إن من أهم المشاريع الرئيسة والمستقبلية التي يمكن من خلالها دعم المرأة بشكل صريح وقوي، هو تمكينها بطريقة متساوية ومتوازية مع أخيها الرجل على صعيد العمل الدبلوماسي. فالعمل الدبلوماسي هو المعيار الأكبر والأكثر تأثيراً بين بقية المعايير الخاصة بتمكين المرأة، بل ربما يكون هو المستقبل الحقيقي للمرأة البحرينية في مجال التمكين الفاعل.

قبل أيام بسيطة فقط، اعتمد المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة خلال اجتماعه الأخير، موضوع يوم المرأة البحرينية للعام المقبل 2020 للاحتفاء بالمرأة البحرينية في «مجال العمل الدبلوماسي»، كما أقر المجلس التسمية النهائية للنموذج الوطني، في ضوء اكتمال كافة مفرداته ليكون نموذجاً متكاملاً لتحقيق «التوازن بين الجنسين في التنمية».

لقد شهدت البحرين طفرة كبيرة ومنذ أعوام مضت من تمكين المرأة البحرينية على الصعيد السياسي والدبلوماسي، سواء من خلال العمل عبر سفراتنا في الخارج، أو بتوليها مناصب مهمة في الخارجية، أو بتمثيلها البحرين على المستوى الدولي في الشأن الدبلوماسي، وهذا يتطلب لتنمية هذا المسار من أن تتواصل الجهود بين كل من المجلس الأعلى للمرأة ووزارة الخارجية وبعض الجهات ذات الصلة لأجل تمكين المرأة دبلوماسياً، وأن يتحقق التوازي بين الجنسين في هذا المجال الحيوي الهام من خلال برامج المجلس الأعلى وبالتعاون مع شركائه الحقيقيين في مجال الدبلوماسية.

ربما تعتبر التساؤلات المهمة التي طرحتها صاحبة السمو الملكي خلال الكلمة السامية في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي تحت عنوان «المشاركة السياسية للمرأة... العدالة والتنافسية العالمية» في الرابع عشر من نوفمبر 2018 من أهم الأسئلة الجريئة والصريحة الداعية إلى تعزيز دور المرأة وتمكينها على الصعيد السياسي، والذي يعتبر الخطوة الممهدة لدخولها للعمل الدبلوماسي، تلكم الأسئلة المتعلقة بردم الفجوة بين النصوص الدستورية والقانونية وبين الثقافات والأعراف، وكذلك تساؤلات سموها عن مدى نجاح التنشئة الأسرية والمناهج التعليمية وبرامج مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والأحزاب ومنابر الفكر والإعلام في تطوير قناعات المجتمع فيما يخص تميكن المرأة سياسياً. وهناك أيضاً مجموعة من الأسئلة المهمة كالتدابير المتعلقة بالتمثيل السياسي المناسب للمرأة، وشمولية هذا التمثيل، وعدم التركيز على المساهمات كتدرجها في المناصب القيادية.

إن اختيار عنوان المرأة والعمل الدبلوماسي كموضوع في يوم المرأة البحرينية للعام المقبل يعتبر اختياراً موفقاً وصائباً جداً، فتمكين المرأة لا يقتصر على وظائف يحددها المجتمع والعرف وغيرها من المصادر الثقافية القديمة، وإنما يكون تمكينها من خلال تمكينها دبلوماسياً ليكون صوت المرأة البحرينية في العالم عالياً، وحين يكون مسموعاً ومرتفعاً ومنتجاً أيضاً.