أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن مهارات الجاليات الأجنبية المتعددة وتجاربها ومساهماتها مهمة في دفع الاقتصاد البحريني لتحقيق نمو مستدام في القرن الحادي والعشرين من أجل الحفاظ على التنوع الثقافي الذي يتميز به المجتمع البحريني القائم على قيمنا ورؤانا المشتركة. فيما كشف صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك عن تنظيم فعالية في لندن خلال شهر مايو المقبل تستعرض التطورات والإصلاحات في البحرين، مضيفاً «أنا أؤمن أن ما يجري هنا ليس فقط مصدر أمل للعديد من الأشخاص حول العالم ولكن شيء يجب أن تفخر به البحرين ويجب أن تتحدث به على الملأ».
وشدد عاهل البلاد المفدى، في كلمة سامية لدى استقباله في قصر الصخير أمس صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك بمناسبة زيارته لمملكة البحرين، كما استقبل بحضور دوق يورك عدداً من ممثلي الجاليات الأجنبية والمقيمين في مملكة البحرين، على أن البحرين سوف تبقى وفية لتقاليدها بتوفير مناخ ملائم لاستقبال شركائنا من كل أرجاء العالم ولدينا رغبة كبيرة أن تجد الأجيال القادمة من الجاليات الأجنبية البحرين بلداً يوفر الحفاوة وحسن الاستقبال.
وأشار إلى أن البحرين استقبلت «منذ مئات السنين، إن لم نقل الآلاف كل الذين يأتونها ليعيشوا فيها كوطن لهم ويتقاسمون معنا حياتنا»، مؤكداً أن الحجم الكبير للجاليات الأجنبية في البحرين يؤكد تواصل هذا التقليد الحميد.
وأضاف جلالته «هم يلعبون دوراً بناء في بناء اقتصادنا المتطور ويعملون جنباً إلى جنب مع أصدقائهم وزملائهم البحرينيين من أجل مصالح مجتمعنا المشترك»، موضحاً «لقد تعودنا على المستوى المتميز لتفاني الجاليات الأجنبية في مهنهم من أجل دعم مسيرة التقدم والتنمية في مملكة البحرين».
وقال «لقد قدمتم مساهمات كبيرة في دعم علاقات البحرين ببلدانكم الأصلية الممتدة لقرون .. يواصل مجتمعنا الاستفادة من تواجدكم هنا ومساهماتكم. لكننا لا نهمل تفانيكم في العمل بل نقدره عالياً».
وأكد عاهل البلاد المفدى أن صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك «لعب منذ وقت طويل دوراً مهماً في الارتقاء بالعلاقات الوثيقة التي تربط المملكة المتحدة بمملكة البحرين ونحن نقدر له عالياً جهوده المتواصلة في هذا المجال».
ونقل دوق يورك إلى جلالته تحيات صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وشمال أيرلندا وصاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي العهد وخالص تمنياتهما للبحرين المزيد من الازدهار والتقدم.
وفي بداية اللقاء رحب جلالة الملك المفدى بصاحب السمو الملكي الأمير أندرو، وكلفه جلالته بنقل تحياته وتقديره إلى صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية وصاحب السمو الملكي الأمير تشارلز.
وأشاد بعلاقات الصداقة والتعاون التاريخية المتنامية التي تربط البلدين الصديقين، مؤكداً تطلع مملكة البحرين وحرصها على توثيق هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وفيما يلي نص الكلمة السامية لجلالة الملك المفدى:
صاحب السمو الملكي الأمير اندرو
الضيوف الكرام
إنه من سعادتنا أن نستقبلكم اليوم في قصر الصخير وخاصة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير اندرو.
لقد لعب صاحب السمو الملكي منذ وقت طويل دوراً مهماً في الارتقاء بالعلاقات الوثيقة التي تربط المملكة المتحدة بمملكة البحرين ونحن نقدر له عالياً جهوده المتواصلة في هذا المجال كما نود أن نشكر كل الذين ساهموا في تنظيم هذا اللقاء.
