كتاب أمريكي مشهور عنوانه "المائة عام القادمة استشراف القرن الواحد والعشرين" طبع عام 2009 وسنة الطباعة مهمة لأنها تشرح ما الذي ستقدم عليه الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات القادمة فهو كتاب كان يستشرف المستقبل من خلال رؤية اليسار الليبرالي خاصة أثناء تولي الإدارة من قبل الديمقراطيين، فكاتب الكتاب هو الديمقراطي الأمريكي اليهـودي د.جورج فريدمـان مؤسس موقع وشـركة ستراتفور الاستخباراتيـة الخاصـة يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تبقى في القرن الـ 21 القوة المهيمنة على العالم وذلك حتى عام 2100 على الأقل.
جورج فريدمان الذي استقال من إدارة ستراتفور 2016 وأسس شركة GEO POLITICAL FUTURES وهي متخصصة بالتحليلات والتنبؤ بمسار الأحداث العالمية.
إنما من المهم أن نتذكر أن هذا الكتاب نشر قبل موجة ما سمي بالربيع العربي ونشر إبان حكم الرئيس باراك أوباما، والأهم أنه نشر قبل أن تتحرك روسيا وتدخل أوكرانيا ونشر ومازالت نظرة الأمريكيين للصين على أنها نمر من ورق! لذلك كان الكاتب يتمنى أكثر مما كان يتوقع من وجهة نظري، أن يبقى النظام العالمي بقطب واحد فقط وهو الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة القادرة على إدارة العالم، وأن القوى الأخرى لا يمكنها أن تنافسها. (لا ندري ماذا يقول الآن والكل يشهد صعود ذلك النمر الورقي حتى بات مخيفاً للأمريكان)
وسننقل لكم بعض الفقرات التي وردت في الكتاب والتي تبرر الأفعال التي ستحدث في الأعوام القادمة وتمنح البربرية مشروعية ضرورية لاستكمال النضج!
يقول فريدمان "إن الثقافة الأمريكية بالرغم من حداثتها وبربريتها سوف ترسم الحدود للطريقة التي يفكر فيها العالم ويعيش بموجبها ولذا فإن دراسة القرن الحادي والعشرين يعني دراسـة الولايات المتحدة الأمريكية"، ص 32.
يقول "أمريكا ليست متحضرة بما فيـه الكفاية وهي الآن تشبه أوروبا في القرن الـ 16 فهـي مـاتـزال في المرحلة البربرية فثقافتها لم تتشكل بعد ويعتقد البرابرة أن عاداتهم المتبعة تمثـل قـوانين الطبيعة وأي شخص لا يعيش على طريقتهم فإنه يُحتقر وبالتالي فإما يستتاب أو يقتل"، ص 55.
"كما هي الحال في كل الثقافات البربرية فإن الأمريكيين مستعدون للقتال من أجل الحقائق التي يؤمنون بها والتي لا يداخلهم الشك في مصداقيتها لكن الولايات المتحدة هي عبارة عن ثقافة شابة وبما أنها كذلك فهي غير منضبطة ومباشرة وقـد تكـون أحياناً متوحشة"، ص 57.
"وعندما أصبحت أمريكا قطب الرحى في العالم بدأت بتطوير ثقافتها تلك وهي ثقافة كانت تتسم بالبربرية بصورة مؤكدة. وأمريكا هي المكان الذي يشعر فيه اليمين باحتقار المسلمين بسبب معتقداتهم ويشعر فيه اليسار كذلك باحتقار المسلمين بسبب الطريقة التي يعاملون فيها النساء"، ص 56.
"ثانياً هي دولة خائفة ودموية: الأهداف الاستراتيجية لأمريكا والاستراتيجية الأمريكية انبثقت من ثقافة الخوف ولكن مع انقضاء كل حقبة خوف تبرز مخاوف جديدة. الدول تتحرك بسبب التخـوف مـن فقـدان مـا تملكـه مـن مصادر ثروة وقوة، تأملوا مايلي ضمن سياق هذا التخوف"، ص 72.
"في حالة الولايات المتحدة وهذا قد يكون أكثر وضوحاً مما عليه الحال في بقية الدول فإن الاستراتيجية الكبرى في المفهوم الأمريكي تتمحور بالدرجة الأولى حول الحرب وكذلك حول التفاعل بين الحرب والحياة الاقتصادية؛ فالولايات المتحدة تاريخياً دولة تقتات على الحروب"، ص 71.
"ثالثاً. الدولة صانعة الفوضى: ما من شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية تنشر الفوضى في مختلف أنحاء العالم في الوقت الراهن"، ص 18.
