ياسمينا صلاح - تصوير: ثامر طيفور


البحرين تتمتع بمقومات كبيرة في القطاع التقني تواكب الدول المتقدمة

أنشأت خمس شركات بمجالات متعددة


حبّي لمجال التقنيات دفعني لانشاء «NGN»

شباب البحرين مبدع ويجب أن يحظى بالفرص


لديه مسيرة مهنية حافلة من الوظائف المتنوعة وصولاً لإطلاق المشاريع، نشأ في أسرة تجارية، وتعلّم في المدرسة الالتزام والانضباط، اقتنص الفرص واجتهد وواجه الصعوبات، وأكمل دراسته في أثناء عمله ليحصل على الماجستير في إدارة الأعمال، مرّ بعدة تجارب في حياته أصقلت موهبته واتجه إلى عدة دول خارج مملكة البحرين للعمل، عشقه للتقنية دفعه ليصبح رائد أعمال ويملك خمس شركات كل شركة منها تقوم بخدمات مختلفة، ويسعى للتوسع إقليمياً بصورة أكبر خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي.

هكذا سرد رائد الأعمال يعقوب العوضي مسيرته في حوار مع «الوطن» أكد فيه أن البحرين تتمتع بمقومات كبيرة في القطاع التقني ويمكنها أن تنافس وتواكب الدول المتقدمة في هذا المجال.

وتوجه بالنصيحة إلى الشباب البحريني بأن يضعوا أهدافهم أمام أعينهم ويصروا على الوصول إليها لأنه لا يوجد مستحيل، مؤكداً أن الجهد والمثابرة والالتزام تصنع رجل أعمال ناجحاً. وفيما يلي نص الحوار:

حدثنا عن مراحل حياتك الأولى؟

- عشت طفولتي في منطقة الحورة، ونشأت في أسرة تجارية، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة القلب المقدس وكانت المعلمات راهبات وقمن بتعليمنا وتربيتنا بطريقة صارمة، وهذا الأمر أفادني كثيراً مستقبلاً، لأني نشأت على الالتزام واحترام الوقت والانضباط.

كيف كانت المرحلة الجامعية؟

- بعد تخرّجي من المدرسة التحقت بشركة بتلكو عام 1988، وكنا محظوظين في هذه الأيام بهذا الأمر، كانوا يقومون في شركة بتلكو بتعليم الطلبة المتخرجين من المدرسة في «كلية بتلكو» وواصلت تعليمي، وعملت بعدها في الشركة بالمجال التقني في أثناء دراستي وذلك حتى عام 1992، كما التحقت بالعمل في بنك الخليج الدولي لحاجة البنك وقتها إلى أشخاص يعلمون بمجال تقنية المعلومات.

هل عملت في وظائف خارج البحرين؟

- نعم، تم طلبي من قبل شركة بريطانية تقوم بتنفيذ مشاريع للعمل معهم، وعندها ذهبت لبريطانيا للعمل وقاموا بتدريسي في جامعة ببريطانيا، كان لديهم مكتب آخر إقليمي في أبوظبي، واستقريت عامين به، وهذه كانت مرحلة مهمة في حياتي وأسميها «مرحلة السفر»، لأني كنت أسافر كثيراً بشكل متواصل للعمل والقيام بتركيب الأجهزة وتشغيل أنظمة العمل، وسافرت عدة أماكن مثل دول الخليج جميعها وباكستان والهند وغيرها.

حدثنا عن عائلتك؟

- تزوجت في عمر الـ26، وانتقلت زوجتي للإقامة معي في أبوظبي، وعلى مدار الأعوام رزقت بأربعة رجال وأفتخر بهم دائماً وبوالدتهم التي بذلت قصارى جهدها لتربيتهم والاعتناء بهم وقامت بمجهود جبار لتحسن تربيتهم في ظل انشغالي بالعمل.

بعد عودتك من أبوظبي، أين كنت تعمل؟

- أتيحت لي فرصة العودة إلى البحرين والعمل في شركة أنظمة متكاملة وتابعة لبيت التمويل الكويتي وعملت في نفس المجال، ولكن كنت مسؤولاً عن بناء وتركيب الأنظمة، وهذا كان أمراً مختلفاً قليلاً عما كنت أقوم به، ولكن واجهت التحديات والصعوبات وأتذكر أنها من المراحل الصعبة التي مررت بها في حياتي ولكن علمتني الكثير.

كيف بدأت العمل في بيع الأنظمة؟

- انتقلت إلى مرحلة بيع الأنظمة وكانت بداية جديدة وصعبة ومختلفة تماماً، وطلبت مني الشركة أن أغطي السوقين البحريني والقطري في عمليات البيع، وكنت أسافر في بعض الأحيان يومياً في رحلة السابعة صباحاً لمقابلة زبائننا والاتفاق معهم، وكان العمل موفقاً ولله الحمد ويعود بمردود جيد على الشركة، وبعدها طلب مني أن أنتقل إلى المملكة العربية السعودية وتحديداً في الرياض وكانت هذه فرصة لي للتعرف على أشخاص وأصدقاء آخرين وفرصة لتعلم أمور جديدة أخرى. كما أن السوق السعودي هو أكبر سوق في الخليج وتعلمت الكثير منه، وحتى اليوم لدينا ترابط وعلاقات مستمرة معهم، فقد تمت عمليات البيع في شتى المجالات ومنها المصارف والغاز والنفط والمستشفيات، واستمر العمل معهم حتى نهاية عام 2001.

