عنوان المقال هو مثل خليجي يعني أن الكلام الذي يقال بعد فوات الأوان ليس منه فائدة، والقصد منه أن زيادة عدد الأصوات التي تضع المسؤولية على الغرب في الأزمة الأوكرانية، بعد مرور أشهر على بدايتها غير مجدية، فالنتائج كانت متوقعة وتم التحذير منها منذ 2008 بأن سياسة الغرب ستدفع روسيا لموقع دفاعي وسيدفعها للتحرك لمنع تمدد الناتو، ولكن لا أحد كان يرغب في أن يسمع حين ذاك، الآن بدأت هذه الأصوات تتكلم وتعيد ما حذرت منه قبل سنوات.
تلك الأصوات أكدت منذ زمن أن حسابات الغرب كانت غير دقيقة حول أثر العقوبات على روسيا في حال غزت أوكرانيا، وحسابات الغرب كانت غير دقيقة حول أثر العقوبات على اقتصادياتهم هم في أوروبا وأمريكا، وحسابات الغرب كانت غير دقيقة على قدرة الاثنين «الغرب وروسيا» على الصمود، ونتيجة لتلك الأخطاء الحسابية، اليوم تحول الوقت لصالح روسيا لا لصالح الغرب كما تصوروا، فالضغط على الغرب يزداد ضراوة، في حين أن روسيا بدأت لا تستعجل النتائج، وشعبية بوتين لم تتأثر كما كانت التوقعات.
وفي ملف آخر زاد عدد الأصوات التي بدأت تذكر اليسار الديمقراطي بتحذيراتها السابقة من السياسة الخاطئة تجاه حلفائها في الشرق الأوسط، لأن ما حذروا منه وما توقعوه سابقاً بدأ يتحقق، وآخرها وليس أخيرها الحوار الذي دار في الفورن بوليسي بين إيما اشفورد كبيرة المحررين و ماثيو كروينغ رئيس التحرير حول سياسة بايدن في الخليج.
حيث عرض الاثنان وجهتي النظر حول التحول المفاجئ لبايدن تجاه السعودية وتراجعه عن وعده بجعلها دولة منبوذة إلى الحديث عن زيارته واللقاء بالأمير محمد بن سلمان.
الحوار أكد على أن قضية التفكير في الانسحاب من المنطقة هو خطأ شنيع منذ البداية وأنهم حذروا من هذه السياسة، وأن المسألة لم تكن الكف عن حماية حلفاء كما روجوا له، إنما الحقيقة هي حماية المصالح الأمريكية، وأن الخشية من خسارة هذه المنطقة الحيوية وانضمامها للحلف الصيني الروسي كان أكبر خطر سيهدد المصالح الأمريكية، وقد تم التحذير منه وهذا ما حدث وهذا ما حذرت منه أصوات كثيرة، لكن الحسابات الخاطئة لليسار الساذج هي التي أذلته الآن رغماً عنه وأجبرته على التفكير بكيفية حفظ ماء الوجه.
المسألة كما قلنا دوماً أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بجيب الناخب الأمريكي، وهذا ما يجهله اليسار تماماً، فعنجهيته وخبرته الدفترية دائماً ما ينتج عنها رؤية قاصرة تصطدم بالواقع إنما بعد فوات الأوان.
المواطن الأمريكي الآن هو من يدفع ثمن تلك السياسة تجاه أوروبا وروسيا وتجاه دول الخليج.
التضخم غير المسبوق الذي وصل إلى 8.6% وسعر البنزين الذي تخطى 5 دولارات، حليب الأطفال المفقود من الأسواق، مصانع العلف التي توقفت، وانعكاس ذلك على القطاع الزراعي، كلها وقعت على رأس الناخب الأمريكي، ولم ينتفع غير شركات البترول التي زادت أرباحها فتكاليفها قلت بعد منع تنقيبها عن البترول في الأراضي الأمريكية وسعر البترول عالمياً ارتفع فهي المستفيدة، وكذلك شركات تصنيع السلاح التي زادت مبيعاتها، أما المواطن الأمريكي وحتى الأوروبي فهو الذي خسر وهو الذي بدأت أصواته ترتفع للسماع لوجهة النظر المقموعة سابقاً.