"ما تحتاجه أمريكا بكل بساطة هو إغراق الآخرين في الفوضى بحيث لا يمكن لهم إعادة إنتاج ما يكفـي مـن القـوة بحيث تشكل تحدياً لها"، ص 21.
"لقد أرادت الولايات المتحدة منع حدوث استقرار في مناطق يخشى أن تنشأ فيها قوى أخرى لقـد كـان هدفها ليس فرض الاستقرار بل إحداث الفوضى وعدم الاستقرار وهو ما يفسر الكيفية التي تصرفت فيها رداً على الزلزال الإسلامي فقد أرادت منع نشوء دولة إسلامية قوية ومترامية الأطراف"، ص81.
"إن عالماً إسلامياً غارقاً في الفوضى وعاجزاً عن التوحد يعني أن الولايات المتحدة حققت هـدفها الاستراتيجي. وهناك شيء واحد لا يختلف اثنان على أنها حققته منذ عام 2001 ألا وهو نجاحها في خلق الفوضى وتعميمها في العالم الإسلامي لم تتعرض المنطقة للتشرذم كمـا هـي حالها الآن"، ص 85.
"مـا مـن شـك في أن إدارة الولايات المتحدة المتحدة للحـرب في العراق كانت فوضوية ومشينة وهمجية. ولكن على المستوى الاستراتيجي لم يكن يشكل ذلـك أية أهميـة بالنسبة لها، فطالما أن المسلمين يتقاتلون فيما بينهم، فإن أمريكا تعتقد جازمة أنها هي من انتصرت في تلك الحرب"، ص 85. "انتهى".
قد يتحجج البعض أن هذه وجهة نظر فرد أمريكي وليس بالضرورة أن تكون ترجمة واقعية للسياسة الأمريكية الخارجية، والرد عليه هو ما حدث من بعد نشر هذه الرؤية هو بالضبط ما استشرفه الكاتب، الرأي المنفرد الذي يعود له لا لصانع السياسة، هو تفسيره لما سيحدث وتبريره للأفعال المشينة التي سترتكبها بلاده في حق الآخرين في المائة عام القادمة وأولهم في العالم العربي، بأنها مازالت "مراهقة حضارياً" ومع الوقت ستنضج!!
لذلك كان جورج فريدمان ضد قرار الانكفاء والانسحاب من مناطق الصراع بل كان من المؤيدين لمزيد من الانخراط في المنطقة، إنما لا لاستقرارها وأمنها، بل تحقيقاً لتلك الأهداف الفوضوية التي كان يراها مشروعة من أجل رفاعية وقوة الإمبراطورية الأمريكية وفقاً لرؤيته.
{{ article.visit_count }}
جورج فريدمان الذي استقال من إدارة ستراتفور 2016 وأسس شركة GEO POLITICAL FUTURES وهي متخصصة بالتحليلات والتنبؤ بمسار الأحداث العالمية.
إنما من المهم أن نتذكر أن هذا الكتاب نشر قبل موجة ما سمي بالربيع العربي ونشر إبان حكم الرئيس باراك أوباما، والأهم أنه نشر قبل أن تتحرك روسيا وتدخل أوكرانيا ونشر ومازالت نظرة الأمريكيين للصين على أنها نمر من ورق! لذلك كان الكاتب يتمنى أكثر مما كان يتوقع من وجهة نظري، أن يبقى النظام العالمي بقطب واحد فقط وهو الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة القادرة على إدارة العالم، وأن القوى الأخرى لا يمكنها أن تنافسها. (لا ندري ماذا يقول الآن والكل يشهد صعود ذلك النمر الورقي حتى بات مخيفاً للأمريكان)
وسننقل لكم بعض الفقرات التي وردت في الكتاب والتي تبرر الأفعال التي ستحدث في الأعوام القادمة وتمنح البربرية مشروعية ضرورية لاستكمال النضج!
يقول فريدمان "إن الثقافة الأمريكية بالرغم من حداثتها وبربريتها سوف ترسم الحدود للطريقة التي يفكر فيها العالم ويعيش بموجبها ولذا فإن دراسة القرن الحادي والعشرين يعني دراسـة الولايات المتحدة الأمريكية"، ص 32.
يقول "أمريكا ليست متحضرة بما فيـه الكفاية وهي الآن تشبه أوروبا في القرن الـ 16 فهـي مـاتـزال في المرحلة البربرية فثقافتها لم تتشكل بعد ويعتقد البرابرة أن عاداتهم المتبعة تمثـل قـوانين الطبيعة وأي شخص لا يعيش على طريقتهم فإنه يُحتقر وبالتالي فإما يستتاب أو يقتل"، ص 55.
