توصل البعض إلى النقطة التي يتبين فيها حقيقة أنه شارك في ارتكاب خطأ في حق هذا الوطن والإعلان عن نهاية «الرومانسية» التي عاشها منذ فبراير 2011 أمر طيب وإن كان متأخراً، فأن تصل متأخراً خير من ألا تصل. والمأمول أن يشاركه أيضاً كثيرون من البعض الآخر الذي لا يزال منغمساً في حالة الرومانسية تلك ومتعلقاً بالأحلام التي لا تتحقق أياً كان حجم النظريات التي يستند إليها، وأياً كانت قدرة من ظل معتقداً أنه العون والسند، والمأمول أيضاً أن يتقبل الجميع -بمن فيهم المتضررون من ذلك- كل الذين يتوصلون إلى هذه الحقيقة ويتخذون قرار مواجهة أنفسهم ومواجهة من تسبب في توريطهم.

ورغم أن الأمور كانت واضحة من البداية، ورغم أن نهاية ذلك التحرك الخطأ كانت واضحة من البداية أيضاً فإن الانخراط في حالة توجيه اللوم والعتب لهذا البعض لا فائدة منه الآن حتى لو كان الضرر الذي تسبب فيه كبيراً، لكنه بالتأكيد مطالب بتوفير المثال تلو المثال على تبينه الحقيقة وعلى عزمه عدم العودة إلى ما تورط فيه كي يجد القبول من الآخرين وليعود جزءاً من الكل؛ فالوطن يستوعب الجميع ويرحب بكل من يصل إلى تلك النقطة.

المتابع لأحوال الذين لا يزالون تحت تأثير من «زهزه» لهم وخصوصاً أولئك الذين اختاروا العيش في إيران لا بد أنه لاحظ كيف وصلوا إلى النهاية المتوقعة، وهي الانقسام ومحاربة بعضهم بعضاً؛ فالذين لا يزالون تحت تأثير مرتضى السندي مستمرون في الاعتقاد أن نهجه هو النهج الصحيح وأن الجلوس إلى جانبه عند التقاط الصور هو السبيل إلى الجنة، أما الذين توصلوا إلى أنهم كانوا مخدوعين وتبيّن لهم أنه يعمل لصالح نفسه ولخدمة أهداف خفية وقرروا التعبير عن موقفهم الجديد فنالوا منه ما نالوا، بل إن بعضهم تعرض لاعتداء جسدي في الشارع العام.

لميس ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.. فالحق أبلج.