أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى مساء الأحد، أن الوضع في البلاد "تحت السيطرة" بعد طرد المتمردين من مناطق عدة، وذلك بعد يومين من شن 3 مجموعات مسلحة هجوماً وصفته الحكومة بـ"محاولة انقلاب" قبل الانتخابات.

وبدأت مساء الجمعة 3 من المجموعات المسلحة الكبرى التي تحتل أكثر من ثلثي البلاد، بالتقدم على الطرق الحيوية نحو العاصمة بانغي، ولا سيما في يالوكي وبوسمبيلي، اللتين تبعدان مسافة 220 و150 كيلومتراً شمال غرب بانغي، وباتجاه مباكي التي تبعد 110 كلم إلى الجنوب الغربي.

وجاء ذلك قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة الأحد المقبل. وقال الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى "مينوسكا" فلاديمير مونتيرو لوكالة "فرانس برس"، إن "المجموعات المسلحة غادرت مدينة" يالوكي.



كما تراجعت المجموعات المسلحة في بلدتين أخريين، و"أرسلت البعثة قوات حفظ سلام إلى مباكي، حيث اندلعت اشتباكات السبت، لصد عناصر مسلحة"، مشيراً إلى أن "الوضع تحت السيطرة".

لكن مصادر أمنية وفي منظمات للعمل الإنساني، أفادت بوجود عناصر من المجموعات المسلحة عند أطراف بوسيمبيلي وبوسيمبتيلي.

ونفى حزب الرئيس السابق لإفريقيا الوسطى، فرانسوا بوزيزيه، الأحد، الإعداد لأي محاولة انقلاب، فيما تتهمه الحكومة بتدبير انقلاب من خلال "السير مع عناصره" إلى العاصمة.

وقال الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، السبت، أمام أنصار تجمعوا في ملعب بانغي: "جنودنا في حالة تأهب عامة بدعم من مينوسكا وروسيا ورواندا للخروج من هذه الأزمة".

ودعت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، الرئيس الأسبق لجمهورية إفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه، والجماعات المسلحة التي تشن هجوماً لعرقلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في 27 ديسمبر الجاري، إلى وضع السلاح جانباً.

وجاء في بيان مشترك نشر الأحد، أن هذه الدول والمؤسسات الشريكة لجمهورية إفريقيا الوسطى "تطلب أن يضع بوزيزيه والجماعات المسلحة الحليفة له السلاح جانباً على الفور، وأن يمتنعوا عن أي نشاط مزعزع للاستقرار، وأن يحترموا قرار المحكمة الدستورية الصادر في 3 ديسمبر".

وأضاف الموقعون أن "مجموعة الخمس وشركاءها يعتبرون أنه يجب عقد الانتخابات في 27 ديسمبر احتراماً للمهل الدستورية، ويدينون كل المناورات والمحاولات لإدخال البلاد في (مرحلة) انتقال سياسي جديد في انتهاك لدستور إفريقيا الوسطى".

وشهدت جمهورية إفريقيا الوسطى حرباً أهلية مدمرة، بعد أن أسقط تحالف جماعات مسلحة ذات أغلبية مسلمة (يطلق عليها اسم سيليكا) نظام فرانسوا بوزيزيه عام 2013.

وخلفت المواجهات بين "سيليكا" وميليشيات ذات غالبية مسيحية وإحيائية تسمى "انتي بالاكا" آلاف القتلى.