لقد استقبلت البحرين منذ مئات السنين، إن لم نقل الآلاف كل الذين يأتونها ليعيشوا فيها كوطن لهم ويتقاسمون معنا حياتنا.
إن الحجم الكبير للجاليات الأجنبية في البحرين تؤكد على تواصل هذا التقليد الحميد. وهم يلعبون دوراً بناء في بناء اقتصادنا المتطور ويعملون جنباً إلى جنب مع أصدقائهم وزملائهم البحرينيين من أجل مصالح مجتمعنا المشترك. لقد تعودنا على المستوى المتميز لتفاني الجاليات الأجنبية في مهنهم من أجل دعم مسيرة التقدم والتنمية في مملكة البحرين.
لقد قدمتم مساهمات كبيرة في دعم علاقات البحرين ببلدانكم الأصلية الممتدة لقرون .. يواصل مجتمعنا الاستفادة من تواجدكم هنا ومساهماتكم . لكننا لا نهمل تفانيكم في العمل بل نقدره عالياً.
وبما أننا نواصل تقدمنا في إنجاز رؤيتنا في تقدم وتطور مملكة البحرين نعتبر أن مهاراتكم المتعددة وتجاربكم ومساهماتكم مهمة في دفع الاقتصاد البحريني لتحقيق نمو مستدام في القرن الحادي والعشرين من أجل الحفاظ على التنوع الثقافي الذي يتميز به المجتمع البحريني القائم على قيمنا ورؤانا المشتركة.
سوف تبقى البحرين وفية لتقاليدها بتوفير مناخ ملائم لاستقبال شركائنا من كل أرجاء العالم ولدينا رغبة كبيرة أن تجد الأجيال القادمة من الجاليات الأجنبية البحرين بلداً يوفر الحفاوة وحسن الاستقبال.
وشكراً.
فعالية إصلاحات البحرين بلندن في مايو
وكشف صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك عن تنظيم فعالية في لندن خلال شهر مايو المقبل تستعرض التطورات والإصلاحات في البحرين للعالم ولبعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا عليها، مضيفاً «أنا أؤمن أن ما يجري هنا ليس فقط مصدر أمل للعديد من الأشخاص حول العالم ولكن شيء يجب أن تفخر به البحرين ويجب أن تتحدث به على الملأ».
وأشار دوق يورك، في كلمة له أمام جلالة الملك المفدى، إلى أن البحرين تمر بعملية إصلاح أخذ جلالة الملك المفدى على عاتقه من خلالها زيادة وتطوير العمل السياسي في المملكة، مضيفاً «ولطالما وصفت الديمقراطية بأنها عبارة عن مجموعة من المتغيرات يتم تطبيقها وممارستها على عدد من المواقف المختلفة».
وقال إن «أحد العناصر المهمة لممارسة الديمقراطية هو بناء مؤسسات وأنشطة يمكن من خلالها التحكم أكثر بهذه المتغيرات».
وأكد دوق يورك أن «القيادتين في البلدين تعملان بشكل مشترك لخلق فرص للجميع».
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك أمام جلالة الملك المفدى:
جلالة الملك ... أصحاب السمو ... السيدات والسادة
إنه من دواعي الشرف أن أتواجد معكم اليوم وذلك لعدة أسباب منها إن العائلة المالكة في بريطانيا والعائلة المالكة في البحرين تربطهما علاقة وطيدة وأنا سعيد لاستطاعتي زيارة البحرين بشكل منتظم وأن أحظى بفرصة أن أناقش عدداً من مجريات الأمور هنا وفي المملكة المتحدة أيضاً.
إن البحرين تمر بعملية إصلاح أخذ جلالة الملك المفدى على عاتقه من خلالها زيادة وتطوير العمل السياسي في المملكة.
ولطالما وصفت الديمقراطية بأنها عبارة عن مجموعة من المتغيرات يتم تطبيقها وممارستها على عدد من المواقف المختلفة.
