واشنطن - نشأت الإمام، (أ ف ب)

يدير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر سبتمبر الجاري جلسة لمجلس الأمن الدولي حول إيران التي تتهمها واشنطن بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن تعقد الجلسة التي ستكون على مستوى رؤساء الدول والحكومات في 26 سبتمبر خلال أسبوع الجمعية العامة السنوية الامم المتحدة، بحسب ما أوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الأممية نيكي هايلي.



وتابعت هايلي في مؤتمر صحافي أن ترامب سيترأس أيضا قبلها بيومين اجتماعاً آخر لمجلس الأمن حول تهريب المخدرات في العالم.

ورداً على سؤال عن مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاجتماع المقرر في 26 سبتمبر، أجابت هايلي إن ذلك سيكون "من حقه".

ومن المقرر أن يلقي روحاني كلمة أمام الجمعية العام في 25 سبتمبر بعد مداخلات لنظيريه الامريكي أوالفرنسي.

وقالت هايلي "من الصعب العثور على مكان في العالم حيث لا تخوض إيران نزاعاً. يجب على إيران أن تفهم أن العالم يراقب" أنشطتها "المزعزعة للاستقرار" في العالم.

وقالت هايلى إن "الاجتماع يدعو الى معالجة انتهاكات ايران للقانون الدولى"، وأضافت أن "الاجتماع سيتناول أيضاً عدم الاستقرار الذي تزرعه إيران في أنحاء منطقة الشرق الأوسط".

وأوضحت هايلي أن "هناك قلقاً متزايداً بشأن إيران" مشيرة إلى "طموحات الصواريخ الباليستية لطهران ومبيعات الأسلحة لليمن ودعم الجماعات الإرهابية"، لافتة إلى أن "بعضها أشياء قديمة وبعضها أشياء جديدة".

ومن المتوقع أن يرأس ترامب جلسة لمجلس الأمن الدولى حول إيران باعتبارها "قضية عالمية مهمة"، حسبما ذكرت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة فى وقت سابق.

ومن المقرر أن تبدأ الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 سبتمبر فى نيويورك. ومن المتوقع أن يظهر ترامب في نهاية الشهر خلال "الأسبوع الرفيع المستوى" الذي يبدأ في 24 سبتمبر، مع اجتماع حول السلام العالمي. وستتناول اجتماعات أخرى مقررة الحد من تهديدات الأسلحة النووية والوقاية من الأمراض.

ويأتي الاجتماع في أعقاب قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو وإعادة فرض العقوبات على طهران، وسط تباين كبير حول الآراء مع حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين. وقال وزير الخارجية الإيراني في أغسطس الماضي إن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين لن يلتقوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحددت هالي الخطط الأمريكية لرئاسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر. ويشمل ذلك ترامب الذي يرأس اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي حول إيران وسوف يتناول الاجتماع انتهاكات إيران المستمرة للقانون الدولي، وتدخل نظام الملالي في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقالت هالي إنها لن تعارض حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاجتماع.

وعندما سئلت عما إذا كانت لإدارة ترامب استراتيجية لإيران، وإذا كان ذلك يشمل تغيير النظام ، قالت هايلي للصحفيين إن "استراتيجية الإدارة كانت بسيطة للغاية".

وأوضحت قائلة "سنقف مع الشعب الإيراني. هذا لا يتعلق بتغيير النظام، ومن هو الزعيم القادم. هذا كل شيء عن الوقوف مع الشعب الإيراني، ويقولون إن لهم كل الحق في أن يُسمعوا في حكومتهم، ولهم كل الحق في تغييرها إذا لم تكن تقود الطريق الصحيح، وسنستمر في فضح جميع الانتهاكات التي تقوم بها إيران، ونعتقد أن المجتمع الدولي يجب أن ينضم إلينا بذلك لأنها قضية المستقبل وهي

تؤثر على كل بلد في العالم".

ومنذ تولّي الرئيس ترامب منصبه مطلع عام 2017 باتت طهران العدوّ اللدود لواشنطن. فالولايات المتحدة تتهم إيران بالسعي إلى حيازة السلاح النووي وتندد بتطويرها لقدراتها البالستية ونفوذها المتنامي في الشرق الأوسط خصوصاً في سوريا واليمن والتي تعتبره سلبياً.

