بعد صمت طويل دام أشهرًا على تزايد عدد إصابات الطالبات في المدارس بالتسمم، خرج الرجل الأول بإيران، المرشد علي خامنئي بتصريحات منددة.

وقال خامنئي في كلمة مصورة له نشرها مكتبه الإعلامي إنه "على المسؤولين متابعة قضية تسمم طالبات المدارس بجدية؛ كونها جريمة كبيرة لا يمكن غض النظر عنها".



وأضاف المرشد الإيراني خامنئي: "إذا ثبت تورط البعض في تسميم الفتيات، وهذا هو المتوقع، فيجب معاقبتهم بأشد عقاب، ولن يشملهم أي عفو"، مشيراً إلى أنه "على الاجهزة الامنية ملاحقة واعتقال آمري هذه الجريمة ومنفذيها حيث تُرتكب ضد أكثر فئات المجتمع براءة وتتسبب بزعزعة أمن واستقرار البلاد وإثارة الخوف والهلع بين أولياء أمور الطالبات".

سيناريو مهسا أميني

بدورها، أكدت صحيفة "سازند جي" الإصلاحية، أن حالات التسمم للطلاب في البلاد أصبحت أزمة، مشيرة إلى أن "الصمت والإهمال الحاليين مشابه تمامًا للإجراء الذي تم اتخاذه في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي بعد وفاة مهسا أميني وأثار غضب الجمهور على أرضية الشارع".

وأضافت الصحيفة الإيرانية اليوم الإثنين، إنه "يمكن أن يصبح التسمم مرة أخرى عاملاً لإشعال نار غضب الناس"، في إشارة إلى الاحتجاجات المتواصلة منذ شهور.

اتهامات دون أدلة

ولم تتمكن السلطات الحكومية في إيران من تحديد أسباب التسمم أو الجهات المتورطة في هذه القضية، فيما يواصل المسؤولون توزيع الاتهامات على "أعداء إيران"، بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

واتهم نواب في البرلمان من التيار الأصولي المتشدد جهات داخلية تعمل لصالح منظمة مجاهدي خلق المعارضة بالوقوف وراء ظاهرة التسمم.

وحتى يوم الأحد، سجلت إيران ما لا يقل عن 1200 إصابة بالتسمم في عدة محافظات إيرانية؛ كان أكثرها في محافظة خوزستان جنوب البلاد بعد تسجيل 770 حالة إصابة، تلتها محافظة خراسان بـ100 إصابة، وبعدها محافظة همدان بـ66 إصابة وأذربيجان الشرقية بـ60 إصابة.

وظهرت أول إصابة بالتسمم في مدارس الطالبات في محافظة قم وسط إيران في 30 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسجلت قم حتى الآن 800 إصابة.