أصبح الحديث عن العنف ضد النساء من القضايا الأساسية، وخصوصاً في المجتمعات النامية التي يغلب على ثقافتها الطابع الذكوري. لم يعد من شك بأن النساء في كثير من المجتمعات مستهدفات، أو ينظر إليهن كطبقة أدنى من الرجال. كما أن الميراث التاريخي الطويل من العادات والتقاليد والتفسيرات المغلوطة للأديان عززت شيطنة النساء وكراهيتهن. غير أن ظاهرة لجوء النساء للعنف لم تأخذ بعد حقها من الدراسة والتحليل لتفسير هذا الازدياد المطرد في جرائم النساء وتعامل بعضهن بالعنف.
ليس من المألوف، ربما بسبب التصور النمطي الجمعي لخصائص المرأة، أن نسمع عن نساء يقتلن أزواجهن بطريقة وحشية ويمثلن في جثثهم. وربما ندخل في حالة صدمة إذا عرفنا أن امرأة قتلت أحد أبنائها، وحاكت ترتيبات جهنمية للتخلص من آثار الجريمة. مجتمعاتنا المقفلة إلى حد متفاوت أمام المرأة، وطبيعة النساء الحذرة والخائفة التي تجعلهن يفكرن كثيراً قبل الإقدام على أي عمل قد يورطهن مع أسرهن أو المقربين منهن أو المجتمع ككل، تجعل من الصعب عليهن الإقدام على هذا الكم المتزايد من الممارسات العنيفة.
القراءات الغربية لظاهرات عنف النساء ستبدو مثيرة بالنسبة لنا؛ فهي تشير إلى تزايد حقيقي في حالات العنف الصادرة عن النساء ضد أزواجهن أو صديقاتهن. وأن النسبة بدأت تتكافأ بين عنف الرجل وعنف المرأة. غير أن طبيعة الممارسات العنيفة تختلف بين الجنسين نتيجة قدرات كلا الطرفين. وتشير تلك القراءات إلى أن ممارسات النساء الغربيات للعنف هي أكبر بكثير من باقي نساء العالم. وذلك نتيجة الاستقلالية المادية والاجتماعية التي تحظى بها الغربيات، ما يجعل خسارتهن أي علاقة أسرية أو حميمية أمراً غير مؤثر في استمرار حياتهن الطبيعية.
ومن الأسباب المهمة التي سلطت الدراسات الغربية الضوء عليها لفهم أسباب ازدياد ممارسة النساء للعنف حالة «الغضب» التي تدخل فيها بعض النساء؛ فالغضب بدأ يتنامى في نفوس النساء، وصرن يعبرن عنه بردود أفعال عنيفة. وقد عاشت المرأة قروناً طويلة تعالج كل آلامها وهمومها بالاستسلام لحالة «الإحباط» التي تجعل منها منكسرة ومستسلمة. وهو ما يتوافق مع التصورات النمطية للمرأة وضعفها واستكانتها وصبرها الطويل. وما أصبح يتغير شيئاً فشيئاً مع حصول النساء على حقوق متساوية مع الرجل ومع تنامي سياسات تمكين المرأة.
ليس من السهل تفسير ظواهر اجتماعية ناشئة بعدة أفكار محدودة في مجالها وبيئتها، ولكن يتعين علينا الانتباه إلى تنامي ظاهرة العنف عامة في المجتمع ومنها عنف النساء. فما يحصل من جرائم وتعاملات عنيفة متزايدة هو تحول اجتماعي وطفرة في سلوك الأفراد. وليس انكشافاً لواقع قديم في مجتمعاتنا تمكنت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من إزاحة التعتيم عنه.
ليس من المألوف، ربما بسبب التصور النمطي الجمعي لخصائص المرأة، أن نسمع عن نساء يقتلن أزواجهن بطريقة وحشية ويمثلن في جثثهم. وربما ندخل في حالة صدمة إذا عرفنا أن امرأة قتلت أحد أبنائها، وحاكت ترتيبات جهنمية للتخلص من آثار الجريمة. مجتمعاتنا المقفلة إلى حد متفاوت أمام المرأة، وطبيعة النساء الحذرة والخائفة التي تجعلهن يفكرن كثيراً قبل الإقدام على أي عمل قد يورطهن مع أسرهن أو المقربين منهن أو المجتمع ككل، تجعل من الصعب عليهن الإقدام على هذا الكم المتزايد من الممارسات العنيفة.
القراءات الغربية لظاهرات عنف النساء ستبدو مثيرة بالنسبة لنا؛ فهي تشير إلى تزايد حقيقي في حالات العنف الصادرة عن النساء ضد أزواجهن أو صديقاتهن. وأن النسبة بدأت تتكافأ بين عنف الرجل وعنف المرأة. غير أن طبيعة الممارسات العنيفة تختلف بين الجنسين نتيجة قدرات كلا الطرفين. وتشير تلك القراءات إلى أن ممارسات النساء الغربيات للعنف هي أكبر بكثير من باقي نساء العالم. وذلك نتيجة الاستقلالية المادية والاجتماعية التي تحظى بها الغربيات، ما يجعل خسارتهن أي علاقة أسرية أو حميمية أمراً غير مؤثر في استمرار حياتهن الطبيعية.
ومن الأسباب المهمة التي سلطت الدراسات الغربية الضوء عليها لفهم أسباب ازدياد ممارسة النساء للعنف حالة «الغضب» التي تدخل فيها بعض النساء؛ فالغضب بدأ يتنامى في نفوس النساء، وصرن يعبرن عنه بردود أفعال عنيفة. وقد عاشت المرأة قروناً طويلة تعالج كل آلامها وهمومها بالاستسلام لحالة «الإحباط» التي تجعل منها منكسرة ومستسلمة. وهو ما يتوافق مع التصورات النمطية للمرأة وضعفها واستكانتها وصبرها الطويل. وما أصبح يتغير شيئاً فشيئاً مع حصول النساء على حقوق متساوية مع الرجل ومع تنامي سياسات تمكين المرأة.
ليس من السهل تفسير ظواهر اجتماعية ناشئة بعدة أفكار محدودة في مجالها وبيئتها، ولكن يتعين علينا الانتباه إلى تنامي ظاهرة العنف عامة في المجتمع ومنها عنف النساء. فما يحصل من جرائم وتعاملات عنيفة متزايدة هو تحول اجتماعي وطفرة في سلوك الأفراد. وليس انكشافاً لواقع قديم في مجتمعاتنا تمكنت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من إزاحة التعتيم عنه.