وإن أحد العناصر الهامة لممارسة الديمقراطية هو بناء مؤسسات وأنشطة يمكن من خلالها التحكم أكثر بهذه المتغيرات.
في المملكة المتحدة قد يكون كثير منكم سمع بجائزة دوق أدنبرة وبوسام الأمير، في البحرين هناك جائزة الملك حمد، هذه الجوائز وجدت لتستثمر في شعب البحرين الفتي، إنها تتعلق بتطوير الفرص للشباب البحريني ليتمكن ليس فقط من تحمل المسؤولية لبلده ولكن لتطويع هذا الشباب ليكونوا ذوي نفع لمجتمعهم.
هذه التشريفات لا تقتصر على قطاع واحد بل هي لجميع أفراد المجتمع وسوف نعطي تفاصيل أوفى حولها لاحقاً.
ولكن إضافة إلى ذلك فإنه في وقت لاحق من شهر مايو سيكون هناك فعالية في لندن لنستعرض للعالم ولبعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا على التطورات والإصلاحات في البحرين وأنا أؤمن أن ما يجري هنا ليس فقط مصدر أمل للعديد من الأشخاص حول العالم ولكن شيء يجب أن تفخر به البحرين ويجب أن تتحدث به على الملأ.
فقط خلال الأسبوع الماضي في لندن البارونة فارسي والحكومة البريطانية نظمت مؤتمراً حول الصيرفة الإسلامية مع البحرين.
وهذه أمثلة صغيرة على أوجه التعاون بين البحرين وبريطانيا، وإن القيادتين في البلدين تعملان بشكل مشترك لخلق فرص للجميع.
فهو شرف كبير أن أتواجد هنا اليوم وأن أتوجه بالشكر للجالية البريطانية الكبيرة هنا التي كانت جزءًاً من ذلك وأنا سعيد بسبب التعاون المشترك حول الجوائز المختلفة لدينا في المملكة المتحدة أن أتواجد هنا.
فإنه شرف كبير أن أكون هنا وأن أرحب بهذه المبادرة لأنها أمر مهم جداً للجميع ليس فقط هنا ولكن للعمل المشترك بين الناس.
شكراً
نمط حياة يفوق ما توفره بلداننا
ثم ألقت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيسون كلمة بالنيابة عن ممثلي الجاليات المقيمة في البحرين:
صاحب الجلالة أصحاب السمو الملكي أصحاب السعادة السيدات والسادة الأولاد والبنات
إننا نشعر بسعادة غامرة وشرف عظيم أن يتم استقبالنا اليوم من قبل جلالة الملك
أود أن أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير اندرو دوق يورك، وأشكر الجاليات الأجنبية على قدومهم اليوم بعد إذن جلالة الملك.
أود أن أشكر كل البحرينيين الذين التحقوا بنا اليوم لكي نستطيع معاً أن نحيي جلالة الملك كعائلة واحدة -- العائلة البحرينية --
إن ضيوفنا البحرينيين هم أولئك الذين ساعدونا دائماً ودعموا أنشطة جالياتنا في كل الأوقات خاصة في الاحتفالية التي أقامها اتحاد الجاليات الأجنبية يوم السادس من ديسمبر بعنوان / شكراً البحرين / للاحتفال بالعيد الوطني.
لقد كنا فخورين جداً كوننا ساهمنا في شكر البحرين وإن شاء الله سيكون احتفالنا أكبر هذه السنة. صاحب الجلالة أود أن أرفع جدير الشكر والتقدير لهم جميعاً.
أود أن أشكر كذلك صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الذي قدر عالياً مساهمات الجاليات الأجنبية في مسار التنمية الشاملة والذي دائماً يجد الوقت للاستماع لمشاغلهم ويؤكد حرصه الشديد على توفير العيش الكريم لهم. لقد أكد لنا أننا سنبقى دائماً أفراداً من العائلة البحرينية الواحدة.