"كما هي الحال في كل الثقافات البربرية فإن الأمريكيين مستعدون للقتال من أجل الحقائق التي يؤمنون بها والتي لا يداخلهم الشك في مصداقيتها لكن الولايات المتحدة هي عبارة عن ثقافة شابة وبما أنها كذلك فهي غير منضبطة ومباشرة وقـد تكـون أحياناً متوحشة"، ص 57.
"وعندما أصبحت أمريكا قطب الرحى في العالم بدأت بتطوير ثقافتها تلك وهي ثقافة كانت تتسم بالبربرية بصورة مؤكدة. وأمريكا هي المكان الذي يشعر فيه اليمين باحتقار المسلمين بسبب معتقداتهم ويشعر فيه اليسار كذلك باحتقار المسلمين بسبب الطريقة التي يعاملون فيها النساء"، ص 56.
"ثانياً هي دولة خائفة ودموية: الأهداف الاستراتيجية لأمريكا والاستراتيجية الأمريكية انبثقت من ثقافة الخوف ولكن مع انقضاء كل حقبة خوف تبرز مخاوف جديدة. الدول تتحرك بسبب التخـوف مـن فقـدان مـا تملكـه مـن مصادر ثروة وقوة، تأملوا مايلي ضمن سياق هذا التخوف"، ص 72.
"في حالة الولايات المتحدة وهذا قد يكون أكثر وضوحاً مما عليه الحال في بقية الدول فإن الاستراتيجية الكبرى في المفهوم الأمريكي تتمحور بالدرجة الأولى حول الحرب وكذلك حول التفاعل بين الحرب والحياة الاقتصادية؛ فالولايات المتحدة تاريخياً دولة تقتات على الحروب"، ص 71.
"ثالثاً. الدولة صانعة الفوضى: ما من شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية تنشر الفوضى في مختلف أنحاء العالم في الوقت الراهن"، ص 18.
"ما تحتاجه أمريكا بكل بساطة هو إغراق الآخرين في الفوضى بحيث لا يمكن لهم إعادة إنتاج ما يكفـي مـن القـوة بحيث تشكل تحدياً لها"، ص 21.
"لقد أرادت الولايات المتحدة منع حدوث استقرار في مناطق يخشى أن تنشأ فيها قوى أخرى لقـد كـان هدفها ليس فرض الاستقرار بل إحداث الفوضى وعدم الاستقرار وهو ما يفسر الكيفية التي تصرفت فيها رداً على الزلزال الإسلامي فقد أرادت منع نشوء دولة إسلامية قوية ومترامية الأطراف"، ص81.
"إن عالماً إسلامياً غارقاً في الفوضى وعاجزاً عن التوحد يعني أن الولايات المتحدة حققت هـدفها الاستراتيجي. وهناك شيء واحد لا يختلف اثنان على أنها حققته منذ عام 2001 ألا وهو نجاحها في خلق الفوضى وتعميمها في العالم الإسلامي لم تتعرض المنطقة للتشرذم كمـا هـي حالها الآن"، ص 85.
"مـا مـن شـك في أن إدارة الولايات المتحدة المتحدة للحـرب في العراق كانت فوضوية ومشينة وهمجية. ولكن على المستوى الاستراتيجي لم يكن يشكل ذلـك أية أهميـة بالنسبة لها، فطالما أن المسلمين يتقاتلون فيما بينهم، فإن أمريكا تعتقد جازمة أنها هي من انتصرت في تلك الحرب"، ص 85. "انتهى".
قد يتحجج البعض أن هذه وجهة نظر فرد أمريكي وليس بالضرورة أن تكون ترجمة واقعية للسياسة الأمريكية الخارجية، والرد عليه هو ما حدث من بعد نشر هذه الرؤية هو بالضبط ما استشرفه الكاتب، الرأي المنفرد الذي يعود له لا لصانع السياسة، هو تفسيره لما سيحدث وتبريره للأفعال المشينة التي سترتكبها بلاده في حق الآخرين في المائة عام القادمة وأولهم في العالم العربي، بأنها مازالت "مراهقة حضارياً" ومع الوقت ستنضج!!
لذلك كان جورج فريدمان ضد قرار الانكفاء والانسحاب من مناطق الصراع بل كان من المؤيدين لمزيد من الانخراط في المنطقة، إنما لا لاستقرارها وأمنها، بل تحقيقاً لتلك الأهداف الفوضوية التي كان يراها مشروعة من أجل رفاعية وقوة الإمبراطورية الأمريكية وفقاً لرؤيته.