بعد تزايد عدد اللاجئين الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية ووصول عددهم إلى خمسة ملايين أوكراني، قررت بريطانيا والدنمارك أن تنقلا طالبي اللجوء السياسي إلى رواندا، رغم أن بريطانيا لم تستقبل سوى 1200 أوكراني، إنما السؤال لماذا رواندا؟
أليست رواندا هذه التي كانت منذ سنوات قليلة تخوض حروباً أهلية وإبادات جماعية وصراعات عرقية؟ ومازال سجل حقوق الإنسان فيها -وفق المعايير الأوروبية خاصة والدولية عامة- حافلاً بالانتقادات والتحفظات؟ أليست هي التي في كل سنة أثناء نقاش تقريرها ينالها الكثير من الانتقادات من الاتحاد الأوروبي؟ فجأة وبدون سابق إنذار أصبحت رواندا جنة لحقوق الإنسان على الأرض، وفجأة وعدت بريطانيا أن تغض الطرف عن أي تجاوزات تجري فيها وأن تقف مع رواندا إذا تمت مناقشة ملفها الحقوقي في مجلس حقوق الإنسان، إن هي وافقت على استقبال اللاجئين الذين سترحّلهم بريطانيا لها!! ثم تبعتها الدنمارك التي بدأت تتفاوض مع رواندا وتحذو حذو بريطانيا لاستقبال اللاجئين المرحّلين من الدنمارك لها، فهل يحق للدول التي يلجأ لها اللاجئون ترحيلهم إلى دول أخرى تختارها هي؟
حين سمعت منظمة العفو الدولية بهذا القرار حذّرت من إقدام السلطات الدنماركية على نقل طالبي لجوء من ضمنهم اللاجئون السوريون الذين تم سحب تصاريح الإقامة منهم، إلى دولة رواندا في شرق أفريقيا، مشددة على أن إرسال طالبي اللجوء إلى دولة أخرى، يمثل «سابقة خطيرة في أوروبا وبقية العالم»!!
وها هي ألمانيا تجبر لاجئين من الأفغان على مغادرة منازلهم لإحلال اللاجئين الأوكرانيين مكانهم.
نقول للأمم المتحدة ولمنظمة العفو الدولية ولأي من مدّعي حامي حمى الحقوق الإنسانية، أن قصة أوكرانيا أسقطت كل الأقنعة المتبقية من هذه الشعارات عند الدول الأوربية، فقد اكتشفنا أن القيمة الإنسانية لها عندهم أكثر من وزن وفقاً للّون الذي يحدث فرقاً في تقييم استحقاقاته الإنسانية، والعرق يفرق، والدين يفرق، والجنس يفرق، والمذهب يفرق.
اللاجئ الأزرق له الأولوية في الرعاية والاستضافة، وبدأت دول أوروبية تُخلي مساكن اللاجئين السوريين وتضع بدلاً منهم أوكرانيين، أما المرتزق الأزرق فيُعتبر متطوعاً والمرتزق الأسمر إرهابياً، حرق رمز ديني كالقرآن الكريم مشروع كحق تعبيري، والحارق يحظى بالحماية، والحجاب يشكل خطراً. باختصار إن كنت مسلماً شرقياً فليس من حقك رفاهية المطالبة بالتصنيف الإنساني، فأنت دون ذلك.
وحقوق الإنسان يرفعون شعاراتها حين يريدون ويغضون الطرف عنها حين يريدون، بل وتباع بالمزادات كما حصل في الاتفاقية البريطانية الراوندية حيث تحولت رواندا إلى جنة لحقوق الإنسان في الأرض، حسب وصف بوريس جونسن حين أعلن عن نية بريطانيا تحويل أي لاجئين إليها إن هم حاولوا دخول بريطانيا بطرق غير مشروعة، واكتفوا بألف ومائتين أوكراني ولن تستطيع أن تتحمل المزيد وأي أوكراني سيدخل لبريطانيا سيرحّل لرواندا الجميلة!!
نحن لا نعارض أو نختلف مع البريطانيين أو الدنماركيين في حقهم في الحفاظ على أمنهم وعلى وضعهم الاقتصادي، مشكلتنا أن ذلك الحق ليس حصراً عليهم، فلبقية الدول وبقية الشعوب الحق في تقدير ما يناسبها مثلهم في الحفاظ على أمنها واقتصادها وليس لأحد غيرهم الحق في أن يقرر ما المناسب لهم.
مشكلتنا أن دروس حقوق الإنسان التي يحاضروننا بها، هم أولى بتعلمها وتطبيقها.
أما مشكلتنا الأخيرة فليست معهم، بل مع الذين هم منا ومازالوا يقيمون للأوروبيين والأمريكيين وزناً وقيمة وأهمية في أي حديث لهم عن حقوق الإنسان، مشكلتنا مع الذين هم منا ويرون الكذب والنفاق الغربي إلا أنهم مازالوا يستميتون في إثبات براءتهم أمام العرق الأزرق وكأنهم متهمون ويشعرون بالنقص تجاههم!
