ارتفاع أعداد ضحايا العمليات الإسرائيلية إلى أكثر من 8 آلاف و20 ألف مصاب

يوم جديد من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة يشهده قطاع غزة، اليوم الأحد، حيث يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، فيما تستمر معاناة أهل غزة من ويلات الحرب التي قتلت وأصابت الآلاف وتركت مئات الآلاف مشردين بلا مأوى.



وفي آخر التطورات، تجددت الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في غزة اليوم، وشملت محيط مستشفى القدس.

وفي السياق، قال اتحاد الصليب والهلال لـ"العربية" و"الحدث" إن إسرائيل تصر على إخلاء مستشفى القدس في غزة، مشيراً إلى أن المستشفى يضم أكثر من 12 ألف نازح.

وقبلها، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تلقى تهديدات شديدة اللهجة بالإخلاء الفوري لمستشفى القدس، تمهيداً لقصفه. وجاء في بيان الجمعية على "فيسبوك": "منذ ساعات الصباح يشهد محيط مستشفى القدس غارات متواصلة أدت إلى تدميره بالكامل".

يذكر أن إسرائيل أنذرت عدة مرات بقصف مستشفى القدس في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم إن التقارير التي ذكرت أن الهلال الأحمر الفلسطيني تلقى تحذيرات من السلطات الإسرائيلية بإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة على الفور "مثيرة للقلق البالغ". وكتب غيبريسوس على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "نشدد على أن من المستحيل إخلاء مستشفيات مليئة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر".

أعلنت وزارة الداخلية في غزة التابعة لحماس اليوم الأحد سقوط قتلى وجرحى في استهداف القوات الإسرائيلية لحافلة تقل مواطنين جنوب القطاع. وقالت الوزارة في بيان إن الاستهداف الإسرائيلي وقع بشارع جنوب مدينة غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد قطاع غزة المنهك من حصار مستمر منذ 22 يوما، فيما ارتفعت أعداد ضحايا العمليات الإسرائيلية إلى أكثر من ثمانية آلاف و20 ألف مصاب.

رشقات صاروخية من غزة

وفي السياق، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية جديدة، وذكر مراسل العربية أن صاروخا سقوط في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية مقتل 20 مسلحا من حماس خرجوا من نفق شمال غزة محاولين تنفيذ هجوم.

وزاد الجيش الإسرائيلي عديد قواته التي تقاتل داخل قطاع غزة، على ما أعلن المتحدث العسكري، الأحد، مع تصعيد إسرائيل الحرب مع حركة حماس.

وقال الجنرال دانيال هغاري "قمنا خلال الليل (السبت الأحد) بزيادة دخول قوات (الجيش الإسرائيلي) إلى غزة وانضمت إلى القوات التي تقاتل هناك"، مضيفا "نزيد تدريجيا العمليات البرية ومدى انتشار قواتنا في قطاع غزة".

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن عدد الرهائن المحتجزين في قطاع غزة يبلغ ما لا يقل عن 230 شخصاً.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بإصابة ضابط وجندي إسرائيليين في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين شمالي غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم 450 هدفا تابعا لحماس في غزة خلال الساعات الأخيرة، مشيراً إلى استهداف نقاط مراقبة ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات في غزة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات إضافية دخلت إلى قطاع غزة في إطار توسيع العملية البرية التي تشنها إسرائيل على غزة.

هذا وفيما دوّت صفارات إنذار في بلدات غلاف غزة، بحسب الإعلام الإسرائيلي، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" بوجود دمار كبير في محيط مجمع الشفاء الطبي جراء الغارات الإسرائيلية، مضيفاً أن الغارات استهدفت منازل في جباليا ومخيم النصيرات بقطاع غزة، إضافة إلى قصف مدفعي إسرائيلي مستمر على شرق خان يونس وشرق رفح.

وتزامنا، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة بتلقيه نداءات استغاثة كثيرة بعد عودة الاتصالات للقطاع، ووصفت الهيئة الإغاثية الوضع الميداني بأنه يزداد صعوبة، مشيرة إلى نفاد مخزون الوقود لدى خدمة الإسعاف بشكل كامل.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن حجم المساعدات الحالي ضعيف للغاية ويغطي 3% فقط من احتياجات القطاع الطبي.

