أظهرت الحرب الدائرة حالياً بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا، بأن المعركة الإعلامية بين الطرفين لا تقل أهمية وتأثيراً من حرب الدبابات والصواريخ المجنحة والطائرات وكافة الأسلحة الذكية. كما أظهرت مجدداً كم هي ضخمة وهائلة مضخة الأكاذيب الإعلامية في صناعة الروايات وتحريف الوقائع وتعزيز الكراهية، في سبيل الفوز بحرب مدمرة تأتي على الأخضر واليابس.
وبعكس شعارات حرية الإعلام والرأي، تبين أن الإعلام الغربي تديره- خلال الحروب على الأقل- المخابرات، ولذلك من الطبيعي أن يتحول إلى إعلام حرب وكراهية، يمنع ليس وصول الرأي الآخر فحسب، بل وحتى حرمانه من استخدام التطبيقات الرقمية المتاحة للجموع، حتى يتمكن من حكاية روايته للأحداث فحسب.
الغرب اليوم يمتلك كل شيء تقريباً: «الإنترنيت والفضاء والتطبيقات الرقمية»، ولذلك تمكن خلال أيام قليلة، من تغييب وجهات النظر الأخرى عن المشهد، ليكتب سرديته الخاصة ضمن آليات عمل إعلام الحرب.
وإذا كان الإعلام في العديد من دول العالم، ومنها روسيا الملتحقة حديثا بالديمقراطية، ما يزال لم يتحرر تماماً من سلطة الرقابة الرسمية، فإننا كنا نعتقد بأن الإعلام الغربي إعلام حر، مهني، يحترم عقول الناس، يتحرك داخل نطاق الحرية والتنوع والسماح بمرور الرأي المختلف. ولكن الحرب التي نشهدها حالياً أظهرت بأن كل ذلك هو مجرد فقاعة أكاذيب.
فقد تم اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين الرقابة على أجهزة الإعلام والصحافة في هذه الدُّول، وإخضاعها بالكامل لسلطة المخابرات، مما جعله فاقداً للحرية والتوازن. فالمعلومات والسرديات تنتقل إليه من الأعلى إلى الأسفل، فلا وجود سوى لرواية واحدة للأحداث. كما جرى الاعتماد على قاعدة وحدة المصادر والمعلومات. «تماماً مثلما حدث في الحروب الأمريكية والأطلسية السَّابقة ضد العراق وليبيا وأفغانستان ...»، وتجنيد الإعلاميين الذين يغطون وقائع هذه الحرب، وإلزامهم باتباع مدونة من القواعد الصارمة تتصل بكيفية صنع الخبر وتحريره وتصويره أو نقله بما يخدم الاستراتيجية العسكرية والسياسية الأطلسية، سعياً لإحكام السيطرة على مصدر الخبر ومضمونه، وإغلاق المنافذ أمام الإعلام الرّوسي، انتهاكاً لحرية الإعلام وحق النفاذ إلى المعلومة. لقد اعتمد التَّحالف الغربي قبيل اندلاع الحرب على خطاب «العدوانية الروسية» و«الديكتاتورية البوتينية» و«التهديدات الروسية للغرب». وعندما امتد أمد الحرب ركز على عزل روسيا وتدمير اقتصادها، وتغذية مشاعر وسلوكيات الكراهية لكل ما هو روسي حتى في المجالات الثقافية والرياضية. ومن بين ذلك تلك العبارات التي أطلقها الرئيس الأمريكي «جو بايدن»: بأن الرئيس «بوتن مجرم حرب»، يجب إسقاطه. استناداً إلى فبركات تمت صناعتها في الغالب، لتعزيز تلك الصورة السلبية، مع تغييب كامل للرواية الروسية، وللخرق الأوكراني لاتفاقيات مينسك 2014م، ومينسك 2015م، واستفزازات حلف الناتو المستمرة، وزحفه المتواصل نحو الحدود الروسية، والاستخفاف بمخاوف روسيا المتعلقة بأمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية..
وبعكس شعارات حرية الإعلام والرأي، تبين أن الإعلام الغربي تديره- خلال الحروب على الأقل- المخابرات، ولذلك من الطبيعي أن يتحول إلى إعلام حرب وكراهية، يمنع ليس وصول الرأي الآخر فحسب، بل وحتى حرمانه من استخدام التطبيقات الرقمية المتاحة للجموع، حتى يتمكن من حكاية روايته للأحداث فحسب.
الغرب اليوم يمتلك كل شيء تقريباً: «الإنترنيت والفضاء والتطبيقات الرقمية»، ولذلك تمكن خلال أيام قليلة، من تغييب وجهات النظر الأخرى عن المشهد، ليكتب سرديته الخاصة ضمن آليات عمل إعلام الحرب.
وإذا كان الإعلام في العديد من دول العالم، ومنها روسيا الملتحقة حديثا بالديمقراطية، ما يزال لم يتحرر تماماً من سلطة الرقابة الرسمية، فإننا كنا نعتقد بأن الإعلام الغربي إعلام حر، مهني، يحترم عقول الناس، يتحرك داخل نطاق الحرية والتنوع والسماح بمرور الرأي المختلف. ولكن الحرب التي نشهدها حالياً أظهرت بأن كل ذلك هو مجرد فقاعة أكاذيب.
فقد تم اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين الرقابة على أجهزة الإعلام والصحافة في هذه الدُّول، وإخضاعها بالكامل لسلطة المخابرات، مما جعله فاقداً للحرية والتوازن. فالمعلومات والسرديات تنتقل إليه من الأعلى إلى الأسفل، فلا وجود سوى لرواية واحدة للأحداث. كما جرى الاعتماد على قاعدة وحدة المصادر والمعلومات. «تماماً مثلما حدث في الحروب الأمريكية والأطلسية السَّابقة ضد العراق وليبيا وأفغانستان ...»، وتجنيد الإعلاميين الذين يغطون وقائع هذه الحرب، وإلزامهم باتباع مدونة من القواعد الصارمة تتصل بكيفية صنع الخبر وتحريره وتصويره أو نقله بما يخدم الاستراتيجية العسكرية والسياسية الأطلسية، سعياً لإحكام السيطرة على مصدر الخبر ومضمونه، وإغلاق المنافذ أمام الإعلام الرّوسي، انتهاكاً لحرية الإعلام وحق النفاذ إلى المعلومة. لقد اعتمد التَّحالف الغربي قبيل اندلاع الحرب على خطاب «العدوانية الروسية» و«الديكتاتورية البوتينية» و«التهديدات الروسية للغرب». وعندما امتد أمد الحرب ركز على عزل روسيا وتدمير اقتصادها، وتغذية مشاعر وسلوكيات الكراهية لكل ما هو روسي حتى في المجالات الثقافية والرياضية. ومن بين ذلك تلك العبارات التي أطلقها الرئيس الأمريكي «جو بايدن»: بأن الرئيس «بوتن مجرم حرب»، يجب إسقاطه. استناداً إلى فبركات تمت صناعتها في الغالب، لتعزيز تلك الصورة السلبية، مع تغييب كامل للرواية الروسية، وللخرق الأوكراني لاتفاقيات مينسك 2014م، ومينسك 2015م، واستفزازات حلف الناتو المستمرة، وزحفه المتواصل نحو الحدود الروسية، والاستخفاف بمخاوف روسيا المتعلقة بأمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية..