شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً عنيفاً على الرئيس الإيراني حسن روحاني محذراً إياه بعدما نقلت وسائل إعلام عن روحاني قوله إن "أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم"، قائلاً لروحاني "احترس أفضل لك".

وخلال ظهور سريع في غرفة الصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية سئل ترامب عن تصريحات روحاني خلال حشد في طهران أثناء الاحتفال بذكرى الثورة. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن روحاني قوله إن إيران أظهرت خلال 38 عاماً منذ الثورة أنها "ستجعل أي شخص يتحدث للإيرانيين بلغة التهديدات يندم". وقال ترامب "احترس أفضل لك".

وبداية الشهر الحالي حذر ترامب إيران بسبب اتهامات بأن طهران انتهكت الاتفاق النووي مع الغرب من خلال إطلاق صاروخ باليستي واتخذ ترامب موقفاً حاسماً وشديد اللهجة تجاه إيران وفرض عقوبات جديدة ضد الأخيرة.



ومن المرجح أن تؤدي لهجة ترامب العدائية تجاه إيران إلى بقاء روحاني في منصبه فترة أخرى فيما يبدو لكنها ستجعل حكم معسكر المعتدلين الذي ينتمي إليه روحاني أصعب.

وفي ظل انتخابات مقررة خلال 3 أشهر ووجود إدارة جديدة حاسمة في البيت الأبيض فإن المحافظين تراجعوا على ما يبدو عن محاولة استعادة الرئاسة في الوقت الحالي.

ولم يظهر مرشح محتمل واحد من المحافظين لمنافسة روحاني المعتدل نسبياً في الانتخابات. وبدلاً من ذلك تحدث المسؤولون عن توحد خصوم أيديولوجيين وراءه بوصفه أفضل من يتعامل مع رئاسة ترامب.

وقال مسؤول كبير "لحماية الجمهورية الإيرانية من التهديدات الخارجية علينا تنحية خلافاتنا جانباً والتوحد ضد عدونا، في ظل الظروف الراهنة يبدو روحاني أفضل خيار للمؤسسة".

لكن أنصار روحاني يشعرون بالقلق من أن يستغل المحافظون المواجهة مع إدارة ترامب لإضعاف الرئيس عند كل منعطف على الرغم من أنهم لم يعودوا مصممين فيما يبدو على تغييره.

وقال مسؤول كبير سابق مقرب من روحاني "لإحكام قبضتهم على السلطة سيفعل المحافظون كل ما في وسعهم لاستفزاز ترامب، من التجارب الصاروخية إلى الخطب النارية، سيحاولون منع حدوث أي تغيير في توازن القوى في إيران من خلال جعل روحاني رئيساً عاجزاً".

وانتُخب روحاني بأغلبية ساحقة في 2013 بناء على تعهد بالحد من عزلة إيران. ويعتبر الرئيس الإيراني واجهة اتفاق إيران مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لتقليص البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية.

وكثيراً ما انتقص ترامب وجمهوريون أمريكيون آخرون من هذا الاتفاق مثلما فعل المحافظون في إيران.

وقال على واعظ وهو من مجموعة الأزمات الدولية إن المحافظين الإيرانيين خلصوا على ما يبدو في الوقت الحالي إلى أنهم ما زالوا بحاجة لروحاني في السلطة وإن كان ذلك فقط للإلقاء باللوم على واشنطن وليس على إيران في حالة انهيار الاتفاق.

وأضاف "في ظل تعرض الاتفاق للخطر فإن النظام سيكون في حاجة ماسة لفريق روحاني من الدبلوماسيين المبتسمين والتكنوقراط الاقتصاديين لتحويل اللوم إلى الولايات المتحدة والحفاظ على الاقتصاد الإيراني من الانهيار".

ويقول مسؤولون إيرانيون إن المرشد علي خامنئي يستخدم المشاعر المناهضة للولايات المتحدة للحفاظ على تماسك الزعامة لكنه لن يجازف بحدوث انهيار تام في العلاقات مع واشنطن مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار إيران.

وقال مسؤول قريب من معسكر خامنئي "الأولوية القصوى للزعيم هي دائما الحفاظ على الجمهورية، أي رئيس محافظ قد يزيد من التوتر بين طهران وأمريكا".

وقال خامنئي في كلمة الأسبوع الماضي إن ترامب أظهر "الوجه الحقيقي لأمريكا" مكرراً انتقاد المحافظين الإيرانيين.

ورفض خامنئي تهديد إدارة ترامب "بتوجيه تحذير" لإيران لإجرائها تجارب صاروخية. لكنه تفادى أيضاً الإشارة إلى إنهاء الاتفاق النووي وفُسرت كلمته بأنها إشارة على أنه سيتمسك بروحاني في الوقت الحالي.

وقال سعيد ليلاز وهو محلل سياسي يعيش في طهران "كلمة خامنئي أظهرت أن القيادة وافقت على انتهاج خط أقل ميلاً للمواجهة. إنهم يفضلون الانتظار لرؤية تصرفات ترامب وعدم التحرك بناء على تصريحاته".

ويبدو أن الناخبين الإيرانيين العاديين يميلون أيضاً للإبقاء على روحاني في السلطة. ويشكو كثيرون من أنهم لم يروا أي مزايا اقتصادية تذكر جراء تخفيف العقوبات ويقول من كانوا يأملون بأن يصلح روحاني السياسات الاجتماعية إنهم أصيبوا بخيبة أمل لعدم حدوث تغيير له معنى حتى الآن.

وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يوجد استعداد يذكر على ما يبدو لتغيير مسار الانتخابات وإعادة السلطة لمحافظ يميل للمواجهة مثل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد سلف روحاني.

وقال مدرس بإحدى المدارس الثانوية في طهران "لا أريد أن أصوت. لم يتغير شيء في عهد روحاني. ولكني الآن علي أن أختار بين السيء والأسوأ في إيران. لا يمكننا تحمل رئيس محافظ بينما يوجد ترامب في السلطة".

::::::::::::::

عزيز