يقول العالم والسياسي هنري فورد «1863-1947م»: «كلما لاح النجاح نتيجة التخطيط الجيد والمثابرة المستمرة مقرونين بالفرصة المواتية، اعتبر الناس ذلك حظاً».للإستراتيجية تعريفات كثيرة، من أبرزها أنها مجموعة من القواعد والمبادئ التي ترتبط بمجال معين، وتمكِّن الأفراد المرتبطين به من اتخاذ القرارات المناسبة بناءً على مجموعة من الخطط الدقيقة، التي تعتمد على وضع الإستراتيجيات الصحيحة للوصول إلى تحقيق نتائج ناجحة، كما تعرف أيضاً بأنها الأفعال والأساليب التي تسعى لتحقيق الأهداف المخطط لها، مع الأخذ في عين الاعتبار العوامل كافة التي تؤثر في إمكانية حدوثها، أو تطبيقها بشكل فعليّ.وتحرص الإستراتيجية على تطبيق مجموعة من الأهداف، والمبادئ، ومن أهمها: معرفة الوضع الحالي للعمل الذي ستعمل على تنفيذه، والتعرّف على جميع العناصر المكوّنة له، وتحديد الأدوات، والوسائل كافة التي ستُستخدم لتطبيق العمل، وغيرها.وتعتمد الإستراتيجية أيضاً على مجموعة من المبادئ، من أبرزها: وضع الأهداف كافة التي سيتم تحقيقها، والحرص على أن تتميّز الإستراتيجية بالمرونة، أي أن تكون سهلة التطبيق في بيئة العمل، ويجب أن تكون الإستراتيجية شاملة، ومتكاملة، أي ألا تغفل أي جزء من أجزاء الخطة التي سيتمّ تنفيذها.ومن أجل الوصول إلى التميّز والنجاح في مراحل الانتخابات المختلفة على المترشّح وفريقه في الحملة الانتخابية اتّباع إستراتيجية واضحة لتوليد مزيد من العلاقات خلال فترة الانتخابات، والحصول على مزيد من المتابعين، وتحويلهم إلى مؤيّدين؛ لذلك تحاول هذه المقالة تسليط الضوء على إستراتيجية الاتصال للمترشّحين الفائزين «النواب» في مملكة البحرين للتواصل مع جمهور الناخبين في دوائرهم الانتخابية، والجهة التي أعدَّت الخطة، وطبيعة الخطة، وأبرز محاورها، ومضامين الرسائل الإعلامية في هذه الخطة.وفيما يتعلق بإستراتيجية الاتصال للمترشحين في الانتخابات النيابية في مملكة البحرين للتواصل مع الجماهير، تبين لنا بناءً على دراسات سابقة أنّ غالبية المترشحين كانت لديهم إستراتيجية وخطة إعلاميتان للتواصل مع جمهور الناخبين، ونسبة بسيطة منهم لم تتوافر لديهم تلك الإستراتيجية للتواصل مع جموع الناخبين.كما أوضحت الدراسات السابقة أن أبرز آليات الإستراتيجية الإعلامية قبل فترة الحملات الانتخابية تركّزت في زيارات النائب الشخصية للمجالس والأماكن العامة، وإرسال بعض مقاطع الفيديو عن طريق «الواتس أب»، والتواصل مع الناخبين عن طريق الإنستغرام. أما في أثناء فترة الحملات الانتخابية، فبالإضافة إلى المحاور السابقة الذكر، هناك محاور أخرى تمّ الاهتمام بها واستخدامها، مثل: اللوحات الإعلانية في الشوارع، وإرسال النشرات والمطويات إلى بيوت الناخبين.* أستاذ الإعلام المساعد - جامعة البحرين