مي عبدالعزيز
على بالي
بتغني فيروز وبتقول «تعا ولا تجي وكذُب علي الكذبة مش خطية اوعدني انك جايي وتعا ولا تجي». هذه أغنية ليس إلاّ، ولا يعني أبداً أن الكذب ليس بخطيئة كبرى، ولكن هذه الكلمات تعبير مجازي لإنسانة تعبت من الوعد الموهوم وانتظار عودة حبيبها الميمون، وتطبيقه دوماً لمبدأ إذا ما صار اليوم حيصير بكرة بشكل معلوم. «بكرة» أي «غداً» هي الكلمة أو...
«راح الثلج وإجا الثلج، 20 مرة راح وإجا الثلج، وانا صرت اكبر وشادي بعدو زغيّر عم يلعب عالتل». «أنا وشادي» هذه الأغنية التي غنتها السيدة فيروز عام 1968على أعقاب النكبة الـ48 أي بعد 20 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره. فالمستمع للأغنية والمتأمل لكلماتها سوف يدرك أنها تحمل معاني سياسية مبطنة حتى وإن كانت ظاهرة صراحة في بعض...
«معذرة بالخطأ.. يرجى عدم فتح الصورة أو المقطع المرفق رجاءً»، هذه الجملة سرعان ما يكتبها المرسل في إحدى المجموعات الحوارية ولا سيما في تطبيق التواصل الاجتماعي «الواتساب»، في حال إرساله ملفاً عن طريق السهو أو الخطأ، علماً بأن هذه الجملة نفسها أي «معذرة بالخطأ» كفيلة بأن تدل على تطفل الشخص ووصول ذلك الشعور إلى نفوس المتلقين إلا من...
كانت زوجته تتنصت عليه من خلف الباب وهو يتحدث في هاتفه، ويتكلم إليها بصوت ودود وحنون، خاتماً حواره بـ» حاضر.. حاضر.. أبشري الحين وأنا في طريقي أحضره لك... ما يصير خاطرك إلا طيب». ومن ثم وضع هاتفه جانباً، وضع عطراً من زجاجة العطر الفواحة، وما إن فتح باب الغرفة وهو يهمّ بالخروج حتى اختفت زوجته عن الأنظار. وصل المكان المقصود ومعه الغرض...
منذ الصغر وإلى يومنا هذا، فترة التحضير لدخول المدارس هي الأقرب إلى قلبي، خاصة أمور شراء القرطاسية التي تنوعت ألوانها وأشكالها وكلها جاذبة للقلب والنظر.. وبالرغم من رغبتي العارمة في الاستحواذ على أكبر قدر منها إلا أن ما كان مسموحاً لا يتوافق مع المرغوب. ولكن كما يقولون «زمن الأول تحوّل» ولم تعد الأشكال والألوان هي الجاذبة فقط...
طالما أنك تعيش قناعاتك التي لا تضر بها الآخرين، ولا تجعلك عالة أو علّة ماضية أو حاضرة على أحد، فأقدم ولا تخف وبادر ولا تتردد. هذا دائماً ما أردده لنفسي وللآخرين خاصة الشباب الذين أرى في أعينهم نظرة خجل يحاولون أن يواروا بها أنفسهم عني... دخلت أحد المحلات التجارية، وإذ بي ألتقي بفتاة تعمل بالمحل، فبعد التحية والسلام تكلمت معها...
لا شك في أن العالم التكنولوجي الذي نعيش فيه ولا سيما برامج التواصل الاجتماعي التي أدمنّا استهلاكها، لم تسمح لنا أن نكون شاهدين على ما يدور في أنحاء العالم من الناحية الخارجية الظاهرة للعيان فحسب، كالعمران، أو الدمار، أو الحروب، أو الازدهار، أو التطوير، أو التخريب، أو السياحة، أو التهجير، أو التعليم، وغيرها الكثير، وإنما أيضاً...
علّ ولادتي في أيام حرب عصيبة ونشأتي في بلد مرت عليه حروب متنوعة وأقصاها حرب أهلية دامية وعاصفة دامت 18 سنة متواصلة وقبلها بالتأكيد حروب تبدلت أسماؤها وتنوعت أنماطها ولكن توحدت نتائجها بين خراب ودمار، قتل وتعذيب وتشريد وتهجير، كان ذلك كفيلاً أن يجعلني شخصاً صلباً أرى كل ما هو غير الحرب بأنه من اليسير التعامل معه. وإضافة إلى الحرب...
«منذ 30 عاماً لم يتغير».. نعم يا ابنتي، مثل ما أقول ومن دون أن أحلف لك، لم يتغير منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها عندما قدِمتُ من الهند وأنا شابٌ يافعٌ. شوفي شكلي، فقد شاب شعري وهرم حالي، وهو بقي على ما عهدته عليه. مرّ الزمان وتبدّلت الظروف والأحوال، تغيرت أطباع ناس وتبدلت عادات، رُصفت شوارع وبنيت عمارات ومحال ومجمعات. ومع كل هذا...
كلما عم الصمت والركود بين الناس وبدأ الروتين يتخلل حياتهم وأصبحت المواضيع التي تشغل المجالس العامة والخاصة وبرامج التواصل الاجتماعي بأنواعها يشوبها الملل والتكرار، فجأة يظهر لنا موضوع جديد يكون بمثابة المنبه الذي يوقظ من كان راقداً ويثير من كان راكداً وينهض من كان عن كثير من الأمور غافلاً. في هذه الفترة يتم التقاذف لرسالة...
«أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم»، هذا للأسف حال بعض الناس أصحاب الكلام الموزون الرنان في فعل الخيرات وترك المنكرات، ومن يدعون المثالية في أحاديثهم، لكن عندما تقرّب المجهر على تصرفاتهم، فبالطبع سوف ينتابك الذهول مما يقومون به، إلا من رحِم ربي. الآن نحن في موسم السفر والرحلات والإجازات، وسوف يكثر كلام الناس عن انبهارهم...
ما إن تدخل مجلساً، حتى تلتقي بشخص من أيام الطفولة أو يكون جار منزل أو زميل عمل، فطبيعة الحال أن البداية ستكون بالتحية والسلام والسؤال عن الحال والأهل، وفي بعض الأحيان لابد أن تدرك جيداً أن صاحب الدعوة والمكان أو من التقيت به صدفة أو بميعاد سوف يستدرجك إلى نقطة مركزية في الحوار أنت بالأساس لم تكن مستعد لها أو غير خاطرة على البال،...