"ضد الكسر".. بكلمات إحدى الأغنيات المصرية لخصت المغربية وداد البقالي مغامرتها الانتخابية الأخيرة بعد فوزها بعضوية البرلمان الإيطالي.

ورغم إخفاقها في الفوز في الاقتراع المباشر بفارق 49 صوتا فقط عن منافستها من تحالف اليمين، دخلت البقالي البرلماني الإيطالي بفضل ترشحها في اللائحة الانتخابية على مستوى جهة إيميليا رومانيا.



وباتت وداد البقالي، صاحبة الـ36 عاما، هي ثالث برلمانية إيطالية من أصول مغربية، حيث ولدت في أغادير قبل الانتقال برفقة أسرتها للعيش في إيطاليا.

وكانت سعاد السباعي أول مغربية تدخل البرلمان الإيطالي في الدورة التشريعية الممتدة بين 2008-2013، ثم تبعها بعد ذلك خالد شوقي.

والبقالي خريجة جامعة بولونيا تخصص العلوم السياسية، وانخرطت مبكرا في صفوف الحزب الديمقراطي حيث تدرجت في مختلف فئاته حتى وصلت لقيادة الحزب الجهوية.

وتتمتع كذلك بمسؤولية في بلدية رافينا، إذ عملت في وقت سابق نائبة للعمدة مكلفة بملفات مهمة كالتعليم والثقافة.

بينما تتولى وداد البقالي حاليا رئاسة مجلس المستشارين الجماعيين في بلدية رافينا.

وفي تعريفها بنفسها تقول وداد: "عندما كنت في الثانية من عمري انضممنا مع والدتي وأختي إلى والدي في إميليا رومانيا.. قصة عائلتي تشبه قصة العديد من الأشخاص الآخرين الذين بنوا حياتهم في إيطاليا والذين هم مواطنون إيطاليون بالاختيار والحق".

وتضيف: "لقد رافقني الشغف السياسي منذ شبابي.. لقد حفزني الشعور بالعدالة والرغبة في أن أكون جزءًا نشطًا في العمل الجماعي وقادني إلى الالتزام النشط منذ سنوات الدراسة وشباب اليسار".

وتغذى الشغف السياسي لوداد البقالي من التجارب الدولية العديدة التي اكتسبتها في برلمان الشباب الأوروبي.

كانت النتائج الأولية أظهرت تقدم اليمين المتطرف في انتخابات إيطاليا، التي جرت الأحد، بفوز جورجيا ميلوني.

وبهذه النتيجة تتخذ إيطاليا، القوة الاقتصادية الثالثة في الاتحاد الأوروبي وأحد الأعضاء المؤسسين له، منعطفا حادا نحو اليمين، ما يفتح الباب لمرأة -أبدت إعجابها بالزعيم الفاشي بينيتو موسوليني- لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ هذا البلد.

ومن المقرر أن تبدأ ميلوني بتشكيل حكومة ائتلافية يغلب عليها الساسة اليمينيون، لتكون الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

كما سيؤدي وصولها للسلطة إلى إغلاق حدود إيطاليا، البلد الذي يصل إلى سواحله عشرات آلاف المهاجرين سنويا، الأمر الذي يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تعمل على إغاثة مهاجرين سرا يعبرون البحر.