ومضت هايلي تقول "هناك قلق متزايد إزاء إيران"، مضيفة "اذا نظرتم إلى الدعم المتزايد الذي تقدمه إيران للإرهاب والتجارب البالستية التي تقوم بها ومبيعات الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن كلها انتهاكات لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وتابعت هايلي "كلّها تهديدات للمنطقة لا بد للأسرة الدولية أن تتباحث بشأنها".

وكانت روسيا احتجّت خلال اجتماع حول برنامج عمل الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر على عقد الاجتماع حول إيران.

وشددت موسكو على أن أي اجتماع في مجلس الأمن الدولي حول إيران يجب أن يكون في إطار القرار الذي كرّس في عام 2015 الاتفاق الدولي الموقع مع طهران لضمان أن نشاطاتها النووية ستكون لغايات مدنية فقط.

وأكّد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن أي اجتماع حول إيران يجب أن يشمل تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الدولي.

وكان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بقرار من ترامب أثار انقساماً عميقاً بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين وسدد ضربة يمكن أن تكون قاضية إلى الاتفاق مع طهران.

وهناك مخاوف بأن تفضي الرئاسة الأمريكية لمجلس الأمن الدولي في سبتمبر إلى إثارة الجدل حول مسائل عدة مع الشركاء الـ 14 لواشنطن في مجلس الأمن.

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأمريكي بمحاولة الهيمنة على مجلس الأمن الدولي للتمكن من "الضغط على آخرين" لينقلبوا ضد إيران.

وتتولى الولايات المتحدة حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. وصرحت هايلي أن الهدف من تلك الخطوة هو ممارسة مزيد من الضغط على إيران بسبب انتهاكاتها المزعومة لقرارات المجلس.

إلا أن وزير خارجية إيران انتقد خطة الولايات المتحدة.

وكتب على تويتر "هناك قرار واحد من مجلس الأمن الدولي بشأن إيران .. ودونالد ترامب ينتهكه ويضغط على الآخرين لفعل الشيء ذاته".

وأضاف "الأن هو يخطط لإساءة استغلال رئاسة مجلس الأمن لتغيير بند في الجلسة مخصص لفلسطين منذ 70 عاماً لوضع اللوم على إيران في الفظائع التي ارتكبتها الولايات المتحدة وزبائنها في منطقة الشرق الأوسط".

وتسعى واشنطن إلى حشد الضغوط الدولية على إيران بعد أن أعادت فرض العقوبات الأحادية عليها في 7 أغسطس، مع تحديد 5 نوفمبر موعدا لوقف صادرات النفط الإيرانية.

وتأتي الخطوات بعد أن قررت الولايات المتحدة فيمايو الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وقالت إنه لا يكفي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ووقف برنامجها للصواريخ البالستية.

وتقاوم أوروبا الانضمام إلى الولايات المتحدة في إعادة فرض العقوبات على إيران، ولكن الإعلام الياباني ذكر هذا الأسبوع أن طوكيو وافقت على تعليق وإرداتها من الخام الإيراني.

علاوة على إيران فإن نقطة الخلاف الأولى تدور حول قرار أمريكي بعقد جلسة الأربعاء حول أعمال العنف الدامية في نيكاراغوا. ونددت روسيا والصين وبوليفيا بالقرار إذ اعتبرت أن الوضع في نيكاراغوا لا يشكل تهديداً للامن الدولي.

ورفضت الدول الانضمام إلى الإجماع السائد عادة في مطلع الشهر من أجل الموافقة على جدول أعمال رئاسة مجلس الأمن الدولي.

وحسمت هايلي المسألة قائلة إن الإجماع يندرج في إطار "الممارسة" وليس "إلزامياً"، مؤكدة انعقاد الاجتماع عند الساعة 14:00 ت غ.

كما دعت الرئاسة الأمريكية لمجلس الأمن الدولي إلى جلسة الجمعة حول الوضع في محافظة إدلب السورية وسط مخاوف من هجوم على نطاق واسع لقوات النظام من أجل استعادة السيطرة عليها بدعم من روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي.

ومن المتوقع أن تعارض موسكو مجدداً واشنطن وحلفائها الأوروبيين خلال الاجتماع.

وأعلنت هايلي اجتماعاً آخر في 10 سبتمبر حول "فنزويلا والفساد" والذي من المفترض أن يثير المعارضة نفسها كتلك حول نيكاراغوا.

في سياق منفصل، قال البيت الأبيض إن ترامب والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن سيجتمعان على هامش القمة لمناقشة كوريا الشمالية وجهود كبح جماح برنامج بيونغ يانغ النووي.