انتهت أطول حرب أمريكية في الخارج بانسحاب قواتها من أفغانستان لكن ستار النهاية يفتح بداية غير مسقوفة لتحديات جسيمة بوجه إدارة جو بايدن.

أوفى بايدن بالوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإنهاء أطول حرب أمريكية، لكن بينما انتهت بعملية إجلاء فوضوية دموية تركت وراءها مئات من العالقين من المواطنين الأمريكيين وآلاف الأفغان، ظل الرئيس متواريا عن الأنظار، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.



وأشارت الوكالة، في تحليل نشرته عبر موقعها الالكتروني، إلى أن بايدن أصدر بيانا مكتوبا أشاد فيه بالجنود الأمريكيين الذين أشرفوا على الجسر الجوي لنقل أكثر من 120 ألف أفغاني ومواطن أمريكي، وحلفاء آخرين بسبب "شجاعتهم التي ليس لها مثيل، وبراعتهم، وعزيمتهم"، وأن لديه المزيد ليقوله الثلاثاء.

ورأت "أسوشيتد برس" أن الحرب ربما تكون قد انتهت، لكن مشكلة بايدن بشأن أفغانستان لم تنته، لافتة إلى أن الرئيس لازال يواجه تحديات جسيمة وليدة النهاية المتعجلة للحرب، بما في ذلك كيفية المساعدة في إجلاء نحو 200 أمريكي وآلاف الأفغان الذين لا يزالون بأفغانستان، وإعادة توطين عشرات الآلاف من اللاجئين ممن تمكنوا من الهرب، والتدقيق القادم للكونجرس بشأن الوضع المحرج الذي وجدت فيه واشنطن نفسها بسبب الانهيار السريع للحكومة الأفغانية.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن طي صفحة أفغانستان هدف مهم بالسياسة الخارجية بالنسبة لبايدن الذي كثيرًا ما أثار مسألة إعادة توجيه الاهتمام الأمريكي تجاه التحديات المتنامية التي يشكلها الخصوم، وتحويل تركيز عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية إلى مناطق تشهد تهديدات أكثر قوة.

لكن خلال جهود إنهاء الحرب وإعادة تعيين الأولويات الأمريكية، ربما قوض بايدن مبدأ أساسيا لحملته الانتخابية لعام 2020، وهو الوعد بدخول حقبة من التعاطف والتعاون الأكبر مع الحلفاء في السياسة الخارجية الأمريكية بعد أربعة أعوام من نهج "أمريكا أولا" الذي اتبعه سلفه دونالد ترامب، بحسب المصدر نفسه.

ولفتت "أسوشيتد برس" إلى غضب الحلفاء – بينهم مشرعين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا – من إصرار بايدن على التمسك بالموعد النهائي (اليوم) للإجلاء، بينما كافحوا لإخلاء مواطنيهم وحلفائهم الأفغان.

وداخليًا، دعا مشرعون جمهوريون لفتح تحقيق بشأن كيفية تعامل إدارة بايدن مع مسألة الإجلاء، حتى أن الديمقراطيين أيدوا التحقيقات بشأن الخطأ الذي حدث في الأشهر الأخيرة المصيرية.

وفي الوقت نفسه، أثار التفجير الانتحاري الذي استهدف، مؤخرا، محيط مطار العاصمة الأفغانية كابول وأسفر عن مقتل 13 جندي أمريكي وأكثر من 180 أفغانيا، مخاوف جديدة بشأن أن تصبح أفغانستان أرضية خصبة للإرهابيين.