كما نتوجه بعظيم الامتنان والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الذي وضع تطلعات الجاليات الأجنبية في الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030 وهو ما يجعلنا بسعادة أكبر للمساهمة في تحقيق رؤيته.
وأضافت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية في كلمتها «كما أود أن أتوجه بجزيل الشكر لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة اللذين كانا دائماً يدعمان كل الأنشطة التي يقوم بها اتحاد الجاليات الأجنبية. لقد أقيمت فعالية «شكراً البحرين» تحت إشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد الذي كان دائماً معنا وشجعنا وألهمنا. لقد كان الشيخ ناصر والشيخ خالد مستعدين للوقوف بجانب الجاليات الأجنبية وأود أن أشكرهما من صميم قلبنا لأن تفانيهما في خدمتنا جعلنا نشعر حقاً بأننا جزء لا يتجزأ من العائلة البحرينية الواحدة.
صاحب الجلالة، إن الحضور اليوم - أجانب وبحرينيين - ننتمي للعائلة البحرينية الواحدة وفخورين أن نحييكم كأب لهذا الوطن... وطننا... مملكة البحرين.
إن هذه المملكة استقبلتنا بالأحضان وأعطتنا الحب والاحترام والحقوق والحرية كما لم تفعل أي دولة أخرى في المنطقة.
كأجانب نعتبر أن الحريات ونمط الحياة الذين نتمتع به هنا يفوق كثيراً ما توفره بلداننا الأصلية.
صاحب الجلالة لقد أعطيتم الكثير لجاليتنا ونود أن نرد بالمثل لمملكة البحرين كونها عائلتنا.
لقد حاولنا أن نقوي أواصر الحب والتسامح والاحترام المتبادل لكي نتمكن من العيش في جو من السلام والانسجام. لقد أردنا أن يتمكن أبناؤنا أن يتعلموا من بعضهم البعض وينمو أبناؤنا من أجل الحصول على مستقبل ناجح ومزدهر.
«إن أحلامنا ورغبتنا الكبيرة في النجاح دعمت بالتزام ونصائح صاحب السمو الأمير اندرو الذي التحق بالجالية الأجنبية ليقدم هدية للناشئة في البحرين.
إننا فخورون بالإعلان عن جوائز الملك حمد، وإن برنامج جوائز الملك حمد، الأول من نوعه في المنطقة، يمثل بادرة أخرى تتميز بها البحرين التي دائماً ما كانت الأولى في مجالات التعليم ومشاريع التنمية.
إن جوائز الملك حمد سوف لن تبق في البحرين فقط بل ستكون عالمية وستنشر روح العائلة البحرينية الواحدة سوف تمنح هذه الجوائز للبحرينيين والأجانب كأخوة وأخوات إن جوائز الملك ستساعد في تدريب وتحفيز أبنائنا وتنمي مهاراتهم ومعارفهم وثقتهم بأنفسهم لكي يستطيعوا أن ينجعوا في هذا المجتمع الكوني إننا سعداء بالإعلان أن صاحب السمو الأمير اندرو دوق يورك سيبقى الرئيس العالمي لجوائز الملك حمد ونحن ممتنون بدعمه هذا.. إن هذه الخطوة سوف تقوي العلاقات الخاصة والتاريخية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة وهو المشروع المثالي للاحتفال بمرور 200 سنة منذ انطلاق العلاقات الثنائية.
صاحب الجلالة كما قال السير ونستون تشرشل إن «إمبراطوريات المستقبل هي إمبراطوريات العقل» ونعتقد أن جوائز الملك حمد تمثل إمبراطوريات لبناء مستقبلنا.
إننا نعيش في البحرين التي هي مجتمع متعدد الثقافات وديمقراطي. لقد ولد الكثير من أفراد الجاليات الأجنبية في مجتمعات ديمقراطية ولذلك هم يفهمون أنهم مع الحقوق الديمقراطية هناك مسؤوليات. صاحب الجلالة إننا مستعدون أن نتحمل مسؤولياتنا ونقوم بواجباتنا نحو هذا الوطن من أجل المصلحة العامة للمجتمع.
