بخصوص جدية ومصداقية أمريكا في التصدي للإرهاب، وجدية ومصداقية قطر في محاولات تجنّب الحرب في الخليج.
نبدأ بالأولى أي بالإرهاب:
بمناسبة الحديث عن الاتفاق النووي وشرط إيران إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب كي تقبل التوقيع على الاتفاق الهش الذي تعرضه إدارة بايدن عليها، وهذا إن حصل فإنه سيكون العمل الدرامي الساخر الأكثر فشلاً في التاريخ، فإن استثنينا رأس الحية الإرهابية "الحرس الثوري الإيراني" من الإرهاب، فمن يكون الإرهابي إذاً؟
بهذه المناسبة أعلنت رئاسة أمن الدولة السعودية أن "مركز استهداف تمويل الإرهاب" وهو -وهنا نرجو الانتباه- مركز يشترك في رئاسته السعودية ممثلة برئاسة أمن الدولة مع الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بوزارة الخزانة الأمريكية، وعضوية دول الخليج، عن تصنيف 13 فرداً و3 كيانات بانتمائها لمنظمات إرهابية "3" أفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، و"4" أفراد وشركة واحدة مرتبطين بتنظيم "داعش" الإرهابي، و"6" أفراد ممولين منتمين لجماعة "بوكو حرام" الإرهابية، وجماعتين إرهابيتين "سرايا الأشتر، وسرايا المختار".
أي أن أي معلومة لدى رئاسة أمن الدولة في السعودية موجودة لدى الخزانة الأمريكية والعكس صحيح.
المفارقة أن أحد الكيانات الثلاثة الإرهابية التي أعلن عنها المركز هي شركة سورية تُدعى شركة "القاطرجي" لصاحبيها حسام وبراء القاطرجي وهما من الأسماء التي سميّت في البيان، إنما المفارقة أن الشركة تعمل لصالح اثنين يدّعيان أنهما يحاربان بعضهما بعضاً "داعش والحرس الثوري الإيراني" في ذات الوقت، بالنسبة لنا ذلك أمر طبيعي فالاثنان أهدافهما واحدة، ويضحك على نفسه من يصدّق أن إيران تُحارب داعش، إيران تدعم داعش مثلما تدعم القاعدة، لأن الاثنين داعش والقاعدة هدفهما محاربة الأنظمة العربية كما هي إيران، هذه المعلومة ليست بالجديدة، إنما الجديد الآن أن تغاضي الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الحقيقة وسكوت إعلامها عنها لم يعد مقبولاً وأصبح صعباً للغاية، بعد العمل المشترك مع رئاسة أمن الدولة السعودية، فالمعلومة أصبحت لدى الاثنين والمعلومة أصبحت علنية وأمام المجتمع الدولي كله منذ الأسبوع الماضي.
فوزارة الخزانة الأمريكية الآن تعلم أن داعش والحرس الثوري الإيراني لديهما تمويلات مشتركة لأن مصالحهما مشتركة، وقد لا تكون شركة "القاطرجي" هي الشركة الوحيدة التي تعلم عنها وزارة الخزانة الأمريكية إذ ربما وصل إلى علمها اشتراك الاثنين "داعش والحرس الثوري الإيراني" في أكثر من تعاون مشترك وتنسيق.
لهذا فإن مصداقية وجدية الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الأمريكية في التصدي للإرهاب على المحكّ الآن، فهل ستتجاهل الإدارة الأمريكية المعلومات التي لدى وزارة الخزانة الأمريكية؟ هل ستتغاضى عن التسميات التي أعلنها مركز استهداف التمويل الإرهابي؟ هل ستدّعي بعدم علمها بضلوع الحرس الثوري الإيراني بدعم مباشر للجماعات الإرهابية؟ أم ستدّعي بعدم علمها بتعاون الاثنين داعش والحرس الثوري الإيراني؟
أما النقطة الثانية وهي التساؤل حول جدّية قطر في منع الحرب في الخليج، قطر تنشط دبلوماسياً بشكل محموم تحت غطاء "منع الحرب" وكلنا مع هذا الهدف على فكرة، فلا أحد أبداً يتمنّى قيام حرب في المنطقة حتى لو كانت الهدف إيران، فالحرب لن يقتصر ضررها على إيران، إنما الكل يعلم بأن من يجب أن يُردع ويجب أن يتوقف عن أنشطته الإرهابية كي نتجنب الحرب هي إيران، لا أن نترك إيران تعبث بأمن المنطقة ونقول للآخرين دعوها تفعل ما تشاء فهي طيبة وشريفة وتجنّبوا الحرب معها، هذا الفرق في الوساطة القطرية التي تتحرّك لحماية إيران. لا لمنع الحرب وهناك فرق.
من أراد تجنّب الحرب عليه أن يُقنع إيران بوقف إرهابها فلا أحد يعتدي على إيران أو يمسّها من دول الخليج، بل العكس هو الذي يجري منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
فإن كانت هناك جدية لدى الأشقاء في قطر لحماية المنطقة من الحرب ومنعها قبل حدوثها، ونحن معها في ذلك، فالحراك يجب أن يكون بإقناع إيران أنها لن تجني سوى العلقم من مشروعها وحلمها الوهمي، لا أن يكون الحراك لحماية المشروع الإيراني!!
فزمن الضحك على عقولنا ورفع رايات وشعارات كشعار "محاربة" الإرهاب بحاجة لدليل الآن، ورفع شعار "حماية المنطقة" لا "حماية إيران" بحاجة لدليل الآن.
