تعجبني صرامة التعامل مع الفساد في مملكة البحرين بمختلف أنواعه، وأرى أن ذلك يؤسس لدولة قوية جداً يصعب اختراق قوانينها، فالفساد آفة لعينة ما إن تحط بمكان إلا استشرت وانتشرت به، حتى يصبح الفساد صفة سائدة.

ومحاربة الفساد في مملكة البحرين ليس مجرد شعارات بل هو واقع، ومن وجهة نظري المتواضعة أن إنشاء خط ساخن لمكافحة الفساد «نزاهة» هو أحد الأوجه للتصدي لمختلف أنواع الفساد بمساعدة المواطنين.

فعلى الرغم من أنني أؤمن إيمانا قاطعا بقدرة مؤسسات الدولة على التصدي لمختلف أنواع الفساد، إلا أن عين المواطن الراصدة هي احدى أهم القنوات للتصدي للفساد وإيقافه. وهي المساند والمساعد في رصد حالات الفساد والتبليغ عنها عبر استخدام القنوات الصحيحة والمناسبة كالخط الساخن لمكافحة الفساد والذي يضمن السرية التامة للمبلغ.

لأننا نعيش في مجتمع متعايش، آمن، تسوده المحبة والطيبة، قد تغيب عنا مظاهر الفساد، وقد لا تسعفنا نوايانا الطيبة من التعرف على الفساد، لا سيما إذا كان هذا الفساد مغلف بغلاف العفة والأمانة، والنخوة، والمساعدة.

يستغل هؤلاء الفاسدون حاجاتنا التي جبلنا عليها، يوهمونا بحياة أفضل، يزينون لنا الأفعال، ويوعدونا بغد أجمل، ويؤكدون لنا أن العقوبات لن تطالنا ولن تعرف طريقنا، يحاولون إقناعنا أن الجميع يمارس هذا الفعل، أو يستخدمون ألفاظاً مزخرفة ليغطوا على أفعالهم، كلمات خارجة عن قناعاتنا ككلمة «إكرامية عوضاً عن رشوة»، أو «عمولة عوضاً عن غش»، وألفاظ أخرى لا تتوافق مطلقاً مع الفساد الذي يقومون به.

* رأيي المتواضع:

للفساد أوجه كثيرة، فالفساد يكمن في منح شخص شيء لا يستحقه، وضع شخص في منصب لا يتناسب مع مؤهلاته وخبرته واستغلال الوظيفة والنفوذ، في تمرير معاملة مخالفة، في منح أولوية لفئة معينة أو أشخاص معينون، في تزييف وتزوير، في تغافل عن أمور مخالفة، في غسيل أموال، في الاتجار بالبشر، في اللعب على ثغرات القانون، في سرقة المال العام والاختلاس، في عدم حسن التصرف الإداري والمالي، في تسريب معلومات هامة بمقابل مادي او معنوي، في التلاعب بالممتلكات العامة.

مهما اختلف حجم الفساد، تكون عواقبه وخيمة على المجتمع والوطن، فلكل شخص محب لوطنه أن يكون مواطناً صالحاً ويساهم في مكافحة جميع أشكال الفساد.