دائماً ما نبحث عن البدايات ونمني النفس بالتغيير إلى الأفضل، والكثير منا يبحث عن فرصة أو مناسبة لكي يعتبرها البداية والخطوة الأولى نحو التغيير، والتغير سنة من سنن الحياة وطبيعة في الإنسان وما من كائن حي إلا ويمر بمراحل ومتغيرات بشكل أو بآخر، وما يميز الإنسان أنه هو من يختار الوقت ونوع التغيير وحتى الأسلوب على عكس بقية الكائنات والمخلوقات التي يفرض عليها التغيير فرضاً.

ولكن بالمقابل يجب أن نكون منتهزين للفرص بل ونعمل على إيجادها وصنعها وإن لم تكن موجودة نخلقها من العدم، فهي الضامن لاستمرارية الحياة وهي السلاح الذي نواجه به المصاعب تارة والروتين القاتل تارة أخرى.

فالطالب يشجع نفسه على بداية جديدة يغير من خلالها مستواه التعليمي للحصول على درجات ونسبة نجاح، والباحث عن عمل دائماً ما يخلق التفاؤل بالحصول على الوظيفة المطلوبة في صباح كل يوم، وقس على ذلك العديد والعديد من الأمثلة والصور.

ولكن أحياناً تأتي الظروف لتهيئ لك الفرصة المواتية للتغيير الكلي، وها نحن في شهر رمضان المبارك واليوم هو ثاني أيام هذا الشهر الفضيل والفرصة مواتية لكل من يرى بأن حياته تستحق التغيير فليبدأ من اليوم، لكل إنسان تتملكه العصبية وعدم القدرة على التحمل ابدأ من اليوم على الصبر وطول البال لتترك العصبية إلى الأبد، لكل عاشق للسرعة في الطرقات وبين المركبات هذه الفرصة أمامك لتغير من طبعك واستهتارك بأرواح الناس، لكل قاطع للرحم يستثقل الزيارات العائلية ها هي الفرصة أمامك مواتية، لكل مدخن لقد حانت الفرصة، لكل من لا يمارس الرياضة ابدأ من الآن، نعم لن تجدوا مثل هذا الشهر الفضيل أفضل بداية للتغير نحو الأجمل والأفضل.

لتكن البداية من داخلنا ومن أعماقنا، ولنستغل هذا الشهر الفضيل لنكون فضلاء في أخلاقنا كما نحن كرماء في عطائنا، وليكن رمضان بداية لكل خير.