هل تنقلت بين الشركات عندما كنت في المملكة العربية السعودية؟

- نعم، التحقت بشركة بتلكو مجدداً ولكن في شركة أخرى تابعة للمملكة العربية السعودية بالرياض، وطُلب مني أن أنضم إلى الفريق الإداري، وكانت هذه أول تجربة لي في العمل الإداري، وبعد عامين أصبحت رئيس الشركة، والتجربة كانت قاسية لأن الشركة كانت تمر بتحدٍّ كبير وكان يقع على عاتقي أن تعود الشركة للربح المعتاد لها، ولكن لله الحمد وفقت في ذلك ودرست في نفس هذه الفترة الماجستير في إدارة الأعمال، وكان هذا أمراً مثمراً لي لأن ما أدرسه كنت أطبقه في إدارتي للشركة وحاولت قدر المستطاع أن أوازن بين دراستي وعملي.

هل قمت بعمل مشروع تجاري؟

- قمت بذلك في المملكة العربية السعودية حيث استطعت أن أبدأ مشروع عمل مطعم على الرغم من أن هذا لم يكن من اختصاصي ولا مجال عملي بتاتاً، ولكن التجربة مهمة ونتعلم العديد من الأمور سواء أصبنا في ذلك أم فشلنا، وما استفدته كثيراً في هذا الأمر أن الاستماع للعميل هو أحد أهم نجاحات المشروع الذي تقوم به لأنه يرشدك للطريق الصحيح، ولله الحمد نجح المشروع واستطعنا أن نفتح سلسلة مطاعم وتعلمت في هذه الفترة أيضاً كيف تكون مراحل التجارة من النشأة حتى النجاح.

متى أنشأت شركة «NGN»؟ وكيف تراها في المستقبل؟

- أنشأت الشركة في عام 2015 وأحد الأسباب التي جعلتني أقوم بإنشاء هذه الشركة أني أحب مجال التقنيات كثيراً وكنت أرغب دوماً أن يكون لي شركة أفهم جيداً فيما أقدمه للجميع بها، وأحب ما أقوم به وذلك يجعلني آتي إلى عملي كل يوم في الصباح سعيداً وإيجابياً.

ويوجد بالشركة عدة خدمات في مجال تقنية المعلومات، منها التحول الرقمي، والأمن السيبراني، ومجالات القطاع الصحي، كما يوجد للشركة فرع آخر للتدريب، وتوفر الشركة خدمات تقنية تعتمد على العقول الشبابية البحرينية ونحاول أن نستقطب أفضل العقول التقنية وتركيزنا على الخدمات التي نقدمها، ودوماً أقول للموظفين جميعهم في الشركة أن اسمي مكتوب على السجل التجاري ولكني أعتبر نفسي زميلاً لكم.

وقد انطلقت شركة «NGN» من البحرين لتسجل حضوراً إقليمياً وفي دول مجلس التعاون تحديداً، وذلك في إطار خطة توسع عالمي طموحة، ونحن نخطط ليكون لدينا 300 إلى 400 موظف خلال الأعوام الخمس القادمة، وأن يكون معظمهم من البحرينيين، وموجودين في عدة دول وينهضون بالشركة وهي جاهزة للانتقال إلى مراحل أخرى.

كم عدد الشركات التي قمت بإنشائها ومجالاتها؟

- خمس شركات، وهم شركة «NGN» ولها فرع آخر وهو فرع التدريب، وشركة إلكتروميكانيكال، وشركة في القطاع الصحي نقوم فيها بتوفير أجهزة طبية للمستشفيات بالقطاع العام والخاص، بالإضافة إلى شركتين ناشئتين واحدة تقوم للبرمجة في القطاع الصحي، والأخرى متخصصة في المنتجات الغذائية التركية.

ومن الأولويات المهمة لنا أن يتم إعطاء الفرص للكوادر البحرينية ونمد لهم يد العون لإثبات أنفسهم، وهم سوف يتعلمون من أخطائهم.

كيف كانت تجربة ترشحك لانتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين؟

- كانت معركة داخلية لدي، هل أخوض الانتخابات أم لا، وبالنهاية خضتها وتعلمت منها الكثير وكان لدي هدف أن أقوم بإيصال صوت رواد الأعمال البحرينيين، ومررت بمراحل مختلفة من التحديات مع جميع المترشحين والذين أصبحوا زملاء لي، وأشكر كل من قام بدعمي وصوَّت لي.

كيف ترى عملية التحوّل الرقمي في البحرين؟

- مملكة البحرين استثمرت في البنية التحتية مسبقاً وعندما أتت فترة كورونا «كوفيد 19»، كانت عملية الانتقال إلى التحول الرقمي سهلة لأننا كنا مستعدين مسبقاً لهذا الأمر، ولولا ذلك لما كان التحول الذي رأيناه، حيث إنه ولله الحمد كان التحوّل قوياً وفعالاً ولم نلاحظ أي تعطل في أي جهة، وهذا يدل على أن البحرين تتمتع بمقومات كبيرة في القطاع التقني ويمكنها أن تنافس وتواكب دولاً كبيرة ومتقدمة في هذا المجال.

كلمة للشباب البحريني؟

- بسبب طبيعة عملي فإني ألتقي العديد من الشباب البحرينيين وأسعى دائماً أن يكونوا الخيار الأول للتوظيف، وهذه مسؤولية تقع على عاتق كل رائد أعمال أو تاجر أن يعطي من تجربته وخبرته لهؤلاء الشباب الذين يحتاجون فقط إلى فرصة لإثبات تميزهم وقدرتهم على العمل بكفاءة، وأنصح الشباب البحريني أن يضع أهدافاً ويصرّ على الوصول لها مهما كانت الصعوبات لأنه لا يوجد مستحيل، وألا تنتظر العمل المناسب بل أن تقوم أنت بصناعة العمل المناسب وتبدأ شيئاً فشيئاً لتصل إلى ما تريد، وأن الاجتهاد والسعي والتعب من أهم أسباب النجاح.