عودة الاتصالات والإنترنت تدريجيا

وفيما بدأت خدمة الإنترنت تعود تدريجيا إلى قطاع غزة بعد أن انقطعت، الجمعة، خلال عمليات قصف إسرائيلية مكثفة، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن عشرات الأشخاص قتلوا، وأصيب مئات في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة فجر اليوم الأحد.

وذكرت الوكالة أن هناك العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض. يأتي هذا بينما تواصل الطائرات الإسرائيلية شن حملة قصف عنيف على مناطق مختلفة من قطاع غزة لليلة الثانية على التوالي.

8 آلاف قتيل و20 ألف جريح

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 56 مجزرة في غزة راح ضحيتها 302 قتيل في الساعات الأخيرة. كما أعلن ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 8005 أشخاص، بينهم 3342 طفلا، منذ 7 أكتوبر. وأضاف: "تلقينا بلاغات بوجود 1870 شخص تحت الأنقاض بالقطاع منهم 1020 طفل".

وتحدثت الصحة الفلسطينية عن مقتل 116 من الكوادر الطبية وتدمير 25 سيارة إسعاف في غزة حتى الآن.

هذا وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة بارتفاع عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الجاري إلى أكثر من 20 ألف جريح.

على الرغم من أن قطاع غزة عاش خلال الساعات الماضية على وقع قصف هو الأعنف منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليه في السابع من أكتوبر، فإن قطع الاتصالات والإنترنت كان فجّر غضباً عارماً وسط تحذيرات دولية من مخاطر هذه الخطوة.

وأمام هذا التنديد، أفاد مراسل "العربية" و"الحدث"، اليوم الأحد، بأن هناك عودة تدريجية للاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت إلى قطاع غزة. وأضاف أنه بات بوسع المشتركين الآن إجراء اتصالات واستقبال رسائل على الهواتف المحمولة، وإن أشار إلى ضعف في الخدمة.

كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بعودة الاتصالات فعلاً دون تقديم أي تفاصيل عن الموضوع.

تفسيران

في هذا السياق، أوضح مستشار "العربية" للشؤون الأميركية وليد فارس، في مداخلة مع "العربية" و"الحدث"، أن لهذه العودة تفسيرين، الأول أن إسرائيل قطعت الاتصالات حتى تؤمن توغلها البري لا أكثر، في إشارة منه إلى أن تل أبيب أرادت التشويش على حركة حماس لتأمين توغلها في القطاع خلال الساعات الماضية، وبمجرد انتهاء العملية أعادت الأمور لطبيعتها.

والتفسير الثاني، أن حركة حماس استعملت شبكة احتياطية تمتلكها ولا أحد يعلم عن تفاصيلها شيئاً، مؤكداً أن الموضوع بحاجة بيانات رسمية لتوضيح ما جرى.

عودة الاتصالات إلى غزة

أتت هذه التطورات بعد إعلان مصر جاهزيتها لتقديم الاتصالات لقطاع غزة بعد طلب فلسطيني، حيث أفاد مصدر مسؤول بشركة اتصالات "WE" في مصر، بأن شركة اتصالات مصر جاهزة بعدد من الأبراج والمحطات المتنقلة السريعة لتوفير خدمات الاتصالات للمقيمين في قطاع غزة على الحدود المصرية الفلسطينية.

جاء هذا بعدما قال مسؤول بشركة فودافون مصر، إن الشركة مستعدة أيضاً لتوفير أبراج محمول متحركة لإرسالها إلى مدينة رفح المصرية، لتوفير تغطية تصل إلى حدود 10 كيلومترات داخل قطاع غزة، حال تشغيلها بالطاقة القصوى.

تنديدات دولية

وكانت إسرائيل قد أغرقت القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني إنسان والمحاصر منذ 3 أسابيع في عزلة تامة عن العالم الخارجي، وسط انقطاع كافة الاتصالات، ما صعب عمل المستشفيات وفرق الإغاثة والإسعاف، وفاقم بالتالي معاناة أهل غزة.

وأثارت الخطوة الإسرائيلية انتقادات واسعة من قبل منظمات إغاثية وإنسانية، فضلا عن الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، لاسيما أنها تمنع التواصل بين الفرق الطبية والإسعاف لنقل الجرحى والمصابين، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، ويرفع عدد القتلى، بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الأممية والإنسانية.

فيما رجح عدد من الخبراء أن يستمر الأمر أياماً، إلا أن معلومات أفادت بعودة تدريجية للخدمة صباح اليوم.