محاولات التوازن التي قام بها ليفناي ريدي كاتب المقال الذي نزل باسم جو بايدن في صحيفة الواشنطن بوست كانت صعبة جداً؛ فبايدن بحالته الصحية التي يظهر بها لا يمكن أن يكون هو من كتب هذا المقال، إنما المقال بشكل عام كان محاولات لاعب أكروبات أن يسير على حبل مهترئ ويهتز طيلة الوقت وكانت محاولة تتطلب جرأة وقدرة كبيرة على توازن تحول دون سقوطه، إنما في النهاية لم ينجح وهذا متوقع؛ فالعصا التي استعان بها على التوازن غير متناصفة وسقطت منه من السطر الأول.
ليفناي حاول عدم الإقرار بحسابات بايدن المخطئة، بل حاول التخفيف من خطئها وآثارها المدمرة، فمثلاً بدلاً من الإقرار بحاجة أمريكا الماسة للسعودية، قال نحن بحاجة لها إنما نوعا ما!!
وبدلاً من قوله إنني أجبرت على التراجع عن وعودي بجعلها دولة منبوذة، قال إنني أجبرت السعودية على تصحيح أوضاعها، وذلك يعني أنني لم أتنازل عن أهدافي بنشر القيم الأمريكية، فقال أنا لم أقل إنني سأقطع العلاقة مع السعودية ولكن قلت سأعيد توجيه هذه العلاقة!! وبالطبع لم يقر بأنه فشل وهزم.
أراد ليفناي التقليل من أهمية السعودية بالنسبة للولايات المتحدة فاكتفى بـ70 كلمة من مقال عدد كلماته 1277 كلمة، وهذا الميلان في الكفة هو للقارئ الأمريكي بالطبع يريد أن يقول له لا تعتقد أنني ذاهب إلى السعودية لأهميتها القصوى، هي مهمة لكن «قليلاً»!!!! باختصار كانت محاولة فاشلة للتوازن.
لم يقبل ليفناي أن يقر بأهمية السعودية القصوى، فخفف من تلك الأهمية وقال: «إن وجود شرق أوسط أكثر أمناً وتكاملاً يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواحٍ عديدة.
1: ممراتها المائية ضرورية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها.
2: مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا.
وكرئيس، وظيفتي هي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً. علينا مواجهة العدوان الروسي، ووضع أنفسنا في أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة لاحقة من العالم. للقيام بهذه الأشياء.
3: يتعين علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول، وعندما ألتقي بالقادة السعوديين يوم الجمعة، سيكون هدفي هو تعزيز شراكة إستراتيجية للمضي قدماً تستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة».
أما الترجمة الفعلية فالواقع والحقيقة لهذه الكلمات السبعين التي حاول ليفناي المرور عليها مرور الكرام هي كالتالي بسبب تأثير السعودية على «التجارة» و«الأمن» و«الطاقة» المؤثرة على حياة المواطن الأمريكي بشكل مباشر فإن تأثرت سلباً فإن المواطن الأمريكي سيعاني وسيتهدد أمنه ولا نستطيع أن نتغلب على خصومنا بدونها، وستظل الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة ماسة ومدينة للتعامل مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص والدول العربية في الشرق الأوسط بشكل عام.
في بقية المقال حاول الكاتب أن يعدد إنجازات إدارة بايدن في تغيير دول الشرق الأوسط وإحلال الأمن والسلام فيها ونشر قيم الولايات المتحدة الأمريكية فيها!!!
فحاول إقناع القارئ الأمريكي بأن الإجراءات التي اتخذتها إدارته أجبرت السعودية على التغير حيث أصدرت تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وأصدرت عقوبات جديدة، بما في ذلك على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتله، وأصدرت 76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة. متورط في مضايقة المنشقين في الخارج «انتهت الإجراءات»، المشكلة المضحكة أن الأمير خالد بن سلمان كان أحد الذين صدرت عليهم إجراءات المنع لكن الإدارة استقبلته ورحبت به بأعلى مستوى حين زارها، فعلى من تضحك؟
طيب يا بايدن وماذا جنيت من نتائج؟
لقد أوضحت إدارتي أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة.
كما دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلماً في المملكة العربية السعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي. تم الإفراج عنهم منذ ذلك الحين، وسأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم.
أهذا كله ما أنجزته يا بايدن؟ الإفراج عن عدد من الأمريكيين متهمين في قضايا أمنية في السعودية ومازالوا في السعودية ممنوعين من السفر؟ أهذا هو جل إنجازك؟ في صيانة علاقة امتدت أكثر من 80 عاماً؟
يرد بايدن بالمقال:
«كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات -ولكن ليس قطعها- مع دولة كانت شريكاً إستراتيجياً لمدة 80 عاماً».
ثم حاول فيناي أن ينسب لبايدن الفضل في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، والهدنة في اليمن بشكل كامل، وقال على لسان بايدن: «تعمل الآن السعودية مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين»! والكل يعلم أن خبراءه لم ينجحوا في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط وهذا هو ما يعني المواطن الأمريكي.
أما أجمل جملة قيلت في المقال فهي: «في المملكة العربية السعودية، عكسنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها» والحقيقة أنه الآن فقط اكتشفت أن الشيك الذي كان على بياض سعودياً ولم يكن أمريكياً في يوم ما، هذا الشيك سحب الآن من يده بعد أن انتهت مدة صلاحيته، ولهذا السبب وحده أنت الآن في السعودية لتدفع ثمناً كان شبه مجاني لكم مقابل الأمن والتجارة والطاقة السعودية والإماراتية، ومن أجل سلامة وأمن إسرائيل.
