لا يمكن منع أحد من الاعتقاد بأن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة سببه الأساس هو التجمعات التي أقيمت بمناسبة عاشوراء، ففي مثل هذه التجمعات يسهل انتقال الفيروس من حامليه إلى الآخرين. ولأن الأعداد المشاركة في هذه التجمعات كبيرة والتباعد فيها صعب فالمنطقي هو أن تكون فرص انتقال الفيروس وتمكنه كبيرة أيضاً. ولعل المثال الأوضح هنا هو العراق الذي لاحظ العالم ارتفاع أعداد المصابين فيه بكورونا بعد عاشوراء مباشرة حيث صارت بالآلاف بعدما كانت بالمئات، وازدادت حالات الوفيات. ما حصل هو أن مثيري الفتنة عمدوا من حيث يقيمون في الخارج إلى الترويج لفكرة أن هناك من يسعى إلى التأثير سلباً على عاشوراء وأنه ينبغي لمنعه من النجاح في سعيه الإصرار على التواجد والمشاركة بفاعلية، واعتبروا التخلف عن ذلك إساءة إلى الحسين وآل البيت الكرام. وزادوا بأن هناك من يدير حرباً على الحسين والشعائر! ولأن الفيروس لا يتدخل في مثل هذه الأمور ولا علاقة له بالسياسة لذا فالطبيعي هو أن يستغل الفرصة ليتمكن. وهكذا كان.

لو أن الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا على قناعة بأن التجمعات لا علاقة لها بانتقال الفيروس لما تحفظ على إقامة أي تجمع ديني أو غير ديني ولسمح بإقامة المباريات والاحتفالات مبكراً ولما اتخذ جل القرارات التي اتخذها. ما حصل لا يليق بالبحرين، ولكنه للأسف حصل رغم معرفة المشاركين في تلك التجمعات بأن واحداً زائد واحد يساوي اثنين، ورغم معرفتهم بأنه لا شيء يمنع من انتقال الفيروس وأن هذا الأمر لا علاقة له بالاعتقادات الدينية. وحصل رغم كثرة الرسائل والنصائح التي وفرها الأطباء الذين تعودوا المشاركة في هذه المناسبة. القلق الذي سببه ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس بعد هذه المناسبة جعل الكثيرين يطالبون الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة وفرض قراراتها. على الأقل كي لا تعود الظروف نفسها في العام المقبل.