من العادات الاجتماعية الحميدة التي نستنها خلال شهر رمضان الكريم هي عادة التجمعات الرمضانية، والتي نقتدي فيها بحرص قيادتنا حفظهم الله على تشجيعها وإحيائها، فنرى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، يحرصان على الالتقاء بمختلف أطياف الشعب والمقيمين خلال أيام هذا الشهر الفضيل من باب التواصل.
كما تحرص المؤسسات على هذه العادة، وها هي الغبقات الرمضانية تعود إلى سالف عهدها بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة «كورونا».
غبقة دراسات كانت غبقة مختلفة، فلأول مرة أسمع عن غبقة لها عنوان، كانت الغبقة بعنوان «التحديات تصنع الفرص»، في الكلمة الترحيبية للدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» تحدث عن التحديات التي من شأنها أن تصنع لنا فرصاً عظيمة وتحدث عن جهود جلالة الملك المفدى حفظه الله وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تذليل هذه التحديات وتحويلها بفضل من الله إلى فرص جعلت من البحرين دولة متقدمة.
ضمت الغبقة نخباً فكرية وبحثية في مختلف التخصصات، كنت أجوب بنظري لأتفحص وجوه الحضور، لاسيما إن الكمامات غطت وجوهنا لقرابة العامين، وها نحن نزيحها لنكشف عن معالم وجوهنا.. وحلّق فكري بعيداً!!
نحن الباحثين مختلفون!! لا أعتقد أن الكثير يستسيغ أو يفضل الجلوس مع باحثين وأكاديميين، فالأكاديميون معقدون، أو يحسبهم الآخرون هكذا، ولم لا؟ فهم يرون كل الكلام والآراء «فرضيات»، ويقضون جل حياتهم في أثبات هذه الفرضيات!! هم لا يؤمنون بالآراء غير المرتهنة إلى مصدر موثوق، هم لا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والدلائل القطعية التي لا شك فيها!! هم لا يحبون الكلمات المطاطة، وتستهويهم المصطلحات التي لا لبس فيها، هم يمقتون التعابير الأدبية وأدوات التشبيه، هم واقعيون أكثر من الواقع، حتى تمثل هذا الشيء في وجوههم وشخصياتهم!!
جلست أحدق في وجوه الموجودين، الدكتور الفلاني خبير في الاقتصاد، الدكتورة الفلانية خبيرة في الفيزياء، الدكتور الفلاني خبير في التاريخ، وآخر خبير في الطاقة، ومن يجلس بجانبه خبير في الابتكار، ومن يقابله خبير في العلوم السياسية، وآخر في الجيولوجيا، وآخر في الطب!!
تخيلت لوهلة أن هؤلاء الخبراء من أكاديميين وباحثين كونوا مجلساً فكرياً، وتخيلت أن الطاولات التي كنا نجلس عليها أتحدت لتكون طاولة كبيرة، وكانت هذه الطاولة بجميع الحضور هم مجموعة بحثية لمناقشة أي موضوع يختص ببحريننا الغالية!! تخيلت آلية النقاش!! ومجريات الحوار!!
ماذا لو طرح علينا موضوع مثل الانتخابات النيابية والبلدية القادمة؟؟ كيف سيراها فلان من خلفيته التاريخية؟ كيف سيراها الآخر من خلفيته الإعلامية؟ كيف سيراها الاقتصادي من وجهة نظره الاقتصادية؟ كيف سيراها الخبير بالعلوم السياسية؟ وكيف سيراها المختص بالبيئة وما إلى ذلك..
تحديات كثيرة تحيط بنا، من شأنها أن تصنع لنا فرصا للتقدم والنماء، كان آخرها تحدي «كورونا»، الذي جعلنا نتفوق في المستوى الخدمات الإلكترونية، وجعلنا نحقق نجاحاً ساحقاً في مجال الرعاية الصحية، وجعلنا متميزين في إدارة الحشود والرأي العام، وجعلنا أكثر مرونة في التعامل المالي.. إلخ.
لم يقطع حبل تفكيري إلا صوت تصفيق الحضور..