ليفناي حاول عدم الإقرار بحسابات بايدن المخطئة، بل حاول التخفيف من خطئها وآثارها المدمرة، فمثلاً بدلاً من الإقرار بحاجة أمريكا الماسة للسعودية، قال نحن بحاجة لها إنما نوعا ما!!
وبدلاً من قوله إنني أجبرت على التراجع عن وعودي بجعلها دولة منبوذة، قال إنني أجبرت السعودية على تصحيح أوضاعها، وذلك يعني أنني لم أتنازل عن أهدافي بنشر القيم الأمريكية، فقال أنا لم أقل إنني سأقطع العلاقة مع السعودية ولكن قلت سأعيد توجيه هذه العلاقة!! وبالطبع لم يقر بأنه فشل وهزم.
أراد ليفناي التقليل من أهمية السعودية بالنسبة للولايات المتحدة فاكتفى بـ70 كلمة من مقال عدد كلماته 1277 كلمة، وهذا الميلان في الكفة هو للقارئ الأمريكي بالطبع يريد أن يقول له لا تعتقد أنني ذاهب إلى السعودية لأهميتها القصوى، هي مهمة لكن «قليلاً»!!!! باختصار كانت محاولة فاشلة للتوازن.
لم يقبل ليفناي أن يقر بأهمية السعودية القصوى، فخفف من تلك الأهمية وقال: «إن وجود شرق أوسط أكثر أمناً وتكاملاً يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواحٍ عديدة.
1: ممراتها المائية ضرورية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها.
2: مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية للحرب الروسية في أوكرانيا.
وكرئيس، وظيفتي هي الحفاظ على بلدنا قوياً وآمناً. علينا مواجهة العدوان الروسي، ووضع أنفسنا في أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة لاحقة من العالم. للقيام بهذه الأشياء.
3: يتعين علينا التعامل مباشرة مع البلدان التي يمكن أن تؤثر على تلك النتائج. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول، وعندما ألتقي بالقادة السعوديين يوم الجمعة، سيكون هدفي هو تعزيز شراكة إستراتيجية للمضي قدماً تستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة».
أما الترجمة الفعلية فالواقع والحقيقة لهذه الكلمات السبعين التي حاول ليفناي المرور عليها مرور الكرام هي كالتالي بسبب تأثير السعودية على «التجارة» و«الأمن» و«الطاقة» المؤثرة على حياة المواطن الأمريكي بشكل مباشر فإن تأثرت سلباً فإن المواطن الأمريكي سيعاني وسيتهدد أمنه ولا نستطيع أن نتغلب على خصومنا بدونها، وستظل الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة ماسة ومدينة للتعامل مع المملكة العربية السعودية بشكل خاص والدول العربية في الشرق الأوسط بشكل عام.
في بقية المقال حاول الكاتب أن يعدد إنجازات إدارة بايدن في تغيير دول الشرق الأوسط وإحلال الأمن والسلام فيها ونشر قيم الولايات المتحدة الأمريكية فيها!!!
فحاول إقناع القارئ الأمريكي بأن الإجراءات التي اتخذتها إدارته أجبرت السعودية على التغير حيث أصدرت تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وأصدرت عقوبات جديدة، بما في ذلك على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتله، وأصدرت 76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة. متورط في مضايقة المنشقين في الخارج «انتهت الإجراءات»، المشكلة المضحكة أن الأمير خالد بن سلمان كان أحد الذين صدرت عليهم إجراءات المنع لكن الإدارة استقبلته ورحبت به بأعلى مستوى حين زارها، فعلى من تضحك؟
طيب يا بايدن وماذا جنيت من نتائج؟
لقد أوضحت إدارتي أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة.
كما دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلماً في المملكة العربية السعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي. تم الإفراج عنهم منذ ذلك الحين، وسأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم.
أهذا كله ما أنجزته يا بايدن؟ الإفراج عن عدد من الأمريكيين متهمين في قضايا أمنية في السعودية ومازالوا في السعودية ممنوعين من السفر؟ أهذا هو جل إنجازك؟ في صيانة علاقة امتدت أكثر من 80 عاماً؟
يرد بايدن بالمقال:
«كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات -ولكن ليس قطعها- مع دولة كانت شريكاً إستراتيجياً لمدة 80 عاماً».
ثم حاول فيناي أن ينسب لبايدن الفضل في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، والهدنة في اليمن بشكل كامل، وقال على لسان بايدن: «تعمل الآن السعودية مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين»! والكل يعلم أن خبراءه لم ينجحوا في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط وهذا هو ما يعني المواطن الأمريكي.
أما أجمل جملة قيلت في المقال فهي: «في المملكة العربية السعودية، عكسنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها» والحقيقة أنه الآن فقط اكتشفت أن الشيك الذي كان على بياض سعودياً ولم يكن أمريكياً في يوم ما، هذا الشيك سحب الآن من يده بعد أن انتهت مدة صلاحيته، ولهذا السبب وحده أنت الآن في السعودية لتدفع ثمناً كان شبه مجاني لكم مقابل الأمن والتجارة والطاقة السعودية والإماراتية، ومن أجل سلامة وأمن إسرائيل.