لا يخفى على أحد الضرر الذي تتركه الشائعات على المجتمع، لاسيما في ضوء انتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بيئة خصبة لاحتضان الشائعات وتنميتها. أؤمن بأن الكثير من الشائعات تخلق نتيجة وجود فراغ معرفي حول أمر ما، وهو ما يقود ضعاف النفوس لصياغة الشائعات ونشرها، ومع أن المجتمع البحريني مجتمع واعٍ ويقظ إلا أن بعض الشائعات تجد مكانها في عقول بعض الأشخاص. كما توضح الدراسات العلمية أن بعض الشائعات تتولد من دون قصد أو عمد نتيجة أسباب عديدة منها الفضول، الكراهية، الجهل، وأهم الأسباب في وجهة نظري المتواضع لتفشي الشائعات هو انعدام وجود جهة تكون مهمتها مكافحة الشائعات.

كثير من الدول حاولت السيطرة على الشائعات عن طريق إيجاد منصات مضادة للشائعات، وتكون وظيفة هذه المنصات هي مكافحة الشائعات والرد عليها مباشرة ووأدها قبل أن تنتشر، وتتخذ هذه المنصات موثوقية عالية سواء كانت رسمية أم أهلية، ومنها على سبيل المثال، «هيئة مُكافَحة الإشاعات» في المملكة العربية السعودية وهو مشروع مستقل تم إنشاؤه عام 2012 للتصدي للشائعات والفِتن واحتِوائها بحيث لا تُشكل أي ضرر على المُجتمع وذلك بالكشف عن ناشِري الأكاذيب التي تهدف إلى إثارة الرأي العام من خلال نشر الوعي وتوضيح الحقيقة بالمصادِر الرسمية. ومنصة «فتبينوا» منصة مستقلّة متخصصّة في مجال التّحقّق من الأخبار، انطلقت عام 2014 وتهدف إلى تنقية المحتوى العربيّ على الإنترنت من الإشاعة والأخبار الكاذبة والخرافات. لتكون مصدراً أساساً للقرّاء في العالم العربي لتمييز الحقيقة من الزّيف، ومنصة «مسبار» وهي منصة عربيّة لفحص الحقيقة وكشف الكذب في الفضاء العموميّ، بأعلى المعايير الصحافيّة واستخدامهم مختلف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة التضليل.

رأيي المتواضع

خبر عرضي نشرته بعض الصحف المحلية في شهر أبريل الماضي حول إنشاء منصة وطنية لمكافحة الشائعات، تهدف هذه المنصة إلى ممارسة مهامها وفق آليات متقدمة لتلقي البلاغات ورصد وتحليل الأخبار المنشورة عبر المنصات الرقمية، وتحقيق التكامل النوعي في منظومة الاتصال الحكومي، كما ستهتم المنصة بتصنيف الشائعات على حسب خطورتها، وستعمل على نشر تصويب الإشاعات عبر مختلف المنصات الإلكترونية إلى جانب الصحف الرسمية.

من وجهة نظري المتواضعة أن هذه المنصة في غاية الأهمية لسد الثغرات أمام انتشار وتفشي الشائعات، ونأمل أن نراها متحققة على أرض الواقع، وأن تكون ملاذاً لكل شخص وصلته شائعة ويريد أن يتحقق من صحتها. وتكون بمثابة سدادة تغلق الفتحات والخروقات التي تسببها بعض الأخبار الرسمية غير المكتملة.

مشروع مهم جداً نأمل أن يرى النور في القريب العاجل، نظراً لكمية الشائعات الكبيرة التي نتعرض لها يومياً من الداخل أو الخارج.