نـــود أن نتقدم بطلب التمتع بحقنـــا أن نكون ممثلين رسمياً في البرلمان ومجلس الشورى، مثل ما هو الأمر في المملكة المتحدة ذات المجتمع المتعدد الذي تتمتع فيه الأقليات بالتمثيل في مجلس اللوردات والبرلمان الأوروبي ومؤسسات أخرى وهناك اعتراف بحقوقهم. إن الجاليات الأجنبية في البحرين تمثل نسبة كبيرة من السكان ونعتقد أن الوقت قد حان للاعتراف بحقوقنا بهذه الطريقة.
إننا يا جلالة الملك نتقدم بهذا الطلب ليس رغبة منا في المشاركة في المسائل السياسية المحلية بل لأننا اضطررنا أحياناً لذلك بسبب أولئك النشطاء السياسيين المتطرفين واستمرارهم في ارتكاب أعمال العنف والتخريب. إن أطفالنا يشاهدون أعمال العنف والتخريب يومياً وهم في غدوهم ورواحهم إلى مدارسهم . يجب أن نكون واضحين ونقول إن هذا الذي يحدث غير منطقي كما يجب حماية كل أطفالنا على حد سواء، بحرينيين ومقيمين على حد سواء من مثل هذه الأعمال الشنيعة حيث إن أطفالنا يكبرون وهم يعتقدون أن العنف عمل عادي وهو ما قد يرسخ فيهم هذه الذهنية ويجعلهم يمارسون العنف عندما يكبرون. والمؤسف حقاً أن أطفالنا يسافرون إلى الخارج ويروون قصص العنف التي يعيشونها وهو ما يعطي انطباعاً خاطئاً وسلبياً عن الحياة في مملكة البحرين.
إننا يا جلالة الملك إنما نطالب بكل بساطة بحقنا في حماية كل أطفالنا وخدمة المجتمع وحماية صورة مملكة البحرين. إننا لنتألم كثيراً ونشعر بكثير من الغضب عندما نسمع ما يسمى برموز المعارضة وهم يقدمون للعالم صورة خاطئة ومعلومات لا أساس لهـــا من الصحة عن الحياة في البحريــن. لقد كانت مملكة البحرين على مر تاريخهــا العريق رائدة في المنطقة على مختلف الأصعدة كما إن حكامها وشعبها قد عرفوا بمناقبهم الراسخة من طيبة وكرم الضيافة وحسن وفادة الأجانب بل إن كرم الضيافة يكاد يكون طبيعة ثانية في شعب البحرين حتى إنه يصعب على المرء مفارقة مملكة البحرين لما تتسم به من طيب العيش ودفء المعاملة.
إننا نسمع اليوم الكثير عن «الحرية» و«حقوق الإنسان» في مختلف أنحاء العالم غير أن هذه المفاهيم غير جديدة بالمرة على مملكة البحرين . ففي سنة 1900 تقريباً شيدت أول كنيسة على مستوى الخليج في مملكة البحرين فقد أنشأها القساوسة الأمريكيون ما مثل إضافة إلى النسيج الديني من مسلمين ويهود وهندوس وبوذيين وسيخ حيث كانت كل هذه الجاليات تتعايش في كنف السلام وتتعبد وتقيم شعائرها بكل حرية على مدى قرون.
لم يكتشف بقية العالم مفاهيم الحرية والمساواة إلا في سنة 1948م عندما أطلق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لقد حصلت الكثير من الشعوب في العالم الآن على حقوقها التي كانت فيما مضى حلماً صعب المنال غير أن مملكة البحرين - هذه الجزيرة الصغيرة في منطقة الخليج العربي - ظلت تعيش هذا الحلم على أرض الواقع على مدى قرون كاملة. لقد قامت مملكة البحرين على أساس التسامح والاحترام المتبادل في وقت كانت فيه أغلب دول وشعوب العالم الأخرى تكافح من أجل نيل أبسط حقوقها الأساسية علماً وأن الكثير من مناطق العالم لاتزال الشعوب فيها تكافح حتى اليوم من أجل أبسط حقوقها وحرياتها أما في البحرين فإن مثل هذه الحقوق والحريات باتت من الأمور المسلم بها.
