أعتقد أن حكومة مودي بحاجة لتطوير إعلامها الخارجي وخطابها الموجه لدول الخليج العربي، وفي ذات الوقت على الدول الخليجية أن تعيد النظر في سياستها الاستراتيجية تجاه هذه الدولة الهامة، وأن لا نترك أنفسنا لنستدرج لتأجيج أطراف كل له غاية أخرى منها.
العنصرية أمر مقيت أياً كان حاملها، فما بالك إن كانت دولة صديقة وتعايشنا مع أهلها سنوات طويلة لم نرَ منهم إلا كل طيب وسماحة كالهند.
ما الذي يحدث في الهند؟ صور تدل على الكراهية والبغض وضيق الخلق عكس ما عهدناه من الهنود تماماً، ونحن نتحدث عن معايشة لا أثرَ بأفلام أو إعلام، بل معايشة حقيقية على مدى أجيال توالت، كان الهنود فيها من أكثر الجاليات سلماً وتسامحاً وهدوءاً ورقيّاً.
أهذا هو ذات الشعب المسالم الذي يتواجد بالملايين في دولنا الخليجية على مدى عقود طويلة؟ أهؤلاء هم ذات الجاليات التي رافقت عشرتنا لسنوات وكانوا أقل الجاليات لجوءاً للعنف على عكس جاليات آسيوية أخرى اشتهرت بارتكاب الجرائم واللجوء للعنف لحل مشاكلها، إلا الهنود، كانوا دائماً مسالمين.
نعلم أن هناك تدخلات إعلامية كثيرة في حكاية اضطهاد المسلمين في الهند هذه الأيام تحديداً، نعلم أن الإعلام الأمريكي يضغط على الهند ومعه وزارة الخارجية الأمريكية لا من أجل سواد عيون المسلمين كما يدعون، إنما من أجل إصرار الهند على شراء النفط من روسيا وعدم التزامها بأوامر الأمريكان بمقاطعتها، بل اشترته بالروبية الهندية لا بالدولار، وذلك حقها خاصة أن روسيا تبيع بسعر مخفض فالهند هنا تراعي مصالحها وذلك ما يزعج الأمريكان فيضغطون عليها في ملفات أخرى كملف الصراع الديني والدفع باتجاه الفوضى في الهند.
ونعلم أن جماعات الإخوان المسلمين في الدول العربية تنفخ في الملف وتضخم الأخبار وفي ذلك أيضاً لها مآرب أخرى وإعلامها وحساباتها على وسائل التواصل تزيد الأمر تعقيداً، خاصة في الدول الخليجية حيث تتعالى صيحاتهم للدفع باتجاه المقاطعة وطرد العمالة إلخ.
كما نعلم أن هناك أحزاباً هندية معارضة تستغل مثل هذه الأخطاء من أجل الصراعات الحزبية والفوز بصناديق الانتخابات، كل تلك العناصر تداخلت لتنفخ في الأزمة، رغم أن الكل سواء كانوا هنوداً أو عرباً متفقون على القيم والمبادئ التي تدعو لاحترام عقائد الآخرين وعدم المساس برموزهم وقد كانت الهند مثالاً على ذلك أياً كانت الصراعات التي جرت فيها على مدى أكثر من قرن، فهي دولة علمانية تحوي العديد من الأعراق والاختلافات الأيدولوجية في نسيجها الاجتماعي، وقد أعلن الحزب الحاكم أنّه «يدين بشدّة أيّ إهانة تستهدف أيّ شخصية دينية»، وأنّه «يعارض بشدّة أيّ أيديولوجية تهين أو تحطّ من قدر أيّ طائفة أو دين»، مشدّداً على أنّ «دستور الهند يعطي كلّ مواطن الحقّ في ممارسة أيّ دين يختاره وتكريمه واحترامه». من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الهندية في بيان بأنّ أيّ تصريح مسيء لا يعكس بأيّ حال وجهة نظر الحكومة.
إنما صور التطرف الهندوسي من بعض الجهات في الحكومة الهندية الحالية، ومن بعض الأعضاء في حزب «بهارتيا جاناتا» تجاه المسلمين والتي يصل صداها للعالم العربي والعالم الإسلامي بحاجة لتفسير، وبذل جهد إعلامي أكبر في التواصل والخطاب الخارجي مع شعوبنا الخليجية، فهناك مصالح هندية عربية خليجية مشتركة بحاجة لأن تصان والاهتمام بها حتى لا تتأثر العلاقات الرسمية أو الشعبية، وأن تؤخذ هذه النقطة في الحسبان في الخطاب الإعلامي الهندي، صحيح أن ذلك شأن داخلي لا نقحم أنفسنا فيه ونحترم خصوصيته، إنما لكون الأزمة لها طابع خارجي لا يخص مسلمي الهند وحدهم ولا يخص مسلمي باكستان أو بنغلاديش أو إندونيسيا أو ماليزيا وهم جيران الهند، بل يمس العالم الإسلامي برمته من شرقه إلى غربه ويمس العالم العربي بشكل من الأشكال وخاصة دول الخليج وللهند مصالح كبيرة مع هذه الدول لا تقتصر على العمالة الهندية فقط والتي تبلغ في دول الخليج فقط 8.5 مليون هندي، الذين تشكل تحويلاتهم المالية 65% من إجمالي التحويلات الخارجية وتبلغ 89 مليار دولار ويضاف لها التجارة البينية التي وصلت إلى 154 مليار دولار لذلك فإن المعالجة والخطاب الإعلامي الهندي لابد أن يتخذ في الحسبان تلك الاعتبارات الخارجية وليس فقط الاعتبارات المحلية.
