أكد الأستاذ بقسم إدارة الابتكار والتقنية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي أن الإبتكار المستدام في المدن بات متطلباً ضرورياً لمستقبل تكوين المجتمعات العمرانية، معتبراً العلاقة التفاعلية بين الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص من خلال تبني ونشر التقنيات الخضراء التي تعتمد على الطاقة المتجددة وتحويل النفايات إلى طاقة ضمن نهج الاقتصاد الدائري، ومن خلال تطبيق الأهداف التنموية للاستدامة على الصعيد المحلي، مؤكداً الآثار الإيجابية التي تتربت على إنشاء المدن الذكية مثل مدينة مصدر في أبو ظبي على مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية كنموذج للمدن المستدامة التي تعتمد تقنيات خضراء من مواد متقدمة وطاقة شمسية وتصميم عمراني.

وقال خلال محاضرة نظمتها هيئة دبي للمياه والطاقة عن بعد حول المدن المستدامة والابتكار أن التحول إلى المدن المستدامة يتقضى تغيير ثقافة المؤسسات وبناء المعرفة والاستراتيجيات لمدن مبتكرة خضراء، حين تكوين مجتمعات تقنية قائمة على الابتكار تعد أمراً ضرورياً في ظل تحديات التغيير المناخي وأزمة المياه والطاقة في العالم، موكداً ضرورة وضع أعراف ومقاييس ومعايير ومؤشرات عالمية لإنشاء المدن المستدامة و الذكية، لتحقيق النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أهمية تبادل تلك المعايير بين الدول للوصول إلى مدن صلبة مرنة ذكية مستدامة، مؤكداً أهمية اعتماد نهج الابتكار المفتوح وتعزيز الشراكات الدولية والإقليمية وتبادل المعرفة وتعزيز الممارسات المثلي لبناء نماذج مستدامة للمدن في ظل الجائحة الراهنة، حيث اتضح جليا أهمية الفضاء العام واهمية المدن الصحية ومدن المعرفة للتصدي للاوبئة والكوارث الطبيعة.



داعيا المفكرين والباحثين إلى بحث قضايا وتحديات الاستدامة وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف وتضافر الجهود للتوصل إلى حلول تسهم في تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة والتعافي المستدام لتجاوز تبعات الجائحة العالمية وتحقيق التعافي على مختلف الأصعدة، وبناء مستقبل أكثر استدامة لجميع فئات المجتمع في ظل التحول الرقمي وانتشار تطبيقات التقنية المتقدمة.

وقال: "في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، هناك حاجة ملحّة لاتخاذ خطوات ومبادرات عملية تسهم في تسريع تطبيق مبادئ الابتكار المستدام، مع ضرورة اتخاذ خطوات استباقية والتخطيط لمستقبل أكثر مرونة وتعزيز القدرات من أجل مواجهة التحديات القائمة والمستجدة بكفاءة".