{{ article.visit_count }}
نبدأ بالأولى أي بالإرهاب:
بمناسبة الحديث عن الاتفاق النووي وشرط إيران إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب كي تقبل التوقيع على الاتفاق الهش الذي تعرضه إدارة بايدن عليها، وهذا إن حصل فإنه سيكون العمل الدرامي الساخر الأكثر فشلاً في التاريخ، فإن استثنينا رأس الحية الإرهابية "الحرس الثوري الإيراني" من الإرهاب، فمن يكون الإرهابي إذاً؟
بهذه المناسبة أعلنت رئاسة أمن الدولة السعودية أن "مركز استهداف تمويل الإرهاب" وهو -وهنا نرجو الانتباه- مركز يشترك في رئاسته السعودية ممثلة برئاسة أمن الدولة مع الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بوزارة الخزانة الأمريكية، وعضوية دول الخليج، عن تصنيف 13 فرداً و3 كيانات بانتمائها لمنظمات إرهابية "3" أفراد مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، و"4" أفراد وشركة واحدة مرتبطين بتنظيم "داعش" الإرهابي، و"6" أفراد ممولين منتمين لجماعة "بوكو حرام" الإرهابية، وجماعتين إرهابيتين "سرايا الأشتر، وسرايا المختار".
أي أن أي معلومة لدى رئاسة أمن الدولة في السعودية موجودة لدى الخزانة الأمريكية والعكس صحيح.
المفارقة أن أحد الكيانات الثلاثة الإرهابية التي أعلن عنها المركز هي شركة سورية تُدعى شركة "القاطرجي" لصاحبيها حسام وبراء القاطرجي وهما من الأسماء التي سميّت في البيان، إنما المفارقة أن الشركة تعمل لصالح اثنين يدّعيان أنهما يحاربان بعضهما بعضاً "داعش والحرس الثوري الإيراني" في ذات الوقت، بالنسبة لنا ذلك أمر طبيعي فالاثنان أهدافهما واحدة، ويضحك على نفسه من يصدّق أن إيران تُحارب داعش، إيران تدعم داعش مثلما تدعم القاعدة، لأن الاثنين داعش والقاعدة هدفهما محاربة الأنظمة العربية كما هي إيران، هذه المعلومة ليست بالجديدة، إنما الجديد الآن أن تغاضي الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الحقيقة وسكوت إعلامها عنها لم يعد مقبولاً وأصبح صعباً للغاية، بعد العمل المشترك مع رئاسة أمن الدولة السعودية، فالمعلومة أصبحت لدى الاثنين والمعلومة أصبحت علنية وأمام المجتمع الدولي كله منذ الأسبوع الماضي.
فوزارة الخزانة الأمريكية الآن تعلم أن داعش والحرس الثوري الإيراني لديهما تمويلات مشتركة لأن مصالحهما مشتركة، وقد لا تكون شركة "القاطرجي" هي الشركة الوحيدة التي تعلم عنها وزارة الخزانة الأمريكية إذ ربما وصل إلى علمها اشتراك الاثنين "داعش والحرس الثوري الإيراني" في أكثر من تعاون مشترك وتنسيق.
لهذا فإن مصداقية وجدية الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الأمريكية في التصدي للإرهاب على المحكّ الآن، فهل ستتجاهل الإدارة الأمريكية المعلومات التي لدى وزارة الخزانة الأمريكية؟ هل ستتغاضى عن التسميات التي أعلنها مركز استهداف التمويل الإرهابي؟ هل ستدّعي بعدم علمها بضلوع الحرس الثوري الإيراني بدعم مباشر للجماعات الإرهابية؟ أم ستدّعي بعدم علمها بتعاون الاثنين داعش والحرس الثوري الإيراني؟
أما النقطة الثانية وهي التساؤل حول جدّية قطر في منع الحرب في الخليج، قطر تنشط دبلوماسياً بشكل محموم تحت غطاء "منع الحرب" وكلنا مع هذا الهدف على فكرة، فلا أحد أبداً يتمنّى قيام حرب في المنطقة حتى لو كانت الهدف إيران، فالحرب لن يقتصر ضررها على إيران، إنما الكل يعلم بأن من يجب أن يُردع ويجب أن يتوقف عن أنشطته الإرهابية كي نتجنب الحرب هي إيران، لا أن نترك إيران تعبث بأمن المنطقة ونقول للآخرين دعوها تفعل ما تشاء فهي طيبة وشريفة وتجنّبوا الحرب معها، هذا الفرق في الوساطة القطرية التي تتحرّك لحماية إيران. لا لمنع الحرب وهناك فرق.
من أراد تجنّب الحرب عليه أن يُقنع إيران بوقف إرهابها فلا أحد يعتدي على إيران أو يمسّها من دول الخليج، بل العكس هو الذي يجري منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
فإن كانت هناك جدية لدى الأشقاء في قطر لحماية المنطقة من الحرب ومنعها قبل حدوثها، ونحن معها في ذلك، فالحراك يجب أن يكون بإقناع إيران أنها لن تجني سوى العلقم من مشروعها وحلمها الوهمي، لا أن يكون الحراك لحماية المشروع الإيراني!!
فزمن الضحك على عقولنا ورفع رايات وشعارات كشعار "محاربة" الإرهاب بحاجة لدليل الآن، ورفع شعار "حماية المنطقة" لا "حماية إيران" بحاجة لدليل الآن.