العنصرية أمر مقيت أياً كان حاملها، فما بالك إن كانت دولة صديقة وتعايشنا مع أهلها سنوات طويلة لم نرَ منهم إلا كل طيب وسماحة كالهند.
ما الذي يحدث في الهند؟ صور تدل على الكراهية والبغض وضيق الخلق عكس ما عهدناه من الهنود تماماً، ونحن نتحدث عن معايشة لا أثرَ بأفلام أو إعلام، بل معايشة حقيقية على مدى أجيال توالت، كان الهنود فيها من أكثر الجاليات سلماً وتسامحاً وهدوءاً ورقيّاً.
أهذا هو ذات الشعب المسالم الذي يتواجد بالملايين في دولنا الخليجية على مدى عقود طويلة؟ أهؤلاء هم ذات الجاليات التي رافقت عشرتنا لسنوات وكانوا أقل الجاليات لجوءاً للعنف على عكس جاليات آسيوية أخرى اشتهرت بارتكاب الجرائم واللجوء للعنف لحل مشاكلها، إلا الهنود، كانوا دائماً مسالمين.
نعلم أن هناك تدخلات إعلامية كثيرة في حكاية اضطهاد المسلمين في الهند هذه الأيام تحديداً، نعلم أن الإعلام الأمريكي يضغط على الهند ومعه وزارة الخارجية الأمريكية لا من أجل سواد عيون المسلمين كما يدعون، إنما من أجل إصرار الهند على شراء النفط من روسيا وعدم التزامها بأوامر الأمريكان بمقاطعتها، بل اشترته بالروبية الهندية لا بالدولار، وذلك حقها خاصة أن روسيا تبيع بسعر مخفض فالهند هنا تراعي مصالحها وذلك ما يزعج الأمريكان فيضغطون عليها في ملفات أخرى كملف الصراع الديني والدفع باتجاه الفوضى في الهند.
ونعلم أن جماعات الإخوان المسلمين في الدول العربية تنفخ في الملف وتضخم الأخبار وفي ذلك أيضاً لها مآرب أخرى وإعلامها وحساباتها على وسائل التواصل تزيد الأمر تعقيداً، خاصة في الدول الخليجية حيث تتعالى صيحاتهم للدفع باتجاه المقاطعة وطرد العمالة إلخ.
كما نعلم أن هناك أحزاباً هندية معارضة تستغل مثل هذه الأخطاء من أجل الصراعات الحزبية والفوز بصناديق الانتخابات، كل تلك العناصر تداخلت لتنفخ في الأزمة، رغم أن الكل سواء كانوا هنوداً أو عرباً متفقون على القيم والمبادئ التي تدعو لاحترام عقائد الآخرين وعدم المساس برموزهم وقد كانت الهند مثالاً على ذلك أياً كانت الصراعات التي جرت فيها على مدى أكثر من قرن، فهي دولة علمانية تحوي العديد من الأعراق والاختلافات الأيدولوجية في نسيجها الاجتماعي، وقد أعلن الحزب الحاكم أنّه «يدين بشدّة أيّ إهانة تستهدف أيّ شخصية دينية»، وأنّه «يعارض بشدّة أيّ أيديولوجية تهين أو تحطّ من قدر أيّ طائفة أو دين»، مشدّداً على أنّ «دستور الهند يعطي كلّ مواطن الحقّ في ممارسة أيّ دين يختاره وتكريمه واحترامه». من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الهندية في بيان بأنّ أيّ تصريح مسيء لا يعكس بأيّ حال وجهة نظر الحكومة.
إنما صور التطرف الهندوسي من بعض الجهات في الحكومة الهندية الحالية، ومن بعض الأعضاء في حزب «بهارتيا جاناتا» تجاه المسلمين والتي يصل صداها للعالم العربي والعالم الإسلامي بحاجة لتفسير، وبذل جهد إعلامي أكبر في التواصل والخطاب الخارجي مع شعوبنا الخليجية، فهناك مصالح هندية عربية خليجية مشتركة بحاجة لأن تصان والاهتمام بها حتى لا تتأثر العلاقات الرسمية أو الشعبية، وأن تؤخذ هذه النقطة في الحسبان في الخطاب الإعلامي الهندي، صحيح أن ذلك شأن داخلي لا نقحم أنفسنا فيه ونحترم خصوصيته، إنما لكون الأزمة لها طابع خارجي لا يخص مسلمي الهند وحدهم ولا يخص مسلمي باكستان أو بنغلاديش أو إندونيسيا أو ماليزيا وهم جيران الهند، بل يمس العالم الإسلامي برمته من شرقه إلى غربه ويمس العالم العربي بشكل من الأشكال وخاصة دول الخليج وللهند مصالح كبيرة مع هذه الدول لا تقتصر على العمالة الهندية فقط والتي تبلغ في دول الخليج فقط 8.5 مليون هندي، الذين تشكل تحويلاتهم المالية 65% من إجمالي التحويلات الخارجية وتبلغ 89 مليار دولار ويضاف لها التجارة البينية التي وصلت إلى 154 مليار دولار لذلك فإن المعالجة والخطاب الإعلامي الهندي لابد أن يتخذ في الحسبان تلك الاعتبارات الخارجية وليس فقط الاعتبارات المحلية.