لاتزال البحرين اليوم برؤيتها التقدمية والليبرالية المنفتحة تقود المنطقة في النهوض بواقع حقوق الإنسان التي لا تشمل المواطنين فقط بل إنها تمتد لتشمل كل من يعيش على أرضها. إن مملكة البحرين تقول لنا جميعاً اليوم «نحن جميعاً سواسية».
لقد منحتنا مملكة البحرين العديد من الحقوق والحريات وقد سعينا لإيجاد طريقة نعبر فيها لمملكة البحرين عن عظيم امتناننا واعترافنا بالجميل وهو ما دعانا إلى إطلاق فعاليات «شكراً البحرين».
والتي أثبتت نجاحها وشعبيتها حيث إن ما يناهز 40 ألف بحريني ومقيم قد تجمعوا للمشاركة والاحتفال معاً. مع ذلك لم تصل فعاليات «شكراً البحرين إلى العالم» لذلك فإننـــا يا جلالة الملك قد أطلقنا مبـــادرة أسميناها «هذه البحرين» وهى عبارة عن معرض ومؤتمر سيتم تدشينهما في لندن في مركز الملكة إليزابيث في وستمنستر. إننا سنروي من خلال هذه الفعالية المنتظرة في لندن للعالم قصتنا تحت شعار «عائلة واحدة، بحرين واحدة».
لقد أشركنا كل المؤسسات الدينية من مختلف المذاهب والطوائف، إضافة إلــى النوادي والجمعيات والمؤسسات حتى نصور واقع الحياة في مملكة البحرين - مملكة البحرين التي ننعم فيها جميعاً بالحريات ونتعايش فيها في كنف السلام والانسجام والوئام والوحدة والاحترام المتبادل وهي أيضاً المكان الذي يرتبط فيه البحرينيون وحكامهم ونحن المقيمون بوشائج الحب والود التي ستظل تجمعنا دائماً كعائلة واحدة في بحرين واحدة.
إنه يسعدنا أن يكون دوق يورك الأمير اندرو المتحدث الرئيسي في فعالية «حوار البحرين في مؤتمر لندن» حيث سنقول للعالم أجمع بكل فخر واعتزاز «هذه البحرين» - البحرين الحقيقية التي نفخر بها جميعاً -.
صاحب الجلالة بغض النظر عما عشناه وعن التحديات التي قد نواجهها في المستقبل فإننا نقول ما قاله القس مارتن لوثر كنج «سنتغلب على كل الصعاب».
صاحب الجلالة إننا نقوم بهذا كعربون حب واعتراف بالجميل والأهم من ذلك كله إننا أطلقنا مبادرة «هذه البحرين» لأننا نعتبر أن «البحرين تأتي أولاً» كما إننا نعتقد أن «البحرين جديرة بما هو أفضل.
أود أن أنهي بهذه الكلمات المأثورة عــن المهاتما غاندي «كلما واجهت خصماً لك فتغلب عليه بالحب».
جلالة الملك.. هذه البحرين.
وطننا البحرين
ثم ألقت الطالبتان جابي ولسون وجنيفر جلبيرت كلمة أمام جلالة الملك المفدى:
صاحب الجلالة، أصحاب السمو الملكي، أصحاب السعادة،
أيها السيدات والسادة،
اسمي جابي ولسن
وأنا اسمي جنيفر جلبيرت
لقد مرت ثلاث سنوات تقريباً منذ أن حظينا بشرف مخاطبة جلالتكم واليوم نشعر بشرف أكبر لدعوتكم لنا للحضور أمامكم مرة أخرى.
