العربية

منذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الشهر الماضي، وقفت الولايات المتحدة بقوة إلى جانب تل أبيب، مؤكدة "حقها في الدفاع عن نفسها".

إلا أن تصاعد عدد القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في القطاع المكتظ بالسكان، والذي بلغ أكثر من 9.500 أغلبهم من الأطفال، دفع واشنطن إلى تغيير خجول في لهجتها.

فقد حث وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته يوم الجمعة لإسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "تقليل" عدد القتلى المدنيين.

وأوضح الزائر الأميركي أنه ناقش "الخطوات الملموسة" التي يمكن أن تتخذ لتقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

فما هي تلك الخطوات؟

يبدو أن واشنطن اقترحت على تل أبيب استخدام قنابل أصغر عند ضرب مواقع لحركة حماس، أو استهداف قادتها، فضلا عن تحسين معلوماتها الاستخباراتية، حسب ما كشف مسؤولون أميركيون.

كما أوضحوا أن المسؤولين الأميركيين اقترحوا على الإسرائيليين تحسين كيفية استهدافهم لقادة حماس، عبر جمع المزيد من المعلومات الاستخبارية عن شبكات القيادة قبل شن الضربات.

كذلك، نصحوهم باستخدام القوات البرية الإسرائيلية للفصل بين السكان المدنيين والمراكز التي يتركز فيها مسلحو حماس.

وشدد المسؤولون المطلعون على أن القنابل الصغيرة أكثر ملاءمة للمناطق الحضرية المكتظة في غزة.

وقال مسؤول عسكري كبير إن الولايات المتحدة بدأت الآن تحاول إرسال المزيد من القنابل الصغيرة إلى إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

على أمل أن تستخدمها القوات الإسرائيلية للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.

درون وأقمار صناعية

كما زادت الولايات المتحدة من حجم جمع المعلومات الاستخبارية من غزة.

فالطائرات الأميركية بدون طيار باتت تحلق مرارا فوق القطاع، بحثاً عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس وجماعات أخرى، أو معلومات عنهم.

كذلك، أعادت واشنطن توجيه الأقمار الصناعية العسكرية الأميركية لمراقبة القطاع.

كما بدأت أيضًا تستخدم طائرات على متن الحاملتين في البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في جمع معلومات استخباراتية إضافية، بما في ذلك الاعتراضات الإلكترونية.

يشار إلى أنه خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، كان ما يقرب من 90 بالمائة من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الصناعية تزن ما بين 1000 إلى 2000 رطل، وفقًا لمسؤول عسكري أميركي كبير.

أما الباقي فكان عبارة عن قنابل صغيرة القطر تزن 250 رطلاً.

واستخدمت إسرائيل قنبلتين زنة 2000 رطل على الأقل خلال غارة جوية يوم الثلاثاء الماضي على مخيم جباليا، شمال مدينة غزة، وفقًا لخبراء وتحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز لصور الأقمار الصناعية.

وعلى مر السنوات الماضية، عمدت إسرائيل على بناء مخزون من القنابل الضخمة، والتي كان الهدف منها في الغالب استهداف مواقع عسكرية بعيدة ومحصنة لحزب الله في لبنان.