رأيي المتواضع
دراسات، ليس مجرد مركز بحثي، بل هو مركز لصنع القرارات.. هو مركز للاستشراف وقراءة المستقبل، وهو بيت لكل باحث وأكاديمي مهتم بالشأن البحثي. لهذا السبب لم تكن غبقة دراسات غبقة اعتيادية!!
كما تحرص المؤسسات على هذه العادة، وها هي الغبقات الرمضانية تعود إلى سالف عهدها بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة «كورونا».
غبقة دراسات كانت غبقة مختلفة، فلأول مرة أسمع عن غبقة لها عنوان، كانت الغبقة بعنوان «التحديات تصنع الفرص»، في الكلمة الترحيبية للدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» تحدث عن التحديات التي من شأنها أن تصنع لنا فرصاً عظيمة وتحدث عن جهود جلالة الملك المفدى حفظه الله وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تذليل هذه التحديات وتحويلها بفضل من الله إلى فرص جعلت من البحرين دولة متقدمة.
ضمت الغبقة نخباً فكرية وبحثية في مختلف التخصصات، كنت أجوب بنظري لأتفحص وجوه الحضور، لاسيما إن الكمامات غطت وجوهنا لقرابة العامين، وها نحن نزيحها لنكشف عن معالم وجوهنا.. وحلّق فكري بعيداً!!
نحن الباحثين مختلفون!! لا أعتقد أن الكثير يستسيغ أو يفضل الجلوس مع باحثين وأكاديميين، فالأكاديميون معقدون، أو يحسبهم الآخرون هكذا، ولم لا؟ فهم يرون كل الكلام والآراء «فرضيات»، ويقضون جل حياتهم في أثبات هذه الفرضيات!! هم لا يؤمنون بالآراء غير المرتهنة إلى مصدر موثوق، هم لا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والدلائل القطعية التي لا شك فيها!! هم لا يحبون الكلمات المطاطة، وتستهويهم المصطلحات التي لا لبس فيها، هم يمقتون التعابير الأدبية وأدوات التشبيه، هم واقعيون أكثر من الواقع، حتى تمثل هذا الشيء في وجوههم وشخصياتهم!!
جلست أحدق في وجوه الموجودين، الدكتور الفلاني خبير في الاقتصاد، الدكتورة الفلانية خبيرة في الفيزياء، الدكتور الفلاني خبير في التاريخ، وآخر خبير في الطاقة، ومن يجلس بجانبه خبير في الابتكار، ومن يقابله خبير في العلوم السياسية، وآخر في الجيولوجيا، وآخر في الطب!!
تخيلت لوهلة أن هؤلاء الخبراء من أكاديميين وباحثين كونوا مجلساً فكرياً، وتخيلت أن الطاولات التي كنا نجلس عليها أتحدت لتكون طاولة كبيرة، وكانت هذه الطاولة بجميع الحضور هم مجموعة بحثية لمناقشة أي موضوع يختص ببحريننا الغالية!! تخيلت آلية النقاش!! ومجريات الحوار!!
ماذا لو طرح علينا موضوع مثل الانتخابات النيابية والبلدية القادمة؟؟ كيف سيراها فلان من خلفيته التاريخية؟ كيف سيراها الآخر من خلفيته الإعلامية؟ كيف سيراها الاقتصادي من وجهة نظره الاقتصادية؟ كيف سيراها الخبير بالعلوم السياسية؟ وكيف سيراها المختص بالبيئة وما إلى ذلك..
تحديات كثيرة تحيط بنا، من شأنها أن تصنع لنا فرصا للتقدم والنماء، كان آخرها تحدي «كورونا»، الذي جعلنا نتفوق في المستوى الخدمات الإلكترونية، وجعلنا نحقق نجاحاً ساحقاً في مجال الرعاية الصحية، وجعلنا متميزين في إدارة الحشود والرأي العام، وجعلنا أكثر مرونة في التعامل المالي.. إلخ.
لم يقطع حبل تفكيري إلا صوت تصفيق الحضور..
رأيي المتواضع
دراسات، ليس مجرد مركز بحثي، بل هو مركز لصنع القرارات.. هو مركز للاستشراف وقراءة المستقبل، وهو بيت لكل باحث وأكاديمي مهتم بالشأن البحثي. لهذا السبب لم تكن غبقة دراسات غبقة اعتيادية!!