أكد المبعوث الأمريكي لإيران روبرت مالي أمس، أن واشنطن تدعم التظاهرات السلمية في إيران، موضحاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفضل الدبلوماسية مع إيران لكنه سيبحث الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وقال: "عندما عينني جو بايدن في منصبي، كان الهدف توحيد الموقف الأوروبي حيال إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي"، مشدداً على أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً سيجعل العالم أقل أمناً.



وأضاف أن "سياستنا ارتكزت على وقف نشاطات إيران ودورها في عدم الاستقرار"، مشدداً على أن واشنطن تدافع عن حقوق الإنسان في إيران، محملا النظام مسؤولية قتل المتظاهرين.

وذكّر مالي بأن واشنطن فرضت سلسلة من العقوبات على عدد من المسؤولين الإيرانيين، مضيفاً: "نساعد المتظاهرين عبر توفير الإنترنت حتى يدركوا حجم التأييد لهم في الخارج".

يأتي ذلك، في وقت ذكرت وزارة الخارجية الكندية في بيان أن أوتاوا فرضت أمس عقوبات جديدة على إيران، فيما يمثل الحزمة الرابعة من العقوبات التي تطبقها بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في تلك الدولة.

ووفقا للبيان، فإن العقوبات الأخيرة استهدفت 4 أفراد وجِهتين، ومن بينهم مسؤولون كبار وقوات إنفاذ القانون الإيرانية، التي تتهمها كندا بالمشاركة في قمع متظاهرين عزل واعتقالهم.

من جانب آخر، أوردت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، نقلا عن رئيس السلطة القضائية في العاصمة الإيرانية طهران قوله، أمس: "إن نحو 1000 شخص وجهت إليهم تهم ارتكاب أعمال شغب وإنهم سيحاكمون علنا هذا الأسبوع في الوقت الذي تكثف السلطات جهودها لإخماد الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من 6 أسابيع بعد وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز لدى شرطة الأخلاق الشهر الماضي، مما أثار أحد أجرأ التحديات للقيادة الدينية منذ ثورة 1979".

وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، نقلا عن كبير القضاة في إقليم طهران، أنه ستتم محاكمة حوالي 1000 شخص، قاموا بأعمال تخريبية في الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الاعتداء على حراس الأمن أو قتلهم، وإضرام النار في الممتلكات العامة، في محكمة ثورية. وأضافت أن المحاكمات ستتم بشكل علني هذا الأسبوع.

وتشن السلطات الإيرانية حملة قمع دامية لقمع الاضطرابات. وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" يوم السبت أن 283 محتجا قتلوا في الاضطرابات بينهم 44 قاصرا. كما قتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.

وشهدت أكثر من 11 مدينة إيرانية احتجاجات ليلية صاخبة مساء الأحد. هذه الاحتجاجات الليلية التي كانت مسرحا لها سنندج وسقز ومهاباد من بين مدن أخرى اندلعت رغم تحذيرات الحرس الثوري، وإطلاق النار من جانب شرطة مكافحة الشغب وعناصر الباسيج.

يأتي ذلك، فيما انضم صوت نساء العالم هو الآخر للاحتجاج، تضامنا مع الإيرانيين، وطالبت قيادات نسائية من 14 دولة، بينهن هيلاري كلينتون وأوبرا وميشيل أوباما، بطرد إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة بسبب عمليات القمع والعنف ضد المحتجين.