في ذلك الخطاب، وصفنا رحلة حياة كلينا، نحن اللتان ولدنا في البحرين وكنا جداً محظوظين بقضاء سنواتنا التكوينية في هذه الجزيرة الجميلة. إن العيش في البحرين غرس في نفوسنا شعوراً قوياً جداً من الانتماء لهذا المجتمع والحب لهذه الجزيرة التي نعتبرها «الوطن».
لقد عشنا في البحرين حتى تخرجنا مــن مدرسة سانت كريستوفر، وفي سن الـ18، انتقلنا إلى المملكة المتحدة لمتابعة دراستنا الجامعية.
إن مغادرة الجزيرة التي نسميها وطننــا للذهاب إلى الجامعة كان عاطفياً جداً لكلينا، ومع ذلك، وأينما كنا، لن ننسى أبداً الدروس التي تعلمناها من الشعب البحريني حول الانسجام والطيبة والوداعة. لذلك ليس من المستغرب أنه عند انتهاء فترة دراستنا، فإننا نقضي إجازتنا هنا في البحرين، أو بالأحرى نعود إلى «وطننا».
لقد قدمت لنا النشأة في البحرين العديد من الفرص. كما كنا محظوظين للغاية أن تتاح لنا الفرصة للدراسة في البحرين وفي مدرسة سانت كريستوفر طوال حياتنا المهنية والأكاديمية.
لقد اندمجنا في بيئة أكاديمية قوية تتميز بمجموعة متنوعة غنية من الأنشطة اللاصفية؛ تنوع الطلبة المنتمين إلى أكثر من 70 جنسية، وهو ما يعكس تنوع سكان البحرين.
تستضيف البحرين العديد من المدارس ذات المناهج المختلفة، بما في ذلك البريطانية والأمريكية والآسيوية والعربية، وهذا ما يعزز كذلك تنوع سكان المملكة، ويؤكد الاستعداد الدائم لقبول مختلف العادات والثقافات والأديان في المملكة.
نود أن نعرب عن امتناننا الكبير لحكومة وشعب البحرين لتوفير بيئة ودية، مرحبة وآمنة لكي نعيش ونزدهر.
غالباً ما نُسأل: «من أين أنت؟» ونحن نجيب دون تردد «من البحرين»، - على الرغم من أننا بريطانيتان وقضينا عامين تقريباً هناك للعيش والدراسة. إننا فخوران للغاية أن نقول إن البحرين «وطننا». إننا نتطلع لكل إجازة من أجل العودة إلى «الوطن»!
يتقاسم الكثيرون من الجاليات الأجنبية معنا هذا الشعور الراسخ بالانتماء والولاء لهذا الوطن – ولهذه الأسباب تعتبر البحرين بلداً موحداً وفريداً من نوعه.
نود أن نشيد بالدور الفعال الذي لعبه جلالة الملك حمد والحكومة البحرينية الموقرة في قيادة المملكة نحو مستقبل المملكة. لقد تم بناء هذا البلد على أسس التكافل الاجتماعي، والقوة والإيمان - وتحت قيادتكم، ستواصل البحرين هذا النهج الخير.
إننا مدينون للبحرين كثيراً على إتاحة الفرصة لنا لقضاء طفولتنا، وسنواتنا التكوينية – وهي أفضل سنوات حياتنا - في هذه الجزيرة الرائعة. نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن ما حققناه اليوم كان بفضل هذه الجزيرة التي تربينا فيها.
لقد أكدنا في خطابنا السابق أنه بإمكانك أن تأخذ الشخص من البحرين....... ولكن لا يمكنك أن تأخذ البحرين من قلبه، واليوم نؤكد من جديد أن هذا جد صحيح.
شكرا لك يا صاحب الجلالة، ولمملكة البحرين، على كل ما تعنونه بالنسبة لنا، وما قمتم به من أجلنا.
سوف تبقون دائماً في قلوبنا.
شكراً جزيلاً لكم.