تختلف رؤى الباحثين في العلاقة بين وسائل الاتصال والسياسة، فقد أفاد عدد منهم أنه توجد وظائف سياسية لوسائل الاتصال من مثل الوظيفة الإخبارية، والتنشئة السياسية، والتسويق السياسي، والتأثير في اتجاهات الرأي العام، والرقابة على الحكومة، والمساعدة على صنع القرارات، ودعم مشروعية النظام السياسي، وتأكيد الشعور بالهوية الوطنية، وإدارة الخلافات السياسية، وغيرها. وسنشرح في السطور القليلة بعض هذه الوظائف:أولاً: الوظيفة الإخبارية، هي نشر الأخبار والمعلومات الداخلية والخارجية، بهدف إشباع حاجات الإنسان إلى معرفة ما يحدث حوله من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية... إلخ.ثانياً: التنشئة السياسية، هي إكساب الجمهور المعرفة وتكوين المواقف والقيم وتشكيل الثقافة السياسية، وتستمر هذه العملية من الطفولة حتى الشيخوخة، ومن خلالها يعي الفرد خصائص المجتمع، والأفكار، والاتجاهات السياسية، السائدة في المجتمع.ثالثاً: التسويق السياسي، هو علم التأثير في السلوك العام الجماهيري في المواقف التنافسية مثل الحملات السياسية. ويستخدم المرشحون وجماعات الضغط والأنظمة السياسية وسائل الإعلام المختلفة لعرض وترويج أفكارهم، وسياساتهم، وتكوين صورة إيجابية عنهم.رابعا: التأثير في اتجاهات الرأي العام، هو دور وسائل الإعلام في المجتمعات الحديثة في تشكيل الرأي العام، وتزويده بالمعلومات التي من خلالها يطلع على الشؤون العامة ويعرف الشخصيات السياسية؛ حيث تؤثر معالجة وسائل الإعلام للقضايا والأحداث تأثيرا كبيرا في توجيه الرأي العام وتحديد مواقفه.أما وظائف الخطاب السياسي عبر وسائل الإعلام فهي كثيرة مثل نشر المعلومات، وترتيب الأولويات، والتفسير والربط، وقراءة الماضي والتنبؤ بالمستقبل، واستثارة الفعل والقرار، وغيرها.ولما كانت وسائل الاتصال المختلفة تحتل هذه المكانة، وتؤدي هذا الدور المهم في حياة الجماهير، ولها تلك الإمكانيات الكبيرة للتفاعل مع الجماهير، فقد اهتم بها كثير من القوى والهيئات والأحزاب في العالم، واستخدمتها في حملاتها الإعلامية أثناء الانتخابات. وسواء أكانت هذه الانتخابات رئاسية أم نيابية أم نقابية أم مهنية، أم كانت تُجرَى في بيئات اتصالية تتسم بالديمقراطية أم لا، أو بين ناخبين مثقفين أم أميّين؛ فلا يمكن أنْ تمرّ الانتخابات من غير أن توظَّف وسائل الإعلام وأدوات الاتصال خلالها؛ بهدف تحقيق الفوز والحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين، وإقناعهم بأحقيّة هذا المرشح أو ذاك الحزب، وتحريكهم ودفْعهم نحو الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، ومحاولة إقناعهم بعدم تأثرهم بدعايات الخصوم.* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90