مرة أخرى، ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة، تطل علينا قناة الجزيرة القطرية وبتوجيهات من رعاتها ومموليها، باستهداف مملكة البحرين من خلال ادعاءات وفبركات تطال ملف حقوق الإنسان في البحرين، وكأني بسكنة قصور الدوحة لا تغمض جفونهم أو تستريح ضمائرهم إذا عرفوا أن هناك انتهاكاً لحقوق مواطن أو مقيم في البحرين.

انشغال قناة الجزيرة القطرية ومن خلفها بالبحرين، وتحديداً بملفات حقوق الإنسان، لا يمكنها إقناع أصغر طفل، في المنامة أو الرفاع أو المحرق أو سترة، أنها بدافع مهني أو أخلاقي أو حتى إنساني، أما إن كانت كذلك، وهي غير ذلك بالتأكيد، فأين القناة من ملفات الظلم والقهر والاضطهاد والعنصرية التي تمارس بحق مواطنين قطريين؟

وبعيداً عما قد يطول من حديث مما تسعى الدوحة لإحداثه في البحرين من استهداف للأمن والسلم الاجتماعي، ومحاولاتها التقليل من حجم ونوعية الإنجازات التي تتحقق كل يوم، والمكانة التي وصلت لها البحرين اقليمياً ودولياً، خصوصاً في ملفات حقوق الإنسان، فإنه لا مجال أصلاً لمقارنة الوضع الحقوقي والإنساني في البحرين بما يحصل في قطر، والفيصل في ذلك التقارير الدولية الرزينة والموثوقة. أما لماذا الآن؟

في الأساس لم تغب البحرين عن رادار الاستهداف القطري، ممثلاً بقناة الجزيرة، عبر مئات التقارير والأخبار المفبركة، كما أوضح ذلك في إحصائيات موثقة، الوزير علي الرميحي، في أكثر من مناسبة، ما يعني أن التوقيت لما تبثه القناة من فبركات وادعاءات سيكون مفتوحاً في أي وقت ولأي مناسبة.

لكن من المهم التنبيه بأن ما بثته القناة الجزيرة مؤخراً تزامن مع انعقاد أعمال الدورة الـ48 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وما سبقه من ندوات أقيمت بدعم وتمويل قطري واضح، وبالتنسيق مع دول وجهات وأفراد يدورون في فلك الريال القطري ويأتمرون بأوامر من يمولهم في الدوحة.

كما تزامن بث البرنامج أيضاً مع ما ورد من ادعاءات في بيانات الدنمارك والنرويج أمام مجلس حقوق الإنسان، حيث جاء الرد البحريني قوياً وملجماً ومفنداً لكل تلك الادعاءات، وداعياً هذه الدول إلى أن «تولي الاهتمام اللازم لمكافحة الانتهاكات الواقعة لحقوق الإنسان التي تواجهها مجتمعاتها وشعوبها والمتمثلة في الانتهاكات الناتجة عن مظاهر التعصب وكره الأجانب والتمييز العرقي والديني والإسلاموفوبيا».

وأخيراً نقول للمنقادين لرغبات وهلوسات الجزيرة القطرية ويطعنون في وطنهم ويشككون في إنجازاته، لستم أعز وأقرب إلى قطر من أبنائها الذين يقبعون في السجون، فأنتم بالنسبة لها لستم أكثر من دمية تحركها لمصالحها اليوم، وغداً ستنتهي اللعبة وستجدون أنفسكم بلا أرض ولا سقف.

إضاءة

«من جعل نفسه سبوس لعبت فيه الدياي».. مثل بحريني.