يبدُو أن مُعادلات «نيوتن» حول القُوى الكلِّية المُؤثِّرةِ على مركز ثِقل الجسمِ وكتلتِه وسرعته، لم تَعد نتائجُها دقيقةً، منذ أن قام العالمُ الأمريكيُّ «إدوارد لورنز» بصياغةِ نظريةِ الفوضى، واختزلها في جملته الشَّهيرةِ: «يُمكن لحركةِ أجنحةِ الفراشةِ في البرازيل أن تُثير إعصاراً في تكساس؟».
إن بعض التغييرات البسيطة في الحسابات في مكان ما، قد تحدث تغييراتٍ كبيرةً وغيرَ متوقعةٍ في أماكن أخرى. وهذا تقريباً ما فهمه الرئيس بوتين، وهو يخوضُ المواجهةَ الشَّاملةَ مع الغرب: فلا وقت عنده للاغتسال من الفوضى التي خلفتها نظريةُ وزيرة الخارجية الأمريكية السَّابقة السيدة «كونداليزا رايس» حول الفوضى الخلاّقة، والتي كلّفت مئاتِ آلافِ الأرواحِ ودمّرت دولاً ونظماً سياسية مستقرة، وبلاداً مزدهرةً. لذلك حرَّك أجنحةَ الفراشةِ في إقليم «الدومباس»، ليثير إعصاراً في العواصم الغربيةِ، مهندساً النقلة من الفوضى إلى النظام الدولي الجديد.
لقد كان القرن العشرون مقبرةً، سقط فيه أكبرُ عددٍ من القتلى في التَّاريخ «حوالي مائة مليون بشر»، ذهبت حياتُهم هباءً منثوراً.. وتحول التَّاريخ إلى مقبرةٍ جماعيةٍ. أما هذا القرنُ الجديدُ فقد بدأ يعلن حروبَه الجديدةَ، وقد صوابه منذ سنواته الأولى في العراق وأفغانستان ورواندا ودارفور وليبيا وسوريا، وجورجيا وأرمينيا وها هو ينتقل إلى أوكرانيا الجديدةِ المتعلقةِ بأهدابِ الغربِ.. فإذا حركت جناح البعوضة هنا، فلابد أن تتوقع الإعصار في الجانب الآخر من الكرة الأرضية.
هذا التحولُ المنقلبُ على الفوضى المنفلتةِ من عقالها، لا يقلُّ دمويةً عن سابقه، بل يطرح أسئلة لا تنتهي:
- هل كان ستالين أفضل من هتلر.. ألم يكن أكثر وحشية منه؟ لذلك عندما قضى نحبه كانت الشيوعية قد ماتت من الدَّاخل قبل موته بعشرين عاماً على الأقل.
- عندما سقط خروتشوف سقط معه جيلٌ كاملٌ من زعماء «البلاستك» الذين تقاطروا على الكراسي الأماميةِ من المسرحِ، لتبدأ القيلولةَ الأيديولوجيةَ في الاتحاد إلى أن انتهى بالسقوطِ. وعندها بدأ خروج الزعماء من المقابرِ الباردةِ، ويوضعون على المقاعد الخشبية العالية، كان أبناء دالاس، ينتخبون رجلاً يتوعد العالم بأنه سيضع يده على هواءِ السَّماءِ السَّابعةِ!!!
- الرُّوس حملوا على كواهلهم تركة الاتحاد والحلفِ الثقيلة، بعد أن فككوهما، وانكفؤوا على أنفسهم يُعيدون بناءَ بلادهم. لقد أدركُوا سرَّ المعادلةِ. ولكن يبدو أن الرئيس «بوتن» لم يعد يحتملُ وقاحةَ التَّحرُّشِ الأمريكيِّ بحدودِ بلاده. التحرّش الذي فتح بوابات الجحيم على أوكرانيا..!!
صاحبُ المذياعِ العربيِّ لايزالُ يُغنِّي أغنيةَ «السَّلامُ عليكم»، ينامُ عند إطلاق صفَّاراتِ الإنذارِ. ولايزالُ الطِّفلُ العربيُّ يعبرُ الشَّارعَ الطويلَ حافياً خارج مدرسةٍ بلا أسوارٍ ليغتسلَ بالفوضى. أما القُبَّرةُ فلم يعد يطيبُ لها العيشُ في الخلاءِ وحيدةً، في الطَّرفِ الآخرِ من العالمِ.
