اندلعت في فرنسا حركات طلابية تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، إذ تأثرت أغلبية معاهد العلوم السياسية بالمسيرات والحصار، يوم أمس الثلاثاء.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن مؤسسة العلوم السياسية في باريس تستعد لإجراء نقاش كبير بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية، يوم غدٍ الخميس، لافتة إلى أنه يتم الإبلاغ عن أحداث أخرى في أماكن أخرى من البلاد.

وأضافت أنه تحت شعار "دعم فلسطين ليس جريمة"، انضم طلاب كلية العلوم في تولوز، يوم أمس الثلاثاء، إلى التعبئة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، حيث نظموا مظاهرات في حرم جامعتهم.



وشهدت معظم معاهد العلوم السياسية "IEPs" اضطرابات مثل الاجتماعات العامة والتجمعات، كما هو الحال في ليون، وحتى الحصار في مدن مثل رين وسان جيرمان أونلي "إيفلين" وستراسبورغ، في أعقاب إجراءات مماثلة بدأت في اليوم السابق بجامعة السوربون في باريس، وفق "لوموند".

إجراء سريع

وأشارت إلى أنه استجابة لدعوة رئيس الوزراء غابرييل أتال لاتخاذ إجراء سريع، تدخلت سلطات إنفاذ القانون بسرعة لتفريق الطلاب الذين نصبوا خيامًا في ساحة الجامعة المرموقة، لافتة إلى أنه منذ إنشاء أول مخيم في الفناء الداخلي لمعهد العلوم السياسية في باريس، في 24 أبريل/نيسان الماضي، والذي تم إخلاؤه بين عشية وضحاها من قبل شرطة مكافحة الشغب، وفي تكرار للحركة المستمرة في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك، اكتسبت حركة الدعم لشعب غزة الزخم، وإن كان يقتصر في المقام الأول على برامج التعليم الفردي وعدد قليل من الجامعات.

واحتل حوالي ثلاثين طالبًا أحد الحرمين الجامعيين التابعين لمعهد العلوم السياسية في باريس في مينتون "الألب البحرية"، حتى الساعات الأولى من يوم أمس الثلاثاء، وقاموا بتزيين الواجهة بالعلم الفلسطيني.

بدوره، أعلن مدير الحرم الجامعي، يوسف حلاوة، في رسالة إلى الطلبة، قرار إغلاق المقر "إلى إشعار آخر" والانتقال إلى التعلم عن بعد، بحسب الصحيفة.

وحث بيان للطلاب المجتمعين في جمعية عامة في مينتون معهد العلوم السياسية على تبني خطاب محكمة العدل الدولية، الذي حث إسرائيل، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، على منع أعمال الإبادة الجماعية المحتملة، وخطاب الأمم المتحدة لإنهاء النهج المزدوج فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية من جهة، والحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، واتخاذ موقف حازم ضد جميع أشكال التمييز والضغوط التي يواجهها الطلاب، وفق "لوموند".

وقالت إنه في ريمس "مارن"، وهو حرم جامعي آخر تابع للمعهد الباريسي، من المقرر أن يتخذ الطلاب قرارًا بشأن الإجراءات الإضافية المحتملة في وقت لاحق، في حالة انعقاد الاجتماع الذي ينظمه المدير المؤقت، جان باسير، يوم غد الخميس، ما لم تلبَ توقعاتهم.

ولفتت إلى أنه تم الإعلان عن هذا الاجتماع المفتوح - أو النقاش الكبير كما يُمارس في المؤسسات الأنغلوسكسونية- بعد مفاوضات بين الطلاب المعتصمين في معهد العلوم السياسية، يوم الجمعة الماضي، إذ تم تصميمه ليكون بمثابة منتدى للتبادل بين الطلاب والأساتذة والباحثين والموظفين، ويمكن طرح جميع الأسئلة" فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس.

ووفق "لوموند"، قدمت الإدارة تذاكر قطار لأربعة طلاب من 7 جامعات للحضور، ومع ذلك، لم تتم دعوة الأشخاص من مينتون بسبب الاحتلال الليلي، وفقًا لإدارة Science Po.

من جهتها، قالت الطالبة من حرم جامعة ريمس، كاميل، التي ترغب في عدم كشف هويتها: "يوم السبت الماضي عندما كنا نحتل المكتبة، رفض طلبنا للحوار"، مضيفة: "نأمل أن تكون قاعة المدينة فرصة للحوار الحقيقي، لكن الأداء لا يزال غامضًا تمامًا"، مشككة في أن ذلك سيكفي لنزع فتيل التوتر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لليوم الثاني على التوالي تم إغلاق جامعة سانت إتيان، يوم أمس الثلاثاء، حتى تدخل الشرطة.

أما مركز تولبياك التابع لجامعة باريس-1 بانتيون-السوربون، فقد تم احتلاله صباحًا قبل أن يتم إخلاؤه "لأسباب أمنية"، بحسب مصادر مقربة من الرئاسة، في خطوة يعتبرها اتحاد الطلاب وسيلة "لمنع" عقد الجمعية العمومية المقرر منتصف النهار.

وذكرت الصحيفة أنه تم حجب الوصول إلى المصاعد من قبل الطلاب المحتشدين، وفي هذه الحالة فإن ضوابط المباني بهذا الارتفاع تتطلب صدور قرار إداري بإخلاء المبنى، وفق تبرير الجامعة، ثم بقي ما بين 200-300 طالب خارج المؤسسة.

تصرفات ليست عفوية

وفي غرونوبل، قام نحو 100 طالب من معهد العلوم السياسية والجامعة، بعضهم يرتدي الكوفية ويلوحون بالأعلام الفلسطينية، بإغلاق خط الترام من خلال تنظيم اعتصام على القضبان.

ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد طلاب غرونوبلو، روبنسون. روسي، قوله: منذ عدة أسابيع" تطالب الاتحادات الطلابية جامعة غرونوبل "بتعليق الشراكة" التي تأسست في ربيع عام 2023 مع جامعة بن غوريون في النقب، "والتي تقدم منحًا دراسية محددة ومساعدات مالية للطلاب المنخرطين في الجيش".

وأفاد مقال في صحيفة التايمز أوف إسرائيل، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، بأن الطلاب الذين تم تجنيدهم حصلوا على تعويض مالي، وعلى تأجيل الإيجار عند إقامتهم في مساكن جامعية.

ووفقًا للعديد من ممثلي اتحاد الطلاب، فإن الطلبات المقدمة منذ عدة أشهر لتوفير مكان لزيارة الحرم الجامعي، يوم 23 مايو/أيار المقبل، من قبل ريما حسن، الناشطة المؤيدة للفلسطينيين ومرشحة حزب فرنسا المستضعفة في الانتخابات الأوروبية المقرر إجراؤها في 9 يونيو/حزيران، ما زالت معلّقة أيضًا.

وبالنسبة لاتحاد الطلاب اليميني، يمثل هذا اليوم "إشعال الجامعات الفرنسية، فهي تصرفات ليست عفوية"، وفق "لوموند".