والمفروض أن أي غربي يفتح ملف حقوق الإنسان عندنا، أن يُرَد عليه بعبارة واحدة فقط «look who is talking».
أليست رواندا هذه التي كانت منذ سنوات قليلة تخوض حروباً أهلية وإبادات جماعية وصراعات عرقية؟ ومازال سجل حقوق الإنسان فيها -وفق المعايير الأوروبية خاصة والدولية عامة- حافلاً بالانتقادات والتحفظات؟ أليست هي التي في كل سنة أثناء نقاش تقريرها ينالها الكثير من الانتقادات من الاتحاد الأوروبي؟ فجأة وبدون سابق إنذار أصبحت رواندا جنة لحقوق الإنسان على الأرض، وفجأة وعدت بريطانيا أن تغض الطرف عن أي تجاوزات تجري فيها وأن تقف مع رواندا إذا تمت مناقشة ملفها الحقوقي في مجلس حقوق الإنسان، إن هي وافقت على استقبال اللاجئين الذين سترحّلهم بريطانيا لها!! ثم تبعتها الدنمارك التي بدأت تتفاوض مع رواندا وتحذو حذو بريطانيا لاستقبال اللاجئين المرحّلين من الدنمارك لها، فهل يحق للدول التي يلجأ لها اللاجئون ترحيلهم إلى دول أخرى تختارها هي؟
حين سمعت منظمة العفو الدولية بهذا القرار حذّرت من إقدام السلطات الدنماركية على نقل طالبي لجوء من ضمنهم اللاجئون السوريون الذين تم سحب تصاريح الإقامة منهم، إلى دولة رواندا في شرق أفريقيا، مشددة على أن إرسال طالبي اللجوء إلى دولة أخرى، يمثل «سابقة خطيرة في أوروبا وبقية العالم»!!
وها هي ألمانيا تجبر لاجئين من الأفغان على مغادرة منازلهم لإحلال اللاجئين الأوكرانيين مكانهم.
نقول للأمم المتحدة ولمنظمة العفو الدولية ولأي من مدّعي حامي حمى الحقوق الإنسانية، أن قصة أوكرانيا أسقطت كل الأقنعة المتبقية من هذه الشعارات عند الدول الأوربية، فقد اكتشفنا أن القيمة الإنسانية لها عندهم أكثر من وزن وفقاً للّون الذي يحدث فرقاً في تقييم استحقاقاته الإنسانية، والعرق يفرق، والدين يفرق، والجنس يفرق، والمذهب يفرق.
اللاجئ الأزرق له الأولوية في الرعاية والاستضافة، وبدأت دول أوروبية تُخلي مساكن اللاجئين السوريين وتضع بدلاً منهم أوكرانيين، أما المرتزق الأزرق فيُعتبر متطوعاً والمرتزق الأسمر إرهابياً، حرق رمز ديني كالقرآن الكريم مشروع كحق تعبيري، والحارق يحظى بالحماية، والحجاب يشكل خطراً. باختصار إن كنت مسلماً شرقياً فليس من حقك رفاهية المطالبة بالتصنيف الإنساني، فأنت دون ذلك.
وحقوق الإنسان يرفعون شعاراتها حين يريدون ويغضون الطرف عنها حين يريدون، بل وتباع بالمزادات كما حصل في الاتفاقية البريطانية الراوندية حيث تحولت رواندا إلى جنة لحقوق الإنسان في الأرض، حسب وصف بوريس جونسن حين أعلن عن نية بريطانيا تحويل أي لاجئين إليها إن هم حاولوا دخول بريطانيا بطرق غير مشروعة، واكتفوا بألف ومائتين أوكراني ولن تستطيع أن تتحمل المزيد وأي أوكراني سيدخل لبريطانيا سيرحّل لرواندا الجميلة!!
نحن لا نعارض أو نختلف مع البريطانيين أو الدنماركيين في حقهم في الحفاظ على أمنهم وعلى وضعهم الاقتصادي، مشكلتنا أن ذلك الحق ليس حصراً عليهم، فلبقية الدول وبقية الشعوب الحق في تقدير ما يناسبها مثلهم في الحفاظ على أمنها واقتصادها وليس لأحد غيرهم الحق في أن يقرر ما المناسب لهم.
مشكلتنا أن دروس حقوق الإنسان التي يحاضروننا بها، هم أولى بتعلمها وتطبيقها.
أما مشكلتنا الأخيرة فليست معهم، بل مع الذين هم منا ومازالوا يقيمون للأوروبيين والأمريكيين وزناً وقيمة وأهمية في أي حديث لهم عن حقوق الإنسان، مشكلتنا مع الذين هم منا ويرون الكذب والنفاق الغربي إلا أنهم مازالوا يستميتون في إثبات براءتهم أمام العرق الأزرق وكأنهم متهمون ويشعرون بالنقص تجاههم!
والمفروض أن أي غربي يفتح ملف حقوق الإنسان عندنا، أن يُرَد عليه بعبارة واحدة فقط «look who is talking».