إن بعض التغييرات البسيطة في الحسابات في مكان ما، قد تحدث تغييراتٍ كبيرةً وغيرَ متوقعةٍ في أماكن أخرى. وهذا تقريباً ما فهمه الرئيس بوتين، وهو يخوضُ المواجهةَ الشَّاملةَ مع الغرب: فلا وقت عنده للاغتسال من الفوضى التي خلفتها نظريةُ وزيرة الخارجية الأمريكية السَّابقة السيدة «كونداليزا رايس» حول الفوضى الخلاّقة، والتي كلّفت مئاتِ آلافِ الأرواحِ ودمّرت دولاً ونظماً سياسية مستقرة، وبلاداً مزدهرةً. لذلك حرَّك أجنحةَ الفراشةِ في إقليم «الدومباس»، ليثير إعصاراً في العواصم الغربيةِ، مهندساً النقلة من الفوضى إلى النظام الدولي الجديد.
لقد كان القرن العشرون مقبرةً، سقط فيه أكبرُ عددٍ من القتلى في التَّاريخ «حوالي مائة مليون بشر»، ذهبت حياتُهم هباءً منثوراً.. وتحول التَّاريخ إلى مقبرةٍ جماعيةٍ. أما هذا القرنُ الجديدُ فقد بدأ يعلن حروبَه الجديدةَ، وقد صوابه منذ سنواته الأولى في العراق وأفغانستان ورواندا ودارفور وليبيا وسوريا، وجورجيا وأرمينيا وها هو ينتقل إلى أوكرانيا الجديدةِ المتعلقةِ بأهدابِ الغربِ.. فإذا حركت جناح البعوضة هنا، فلابد أن تتوقع الإعصار في الجانب الآخر من الكرة الأرضية.
هذا التحولُ المنقلبُ على الفوضى المنفلتةِ من عقالها، لا يقلُّ دمويةً عن سابقه، بل يطرح أسئلة لا تنتهي:
- هل كان ستالين أفضل من هتلر.. ألم يكن أكثر وحشية منه؟ لذلك عندما قضى نحبه كانت الشيوعية قد ماتت من الدَّاخل قبل موته بعشرين عاماً على الأقل.
- عندما سقط خروتشوف سقط معه جيلٌ كاملٌ من زعماء «البلاستك» الذين تقاطروا على الكراسي الأماميةِ من المسرحِ، لتبدأ القيلولةَ الأيديولوجيةَ في الاتحاد إلى أن انتهى بالسقوطِ. وعندها بدأ خروج الزعماء من المقابرِ الباردةِ، ويوضعون على المقاعد الخشبية العالية، كان أبناء دالاس، ينتخبون رجلاً يتوعد العالم بأنه سيضع يده على هواءِ السَّماءِ السَّابعةِ!!!
- الرُّوس حملوا على كواهلهم تركة الاتحاد والحلفِ الثقيلة، بعد أن فككوهما، وانكفؤوا على أنفسهم يُعيدون بناءَ بلادهم. لقد أدركُوا سرَّ المعادلةِ. ولكن يبدو أن الرئيس «بوتن» لم يعد يحتملُ وقاحةَ التَّحرُّشِ الأمريكيِّ بحدودِ بلاده. التحرّش الذي فتح بوابات الجحيم على أوكرانيا..!!
صاحبُ المذياعِ العربيِّ لايزالُ يُغنِّي أغنيةَ «السَّلامُ عليكم»، ينامُ عند إطلاق صفَّاراتِ الإنذارِ. ولايزالُ الطِّفلُ العربيُّ يعبرُ الشَّارعَ الطويلَ حافياً خارج مدرسةٍ بلا أسوارٍ ليغتسلَ بالفوضى. أما القُبَّرةُ فلم يعد يطيبُ لها العيشُ في الخلاءِ وحيدةً، في الطَّرفِ الآخرِ من العالمِ.