في أول مؤتمر من نوعه يقام في المملكة العربية السعودية، أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة، مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الذي انعقد خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2021 تحت شعار «مهرجان الأفكار». ناقش فيه المشاركون أهم الموضوعات المتصلة بالواقع والحداثة ونظريات الأخلاق وأبعادها المفاهيمية ومستجدات التقدم العلمي، والوتيرة المتسارعة لتطبيقات التكنولوجيا وأثرها في المفاهيم الاجتماعية، والتأكيد على حضور الفلسفة الهام في كل هذه المسارات على اختلاف الأنشطة الإنسانية. أهمية الفلسفة تأتي في سياق بناء الجسور المعرفية بين النظرية والواقع، بين الحاضر والمستقبل. فالمتغيرات التشريعية أو السياسية أو الاجتماعية لن تأتي بالنتائج المرجوة، إن لم يصاحبها أساس نظري يمهد لها، ويطور من أنماط وآليات التفكير، ولا شك في أن ذلك ينعكس إيجابياً على الوعي الفردي والجمعي.
الفلسفة لا تتعارض مع الدين أو مع بنيته العقائدية والفقهية، والشاهد موروثنا الإسلامي تعامل وتقاطع واشتبك مع الفلاسفة والفلسفة اليونانية، حتى إن الفيلسوف أرسطو لقب بالمعلم الأول في السرديات الإسلامية، فتعلم المسلمون الأوائل المنطق الصوري والقياس من أرسطو، واستخدموه في استنباط التكليف والحكم الشرعي من النصوص لمختلف المسائل. ويمكن تعريف «الفلسفة» على أنها قدرة الذهن على تكوين السؤال المنهجي حول الأشياء والموضوعات والظواهر المحيطة به، ويعرفها الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز «على أنها فن صناعة المفاهيم»، التعريف بحد ذاته ليس مهماً لأن الأهم مميزات التفكير الفلسفي الذي يراعي العقلانية والمنطق بالضرورة.
سبق أن بيّنَّا أن سلوك الفرد داخل الجماعة يبدأ بالتصورات وعمليات الفهم التي يقوم بها، وبالعلاقة الفكرية الجدلية مع كل مكونات الحياة المادية والمعنوية، إذا أي سلوك يظهر للعالم الخارجي لا يأتي من فراغ، فهو نتيجة عمليات معقدة يقوم بها الذهن، بذلك يظهر لنا الدور المهم للتفكير الفلسفي الذي يسهل على الإنسان معرفة الوهم من الحقيقة، فإذا اتضحت معالم وحدود الأوهام والحقائق لديه بمنهجية ونزعة التفكير النقدية انعكست تلك العقلانية وظهرت على سلوكه الخارجي، ويمكن القول إنه في هذه الحالة أصبح يتأثر ويؤثر في المحيط الذي يعيش فيه بعقلانية.
هذا يؤكد أهمية انعقاد مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة تحت شعار «مهرجان الأفكار»، وأهمية وضع مثل هذه المؤتمرات على الروزنامة الثقافية ومشاركة مملكة البحرين في المؤتمرات الفلسفية القادمة أو التأسيس لمهرجانات مماثلة للأفكار والفلسفة، فالأمر لا يتعلق بالتقدم العلمي وضرورة تحديد موقفنا من الحداثة والتكنولوجيا والعالم فحسب، بل الأمر يتعلق مباشرة بالأمن القومي الإستراتيجي لأوطاننا في الداخل والخارج.
الفلسفة لا تتعارض مع الدين أو مع بنيته العقائدية والفقهية، والشاهد موروثنا الإسلامي تعامل وتقاطع واشتبك مع الفلاسفة والفلسفة اليونانية، حتى إن الفيلسوف أرسطو لقب بالمعلم الأول في السرديات الإسلامية، فتعلم المسلمون الأوائل المنطق الصوري والقياس من أرسطو، واستخدموه في استنباط التكليف والحكم الشرعي من النصوص لمختلف المسائل. ويمكن تعريف «الفلسفة» على أنها قدرة الذهن على تكوين السؤال المنهجي حول الأشياء والموضوعات والظواهر المحيطة به، ويعرفها الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز «على أنها فن صناعة المفاهيم»، التعريف بحد ذاته ليس مهماً لأن الأهم مميزات التفكير الفلسفي الذي يراعي العقلانية والمنطق بالضرورة.
سبق أن بيّنَّا أن سلوك الفرد داخل الجماعة يبدأ بالتصورات وعمليات الفهم التي يقوم بها، وبالعلاقة الفكرية الجدلية مع كل مكونات الحياة المادية والمعنوية، إذا أي سلوك يظهر للعالم الخارجي لا يأتي من فراغ، فهو نتيجة عمليات معقدة يقوم بها الذهن، بذلك يظهر لنا الدور المهم للتفكير الفلسفي الذي يسهل على الإنسان معرفة الوهم من الحقيقة، فإذا اتضحت معالم وحدود الأوهام والحقائق لديه بمنهجية ونزعة التفكير النقدية انعكست تلك العقلانية وظهرت على سلوكه الخارجي، ويمكن القول إنه في هذه الحالة أصبح يتأثر ويؤثر في المحيط الذي يعيش فيه بعقلانية.
هذا يؤكد أهمية انعقاد مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة تحت شعار «مهرجان الأفكار»، وأهمية وضع مثل هذه المؤتمرات على الروزنامة الثقافية ومشاركة مملكة البحرين في المؤتمرات الفلسفية القادمة أو التأسيس لمهرجانات مماثلة للأفكار والفلسفة، فالأمر لا يتعلق بالتقدم العلمي وضرورة تحديد موقفنا من الحداثة والتكنولوجيا والعالم فحسب، بل الأمر يتعلق مباشرة بالأمن القومي الإستراتيجي لأوطاننا في الداخل والخارج.