أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن البيت الأبيض يُخطط لإنفاق 65 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، للتعامل مع الأوبئة المستقبلية، بما في ذلك إنشاء مكتب جديد للتأهب لحالات الطوارئ الصحية المماثلة.

ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته، الجمعة، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن هناك رغبة في إصلاح طريقة استجابة الحكومة الفيدرالية لتفشي الأمراض، وتبسيط العملية التنظيمية للأدوية الجديدة، فضلاً عن تسهيل تصنيع الاختبارات التشخيصية ومعدات الحماية.



وقف انتشار الأمراض المعدية

الخطة الجديدة تعد جزءاً من محاولات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأوسع لإصلاح هيئات الصحة العامة في البلاد، وذلك في ظل استمرار الجائحة التي تتسبب في وفاة نحو 1000 شخص يومياً في الولايات المتحدة.

كما نقلت "فايننشال تايمز" عن المستشار العلمي لبايدن، إريك لاندر، أنه "بعد 5 سنوات من الآن، نحتاج إلى أن نكون في وضع أقوى بكثير لوقف الأمراض المعدية قبل أن تصبح أوبئة عالمية مثل كورونا".

وسجلت الولايات المتحدة ما يقرب من 40 مليون إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 640 ألف حالة وفاة منذ بداية الوباء، وذلك على الرغم من تصنيفها سابقاً كواحدة من أفضل دول العالم استعداداً لمواجهة مثل هذه الأزمة الصحية.

ولفتت الصحيفة إلى أن خبراء الصحة يجادلون بأن العديد من هذه الإصابات والوفيات كان من الممكن تجنبها في وقت مبكر من الوباء، لكن النقص الكبير في الاختبارات التشخيصية ومعدات الحماية حال دون ذلك، إلى جانب ضعف استجابة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتفشي المرض.

لقاحات في 100 يوم

وكجزء من جهود إدارة بايدن للتأكد من استعداد الولايات المتحدة بشكل أفضل لمواجهة الأوبئة في المستقبل، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أنه سيطلب من الكونجرس مبلغاً أولياً يتراوح بين 15 و20 مليار دولار كجزء من الميزانية البالغة 3.5 تريليون دولار التي يحاول الرئيس الحصول عليها بدون دعم الجمهوريين.

وسيسعى بايدن للحصول على بقية الأموال من خلال مفاوضات منفصلة مع بعض لجان الكونجرس، وبحسب الصحيفة، فإنه في حالة الموافقة، سيتم إنفاق جزء من الأموال على إنشاء مكتب جديد لمهمة مراقبة الجوائح الجديدة، والذي سيعمل على تنسيق جهود استجابة الحكومة الأميركية في المستقبل.

ومن بين المهام التي سيكون المكتب مسؤولاً عنها، الإشراف على مجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إنتاج لقاح ضد أي فيروس يصيب البشر في غضون 100 يوم من تصنيفه كتهديد محتمل، فضلاً عن أن تكون هناك قدرة تصنيعية لإنتاج جرعات كافية لتطعيم العالم بأسره في غضون 200 يوم.

قواعد دولية أكثر صرامة

الصحيفة قالت إنه من أجل تحقيق ذلك، اقترح البيت الأبيض في خطته الجديدة تبسيط عمليات التجارب التي يتم إجراؤها على الأدوية الأميركية والموافقة عليها، ناقلة عن مسؤولين أميركيين أنه يجب على إدارة الغذاء والدواء مثلاً، أن تكون قادرة على الموافقة على التقنيات الأساسية للشركات بشكل كامل، مثل الموافقة بشكل عام على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) التي تستخدمها شركتا "فايزر" و"موديرنا" بدلاً من الموافقة على كل عقار أو لقاح جديد يتم تصنيعه باستخدام تلك التقنية.

كما تدعو الخطة أيضاً إلى وضع قواعد دولية أكثر صرامة بشأن البحث العلمي المتعلق بالعوامل البيولوجية الخطرة، وهو الأمر الذي دعا إليه العديد من الخبراء مع استمرار الجدل حول منشأ وباء كورونا. وتهدف الخطة إلى جعل الوباء العالمي القادم أقصر وأقل فتكاً.

وذكرت "فايننشال تايمز" أن بايدن كان قد أعاد بالفعل تشكيل فريق لأمن الصحة العالمية داخل مجلس الأمن القومي الأميركي والذي تم حلّه إبان إدارة ترمب، إذ يقول المسؤولون إن هذا الفريق الجديد سيقوم بالمزيد من العمل عبر أجزاء مختلفة من الحكومة الأميركية، بما يشمل العمل مع الجهات المُنظِمة، والقطاع الخاص.