لأول مرة في البحرين إجراء 21 عملية قلب مفتوح لأطفال تتراوح أعمارهم من 15 يوماً إلى 12 سنة على أيادي فريق طبي متمكن من إجراء هذا النوع من العمليات والتي تكللت جميعها بالنجاح وذلك في وِحدة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة لعلاج وجراحة أمراض القلب للأطفال والتي تعد إضافة نوعية للخدمات الطبية المقدمة في مملكة البحرين، وقد تم تجهيز هذه الوحدة الطبية بتبرع مُقدّم من صندوق سمو الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة، الذي تتولى إدارته مؤسسة المبرّة الخليفية.وهذا هو موضوعنا ألا وهو العمل الخيري المؤسسي والمخصص من قبل الأسر والعوائل كالذي تقدمه هذه المؤسسة أي «المبرة الخليفية» من أموال بعض أفراد أسرة آل خليفة الكرام، والموجه للتبرعات النوعية ذات الاستدامة، لخدمة التعليم والصحة، كتلك التي تقدمها عائلة كانو وكذلك عائلة المؤيد، وعائلة الكوهجي وهو توجه محمود نتمنى أن تتجه له العوائل الكريمة في تخصيص «وقف» باسمها واسم أسرتها لتقديم الخدمات النوعية وفق احتياجات أبناء هذا المجتمع، وأن تنقل المستوى إلى العمل المؤسسي كما فعلت «المبرة الخليفية».«المبرة الخليفية» تأسست عام 2011 استفاد منها في البرامج التعليمية 2745 من أبناء البحرين المتفوقين منهم 302 منحة دراسية 10 منهم طب وهناك منح لدراسات عليا ومنح لدراسات نوعية تخصصية يحتاجها السوق البحريني، وحتى من بعد التخرج هناك رعاية ومساعدة في البحث لهم عن وظائف عن طريق الصفحة الإلكترونية التي تعرض سيرتهم الذاتية ومعدلات تخرجهم ونوعية تخصصاتهم.أما صندوق سمو الشيخة موزة بنت حمد فقد ساهم في المشروعات الصحية الخاصة بالأطفال مثل مشروع مضخات الأنسولين للأطفال الذي تبرع له الصندوق بمائة ألف دينار ومشروع زراعة القوقعة للأطفال الذي تبرع به الصندوق باثنين وثلاثين ألف دينار ومؤخراً جهز وحدة علاج وجراحة أمراض القلب للأطفال.ما أجمل الانشغال بالعطاء النوعي ما أجمل الجهد الذي يتجاوز مجرد التبرع بالمال بل تخصيص الوقت لبحث الحالات وتحديد الاحتياجات وتوجيه المال في المناحي المستدامة ومن ثم متابعة من ساعدتهم إلى أن يقفوا على أرجلهم ويعيلوا أنفسهم وعائلاتهم، هذه إدارة مؤسسية للوقت والمال، ناجحة ومجدية وأثرها يتجاوز وقتها، وانغماس في حب الوطن وترفع عن السفاسف، ويا «بخت» ويا حظ من انشغل بها.ما أجمل البحث عن احتياجات الإنسان النوعية التي تتجاوز المأكل والمشرب والمسكن، وهي الأسهل والاتجاه لمنح الأمل في معالجة أمراض مستعصية وعلاجها مكلف لأسر أطفال وقف العائق المادي حائلاً بينهم وبين شفاء أبنائهم.ذلك النوع من الجهد التطوعي غير العادي وغير المألوف لا يقدر عليه إلا من كانت نفسه سمحة طيبة متواضعة ومن كان يريد الأجر من الله خاصة إذا كان الظهور الإعلامي لمن يشرف على هذا الجهد الكبير ظهوراً متواضعاً وقليلاً كظهور سمو الشيخة ثاجبة بنت سلمان وأختها سمو الشيخة مريم بنت سلمان وكنتها سمو الشيخة زين بنت خالد الخليفة التي ترأس مجلس إدارة المبرة الخليفية وتشغل يومها في هذا العطاء النوعي والمتميز، فشكراً لها ولمجلس إدارة المبرة.ختاماً كل الشكر لتلك النوعية من العطاءات والبذل والكرم، كل الشكر للأسر التي وجهت تبرعاتها بشكل مدروس وبعناية وخصصت لأموال التبرعات إدارة ومجلساً متفرغاً للارتقاء بالعطاء إلى عمل مؤسسي يضع المال في ما يحتاجه المجتمع ويفكر باستدامة العطاء وبرعايته.وأخيراً كل الشكر للعديد من الشخصيات التي لا يعرف عن عطائها أحد ولا تدري يسارها ما قدمت يمينها ففي هذا فليتنافس المتنافسون.