بعد أن تدنت شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها، بدأت الدائرة من حوله مجبرة على الاستماع للرأي الآخر، بعد أن اقترب نوفمبر والبوادر تشير إلى خسائر الديمقراطيين الأكيدة بدأت الدائرة التي من حوله تستمع، إنما كما قلنا «إذا فات الفوت لا ينفع الصوت».
تلك الأصوات أكدت منذ زمن أن حسابات الغرب كانت غير دقيقة حول أثر العقوبات على روسيا في حال غزت أوكرانيا، وحسابات الغرب كانت غير دقيقة حول أثر العقوبات على اقتصادياتهم هم في أوروبا وأمريكا، وحسابات الغرب كانت غير دقيقة على قدرة الاثنين «الغرب وروسيا» على الصمود، ونتيجة لتلك الأخطاء الحسابية، اليوم تحول الوقت لصالح روسيا لا لصالح الغرب كما تصوروا، فالضغط على الغرب يزداد ضراوة، في حين أن روسيا بدأت لا تستعجل النتائج، وشعبية بوتين لم تتأثر كما كانت التوقعات.
وفي ملف آخر زاد عدد الأصوات التي بدأت تذكر اليسار الديمقراطي بتحذيراتها السابقة من السياسة الخاطئة تجاه حلفائها في الشرق الأوسط، لأن ما حذروا منه وما توقعوه سابقاً بدأ يتحقق، وآخرها وليس أخيرها الحوار الذي دار في الفورن بوليسي بين إيما اشفورد كبيرة المحررين و ماثيو كروينغ رئيس التحرير حول سياسة بايدن في الخليج.
حيث عرض الاثنان وجهتي النظر حول التحول المفاجئ لبايدن تجاه السعودية وتراجعه عن وعده بجعلها دولة منبوذة إلى الحديث عن زيارته واللقاء بالأمير محمد بن سلمان.
الحوار أكد على أن قضية التفكير في الانسحاب من المنطقة هو خطأ شنيع منذ البداية وأنهم حذروا من هذه السياسة، وأن المسألة لم تكن الكف عن حماية حلفاء كما روجوا له، إنما الحقيقة هي حماية المصالح الأمريكية، وأن الخشية من خسارة هذه المنطقة الحيوية وانضمامها للحلف الصيني الروسي كان أكبر خطر سيهدد المصالح الأمريكية، وقد تم التحذير منه وهذا ما حدث وهذا ما حذرت منه أصوات كثيرة، لكن الحسابات الخاطئة لليسار الساذج هي التي أذلته الآن رغماً عنه وأجبرته على التفكير بكيفية حفظ ماء الوجه.
المسألة كما قلنا دوماً أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بجيب الناخب الأمريكي، وهذا ما يجهله اليسار تماماً، فعنجهيته وخبرته الدفترية دائماً ما ينتج عنها رؤية قاصرة تصطدم بالواقع إنما بعد فوات الأوان.
المواطن الأمريكي الآن هو من يدفع ثمن تلك السياسة تجاه أوروبا وروسيا وتجاه دول الخليج.
التضخم غير المسبوق الذي وصل إلى 8.6% وسعر البنزين الذي تخطى 5 دولارات، حليب الأطفال المفقود من الأسواق، مصانع العلف التي توقفت، وانعكاس ذلك على القطاع الزراعي، كلها وقعت على رأس الناخب الأمريكي، ولم ينتفع غير شركات البترول التي زادت أرباحها فتكاليفها قلت بعد منع تنقيبها عن البترول في الأراضي الأمريكية وسعر البترول عالمياً ارتفع فهي المستفيدة، وكذلك شركات تصنيع السلاح التي زادت مبيعاتها، أما المواطن الأمريكي وحتى الأوروبي فهو الذي خسر وهو الذي بدأت أصواته ترتفع للسماع لوجهة النظر المقموعة سابقاً.
بعد أن تدنت شعبية بايدن إلى أدنى مستوياتها، بدأت الدائرة من حوله مجبرة على الاستماع للرأي الآخر، بعد أن اقترب نوفمبر والبوادر تشير إلى خسائر الديمقراطيين الأكيدة بدأت الدائرة التي من حوله تستمع، إنما كما قلنا «إذا فات الفوت لا ينفع الصوت».