أميرة صليبيخ
أميرة صليبيخ زرت مدينة (بالي) الساحرة للمرة الأولى منذ فترة. ولم تكن الرحلة من ضمن مخططاتي، بل ظهرت فجأة وكأن القدر يدفعني لأسافر إليها. ولأني لم أكن مستعدة لم أضع خططاً لها، واكتفيت بالبرنامج المُعدّ مسبقاً وتركت لنفسي حرية العيش يوماً بعد آخر، فلست إنسانة متطلبة، ودائماً ما تكون هناك خيارات لخطط بديلة. ولمن لم يزر بالي بعد، فهي...
أميرة صليبيخ لم يخطئ العقاد عندما قال: «أنا لا أقرأ زاهداً عن الحياة، ولكني أقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيني»، ذلك أن القراءة تضيف إلى حياة الإنسان حيوات كثيرة ومتعددة يعيشها في خياله. ولكن في خضم هذه الحياة السريعة ونمط الحياة اللاهث، لا أشعر بأن الوقت يكفي للقراءة، وبذلك أنا أحرم نفسي من إضافة هذا العمر المفترض إلى عمري لأني...
أميرة صليبيخ بين حين وآخر، تتسرّب إلى أحاديثنا اليومية أسئلة غبية وباهتة ولكنها تحمل عمق البحر لو تأملت بما يكفي فيها. مثل الأسئلة التي على غرار: من ستختار معك لو نفيت إلى جزيرة مهجورة؟ أو ما هي الأشياء الثلاثة التي ستأخذها معك لو سجنت؟ سألتني صديقتي ذات يوم: ما الكتاب الوحيد الذي ستأخذينه معك لو كنت ستقضين ما تبقى من عمرك على...
كان نقاشاً مطولاً بيني وبين صديقة مقربة لي كانت قد قررت عند زيارتها لي أن ستستعير واحداً من كتبي المصفوفة بعناية في مكتبتي، وأخذت عيناها تعبران فوق عناوين الكتب بلهفة وأنا أرقبها بهلع، خوفاً من أن تطال يدها واحداً من كتبي. بالنسبة لي -وبعد تجارب عديدة ومريرة- فقدت بعضاً من كتبي الأثيرة على قلبي والتي كانت مليئة بكتاباتي...
عندما أقرأ كلمة جديدة، أشعر وكأن قطعة مميزة أخرى أضيفت إلى مجموعتي اللغوية وكأنها كنز، فأتعامل معها معاملة خاصة، أتوحد معها، أستشعرها، أتذوقها على مهل حتى تستقر بهدوء وسلام في عقلي اللاواعي، وعند حاجتي لها لتسعفني في مختلف المواقف أخرجها من خزانة الكلمات. كل كلمة تحمل بداخلها موسيقاها الخاصة، ولا أقصد بهذا الكلام أي معنى...
على مدى السنوات، رأيت وسمعت وعايشت عدداً من القصص التي تدمي القلب حول معاناة النساء المعنّفات نفسياً وعاطفياً -لن أتحدث عن العنف الجسدي- ورأيت الحال الذي آلت إليه العديد منهن من كره للذات وفقدان الثقة بالنفس والعزلة عن الناس والإصابة بالاكتئاب وصولاً إلى درجات متقدمة من المرض النفسي أو العضوي ثم الموت. نعم بعضهن توفّين للأسف!...
على مدى السنوات، رأيت وسمعت وعايشت عدداً من القصص التي تدمي القلب حول معاناة النساء المعنّفات نفسياً وعاطفياً -لن أتحدث عن العنف الجسدي- ورأيت الحال الذي آلت إليه العديد منهن من كره للذات وفقدان الثقة بالنفس والعزلة عن الناس والإصابة بالاكتئاب وصولاً إلى درجات متقدمة من المرض النفسي أو العضوي ثم الموت. نعم بعضهن توفّين للأسف!...
عندما قرأت عبارة «سافر، أنت لست شجرة» وقعت في غرامها منذ اللحظة الأولى، حتى إنها كانت العبارة المخصصة في حالة الواتساب لفترة من الزمن. وبقدر ما تبدو مضحكة -لمن سيتخيل نفسه شجرة- إلا أن المتمعن فيها سيدرك أنها أعمق من ذلك بكثير. وقد قرأت هذه العبارة مع تغيير فعل الأمر فيها، فمرة كانت «غادر» ومرة كانت «هاجِر»، ومرة أخرى كانت «تحرك»،...
أتذكر عندما قرأت لأول مرة في حياتي كلمة «قدوة» حين كنت في الابتدائية، أعتقد أنني قرأتها في مجلة ماجد. كانت هناك صفحة للتعارف توضع فيها صور القّراء وأسماؤهم، هواياتهم، عناوينهم وأي معلومات أخرى يحبون مشاركتها مع الآخرين. كان الأغلبية يكتبون أن قدوتهم هو الرسول عليه الصلاة والسلام. لم تكن هذه الكلمة مألوفة بالنسبة لي ولم أفهم...
لم يكن «إنغفار كامبراد» ليتوقع وهو بالسادسة من عمره أنه سيتحول بعد سنوات قليلة من بائع أعواد ثقاب متجول إلى صاحب شركة صغيرة لتصنيع الأثاث المحلي. كان حلماً وردياً بعيد المنال، ولكنه نجح خلال فترة بسيطة بفضل ذكائه من تحقيق ذلك حيث تعلم ذاتياً من خلال الملاحظة مهارة الادخار واقتناص الفرص وأساسيات التجارة الناجحة. حيث أدرك هذا...
لسنوات طويلة لم يكن النمل يعنيني. فهو مجرد حشرة لا أشعر بأي تأنيب للضمير عند دهسها أو سكب الماء عليها ومشاهدتها تختفي بسرعة عبر فتحة الصرف الصحي. لكن بمرور الوقت وتغير الوعي من خلال استشعار الله في كافة مخلوقاته، أصبحت حريصة على عدم إيذائها، فهي كائن حي مثلي ومثلك. فقط تخيل أنه من أجل هذه الحشرة التي لا نكاد نضع لها أي اعتبار، فقد...
لم أخطط لكتابة هذا المقال أبداً، بل كنت قد شرعت في كتابة موضوع آخر عندما ألحت عليّ هذه الفكرة الطارئة ووجدتني لا شعورياً أكتبها. دخلت الأربعون منذ أيام. فُتح الباب ودخلت! هكذا شعرت ببساطة! حيادية تامة وعدم استيعاب/ اهتمام بهذا العمر. وكان أكثر سؤال يلاحقني هو: ما هو شعورك وأنت في الأربعين؟ ظل هذا السؤال يتكرر عليّ من قبل الجميع،...