن كورونا فرض سياجاً حول معظم تلك الأنشطة، ولم يتبقى منها سوى الهواتف والتلفزيونات والتعبد بقراءة القرآن، لكن غلق الإنترنت يكون النهاية لليوم بالنسبة لأطفال الجيل الحالي».